«الجماعة» غير قادرة على قيادة البلاد قانون الانتخابات يخدم «الإخوان».. ونراهن على صحوة المصريين معركة السكر والزيت مستمرة.. وأدعو الرئيس للانحياز للشعب قال كامل السيد، أمين حزب التجمع بالقليوبية، إن مخطط جماعة الإخوان يهدف إلى الدفع بمحافظ إخوانى، أو من المحسوبين على الجماعة، لقيادة المحافظة خلال الفترة المقبلة التى تعقب انتخابات مجلس النواب، مضيفا أن «الجماعة غير قادرة على تولى المناصب القيادية فى البلاد، لأنها لا تمتلك الخبرة السياسية». وأكد خلال حواره ل«الصباح» أن قانون الانتخابات المزمع تمريره يخدم مصلحة الجماعة على حساب المعارضة، التى لا تستطيع مجاراتها فى عمليات حشد المواطنين بالسكر والزيت، مطالبا الرئيس محمد مرسى بالانحياز للشعب المصرى، والابتعاد عن مكتب الإرشاد الذى يتدخل فى القرارات السيادية للدولة. * مااستعداداتكم للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ سنخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال جبهة الإنقاذ الوطنى بقائمة موحدة بحيث يكون لنا مرشح بجبهة الإنقاذ، وبدأنا فى تلقى الترشيحات، بالفعل وتقدم 3 مرشحين فى دائرة جنوب ومرشحان فى دائرة شمال القليوبية، ووضعنا معايير اختيار المرشحين فى مقدمتها السمعة الطيبة والدور الخدمى الملموس، وعدم تورطه فى قتل الشهداء، فضلا عن قدرته المادية على تحمل مصاريف المعركة الانتخابية، وستكون الأولوية لمن خاض تجربة الانتخابات قبل ذلك، سواء بالنجاح أو الإعادة أو حقق نتائج جيدة. * هل تعتقد أن عنصر المال سيكون له دور فى انتخابات «النواب»؟ لاشك أن عنصر المال سيلعب دورًا مهمًّا فى الانتخابات المقبلة، فلا نستطيع أن ننكر أن التيارات الإسلامية هى الأقدر على الإنفاق، ولعل قانون الانتحابات الجديد يحقق لها ذلك، حيث إنه لم يحدد حجم الإنفاق، ولم يحدد الأجهزة الرقابية المخول بها مراقبة تمويل الحملات الانتخابية، فضلا عن أن القانون لم ينص على حظر الدعاية الانتخابية فى دور العبادة كالمساجد، لكننا نراهن على مستوى الوعى لدى المصريين، والصحوة السياسة التى حدثت بعد ثورة 25 يناير. * إذن كيف ترى مشروع القانون الجديد؟ غامض وغير مفهوم، ويخدم تيار الإسلام السياسى فقط، خاصة أن تقسيم الدوائر الانتخابية مازال كما هو، ما يعنى أن مجلس النواب المقبل سيكون صورة مكررة من البرلمان السابق، ولن يمثل كل التيارات السياسية فى الدولة، الأمر الذى يؤكد أنه سيكون برلمانا مشوها، لن تمثل فيه المعارضة بالشكل الكافى. * ما رأيك فى سياسة جماعة «الإخوان المسلمون»؟ الجماعة قدمت الرئيس محمد مرسى فى بداية الأمر باعتباره مرشحًا للشعب، من خلال برنامج بعيد عن أخونة الدولة، لكنهم خدعونا بعد الوصول لكرسى الحكم، وفوجئنا بممارسات الجماعة والرئيس التى تؤكد تدخل مكتب الإرشاد فى القرارات السيادية. * هل هناك مخطط لأخونة الدولة؟ بالطبع هناك مخطط، فالدستور وما يحويه من مواد تكرس لسلطات الرئيس، وقرارات مرسى لتحصين الإعلانات الدستورية، واستكمال الاستفتاء دون توافق وطنى، كل ذلك يدعم مخطط الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة، وفق مبدأ السمع والطاعة الإخوانى بعيدا عن الديمقراطية، التى تعتبرها الجماعة كفرا. * هل لديكم تخوفات من الدستور؟ أتخوف مما بعد الدستور، خاصة ما يتعلق بالمرأة والأقباط والعدالة الاجتماعية، خاصة أن تمرير الدستور بهذه الطريقة يعتبر انتهاجًا لنفس سياسة النظام السابق، وسيرًا على خطى مبارك. * ماذا عن المحافظ القادم للقليوبية؟ بشكل كبير سيكون من جماعة الإخوان أو أحد تابعيهم، لأن الذى سيختار المحافظين هو الجماعة، وما يتم تداوله الآن هو تغيير المحافظ الحالى بآخر إخوانى، والكارثة الكبرى إذا تم اختيار محافظ لمجرد انتمائه للجماعة، دون النظر لخبرته، وصلاحيته للمنصب من عدمه. * ما المانع فى أن يتولى إخوانى منصب المحافظ؟ صراحة الإخوان لا يملكون الخبرة السياسية، والممارسة الحقيقية التى تمكنهم من تولى مناصب قيادية فى الدولة، فى ظل حاجة المحافظة لشخصية قيادية قادرة على تحقيق نقلة يشعر بها المواطن البسيط فى القليوبية. * كيف ترى الشعبية الكبيرة للجماعة فى الشارع؟ شعبية الجماعة حقيقية لا ينكرها أحد، فهم قادرون على الوصول للمواطنين والتأثير عليهم من خلال زجاجة زيت وكيس سكر، وحفلات زفاف جماعى لغير القادرين، وبعض الممارسات للحشد والتأثير على قرارات البسطاء. * لماذا لا تتبعون هذه السياسة؟ للأسف الأحزاب الموجودة على الساحة غير قادرة على انتهاج تلك السياسة، لأنها تلقت ضربات كبيرة منذ عهد السادات، وأصبح تواجدها ضعيفا فى الشارع، فضلا عن الأزمات المالية الطاحنة التى تتعرض لها الأحزاب، التى تعوقها عن تنظيم قوافل طبية أو توزيع مواد تموينية، لكننا نحاول قدر الإمكان الاعتماد على برامجنا، لكن ما ينقصنا هو التمويل الذى تملكه الجماعة. * هل جبهة الإنقاذ قادرة على مواجهة الإخوان فى انتخابات «النواب»؟ نجاح القوى الوطنية متوقف على توحدها، وعدم تفككها، إضافة لبرنامجها التنموى، الذى يجب أن يحقق العدالة الاجتماعية، للنهوض بالبلاد، وهذا لا يعنى أن تكتسح مقاعد مجلس النواب، بقدر أن تكون قادرة على المعارضة الحقيقية، التى تعطل طموحات وممارسات الإخوان للانفراد والسيطرة على حكم البلاد. * لكن النسبة الأكبر من المحافظة وافقت على الدستور فأين المعارضة؟ خروج نتيجة الاستفتاء على الدستور ب«نعم»، يرجع إلى عدم قدرة المعارضة على الحشد الكافى بسبب ضيق الوقت، كما أن مقاطعة الحزب الوطنى وقياداته بالقليوبية للاستفتاء، وهو كتلة تصويتية لا يستهان بها لعب دورًا مهمًّا فى نتيجة الاستفتاء بالمحافظة، وخدم الإخوان ومخططهم بشكل غير مباشر، خاصة أنهم حشدوا المواطنين للتصويت بنعم، بخلاف الخروقات التى شهدتها عملية الاستفتاء، مثل إشراف موظفين بدلًا من القضاة على اللجان، وتداول بطاقات اقتراع خارج اللجان، وعمليات الحشد، والتزوير. * توقعاتك لتظاهرات 25 يناير المقبل؟ سيخرج شباب غاضب ومحبط، سرقت ثورته، شباب يشعر بالإحباط لأنه لم يشاهد أى تغيير يذكر بعد إسقاط النظام، ومازال يعانى من البطالة والفقر، فى ظل ممارسات الجماعة والرئيس الهادفة لخصخصة الشركات والاستدانة من الخارج، وأدعو الرئيس قبل فوات الأوان للابتعاد عن مكتب الإرشاد، وأن يكون رئيسًا حقيقيًّا لكل المصريين وليس لجماعة «الإخوان المسلمون».