إعداد دستور جديد يمثل إنجازا مهما لثورة30 يونيو, ونجاحا لا يستطيع أحد أن ينكره لما تضمنه هذا الدستور من نصوص تفتح أبواب الأمل في بناء دولة حديثة مستقلة, تقوم علي المؤسسات, وتعلي من شأن الحريات, وتصون الحقوق والواجبات. ومن ثم فإن معركة تمرير هذا الدستور لا تقل أهمية عن صناعته, بل في تقديري تعد المعركة الاهم, لما تواجهه من تحديات, ومخططات بدت تلوح في الافق ويسعي تنظيم الاخوان الارهابي, وأذنابه من بعض القوي الثورية, الي إفشال الاستفتاء الشعبي المزمع علي الدستور, وعدم وصول الدولة المصرية الي اتمام هذه العملية, وهذا الاستحقاق الاهم في خارطة المستقبل. بوادر هذه المؤامرة واضحة, وأدلتها دامغة, في عمليات التصعيد المفتعل في الشارع, والمصحوبة بتسريبات عن فوضي مرتقبة مع حلول الاستفتاء, ولعل ما يحدث في الجامعات, والحراك الممنهج في الشارع يؤكد ان تنظيم الاخوان بدأ مخططه لإفساد الاستفتاء, من خلال تخويف وترهيب المواطنين حتي لا ينزلوا للتصويت علي الدستور, لأنهم يعلمون ان نسبة التصويت بنعم ستكون غير مسبوقة. وربما البيان الذي اعلنته حركة إخوان بلا عنف أمس يصب في هذا الاتجاه, بعد ان كشفت أن التنظيم الدولي للإخوان يخطط لإشعال الموقف تدريجيا للوصول ليوم الخامس والعشرين من يناير, واستعدادات فرق الكشافة بالجماعة للهجوم علي أقسام شرطة ومديريات الأمن ومحاولة إحياء مشاهد الخامس والعشرين من يناير وتعطيل الاستفتاء علي الدستور عن طريق حشد رأي عام لمقاطعة الاستفتاء و أن الأمانة العامة بالجماعة رصدت حوالي258 مليون جنيه كدفعة أولي لحشد الرأي العام لمقاطعة الاستفتاء والتشكيك في نتائجه. إذن نحن أمام معركة مصيريه لتمرير هذا الدستور, والانتصار فيها لا يأتي إلا من خلال الحشد الجماهيري وراء الدستور, وعدم الانخداع بما تروجه الجماعة من أكاذيب, وما تسوقه من عمليات خداع, لمنع المواطنين من النزول للتصويت, لأن الحقيقة التي تحاول هذه الجماعة الارهابية تجاهلها أنها فقدت شعبيتها, ولم يعد أحد يصدقها, وربما الأحداث والتجارب السابقة كشفت زيف ادعاءاتها, ولعل19 نوفمبر خير شاهد علي هذه الأكاذيب التي روجت لها واعتبرت هذا التاريخ يوما فاصلا ستتم فيه عودة مرسي, والاعتصام في الميدان حتي زوال السلطة الحاكمة, وهو مالم يحدث ولن يحدث. الرهان إذن علي الشعب الذي سيلقن هذا التنظيم درسا لن ينساه وسوف تصطف طوابير الحرية أمام لجان الاستفتاء لتقول نعم لثورة30 يونيو.. نعم لدولة العدل والقانون. نعم لعزل تنظيم الإخوان.. حتما سيفعلها الشعب المصري العظيم, ويلبي نداء الوطن. [email protected] رابط دائم :