توقفت صناعة السجاد والحرير داخل قرية ساقية أبوشعرة التابعة لمركز أشمون بالمنوفية بسبب احتكار رجال الأعمال للمادة الخام والخيوط التي تدخل في تلك الصناعة. وبدأ أهالي القرية العودة إلي تربية دودة القز في تلك القرية التي تعد من أشهر المناطق التي تصنع السجاد اليدوي والحرير الذي يصدر إلي الخارج. وخلال جولة لالأهرام المسائي داخل القرية وجدنا في كل منزل نول نسيج يدوي وفي كل تخطيط لمنزل بها مكان لوضع نول النسيج حتي أصبح من مكونات المنزل الرئيسية ويرجع تاريخ تلك الصناعة للعصور الفرعونية, حيث إنها من القري المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية فهي من القري المصرية القديمة التي ظلت محتفظة فقط بصناعة السجاد. ويبلغ عدد سكان القرية نحو17 ألف نسمة ويعمل80% منهم في صناعة السجاد الحرير فالبداية غالبا ما تكون من الطفولة المبكرة ففي سن سبع سنوات يبدأ الطفل في تلقي مهارات صناعة السجاد والتعامل مع الخيوط الحريرية لينسج بها تحفة فنية تباع في الاسواق بآلاف الجنيهات وتحظي منتجاتها بشهرة عالمية, حيث تقوم القرية بتصدير نحو3500 متر مربع سنويا من انتاج السجاد المصري ويتم الاحتفاظ بسجادها في القصور والمتاحف العالمية. وقال محمد مصطفي رئيس مجلس إدارة جمعية السجاد والكليم بالقرية: إن وزارة التضامن توقفت عن دعمهم بالخامات والتمويل وامتنعت عن شراء المنتج منا مما أدي إلي ركود تام في صناعتنا التي نالت شهرة عالمية واسعة. وأوضح محمد سعيد وجمال عيد وفتحي السيد من الصناع: تقدمنا للوزارة بطلبات عديدة لصرف الخامات لنا مرة أخري وتمويلنا ولكنها قوبلت بالرفض رغم وجود25 طنا من الخامات بمخازن الوزارة منذ فترة طويلة معرضة للتلف ان لم تكن تلفت بالفعل ويرفضون أن يصرفوها لنا سواء بالتعاقد أو البيع وآخر مرة باعوا لنا فيها كان عام2002 عندما باعوا لنا كمية صغيرة لاتتعدي200 كيلو بسعر150 جنيها للكيلو رغم انهم استوردوه بسعر100 جنيه. ويشيرعبد السلام محمود من أهالي القرية إلي إلا أن وزارة التضامن الاجتماعي ترفض شراء الانتاج أو حتي اشتراكنا في معارض الأسر المنتجة التي تقيمها الوزارة حتي نسوق انتاجنا للمستهلك مباشرة بدلا من تعنت التجار الكبار معنا واحتكارهم كل شئ من تحديد أسعار الخام والمنتج حسب اهوائهم مما يحقق لهم أرباحا خيالية ويحقق لنا الفتات. ويشير إلي أن أكثر من ألفي عامل من أشهر الصناع الذين عملوا في هذه المهنة التي تدر عملة صعبة والتي كانت في وقت من الأوقات ضمن برامج السياحة للشركات العالمية أنهم هجروها بحثا عن عمل يعينهم علي ظروف المعيشة الصعبة. وقال عبدالمنعم محمد وهو من أقدم العاملين في صناعة السجاد الحرير يدويا في ساقية أبوشعرة: إن السجادة الواحدة قد تستغرق عدة أشهر للانتهاء منها وتتراوح تكلفة المتر الواحد من هذا السجاد ما بين1300 إلي1500 جنيه ونبيعها للتاجر بمبلغ1700 جنيه للمتر بينما يقوم التاجر ببيعها للمستهلك بنحو3 آلاف جنيه للمتر فالسجادة اليدوية المصرية المصنعة من الحرير تتمتع بسمعة وشهرة طيبة بين السجاد الصيني والأفغاني والزرابي المغربي. وفي النهاية نضع مشاكل تلك الصناعة المهمة أمام الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية ومسئولي وزارة التضامن الاجتماعي حتي لا تندثر تلك الصناعة ويضطر صانعوها إلي هجرها. رابط دائم :