رغم تأكيدي في مقال أمس أن الشعب المصري لن يسمح للإخوان بمحاربة جيشهم بجيش حر علي الطريقة السورية إلا أنني اري أنه من الضروري ألا نتعامل مع ماكينة الشر الإخوانية باستخفاف. صحيح أن هذا التنظيم وأنصاره ومأجوريه ومجاهدي مرشده لن تزيد محاولاتهم وشائعاتهم فيما يتعلق بالجيش الحر عن مجرد عمليات غير احترافية, تفتقد لمهارات التصويب, من أجل إرهاب المصريين, وتوصيل رسالة لهم بأن مصر دون إخوان ستكون تكرارا للمشهد السوري; لأن قيادات التنظيم الهاربة من العدالة شددت خلال الأيام الماضية علي الترويج لبدء تشكيل الجيش الحر بتسليح بعض أعضاء التنظيم في عدد من المحافظات, والتركيز علي دعم المتطوعين ومجاهدي الشر بأسلحة مهربة عن طريق الحدود المصرية مع ليبيا وأنفاق غزة بتمويل قطري وحماية أمريكية. ورغم أنني أثق أن الشعب المصري سوف يوجه الضربات الموجعة والناسفة لأية فكرة عن الجيش الإخواني إلي الدرجة التي ستجعله يقتل في مهده, ويتلاشي قبل خروجه إلي جبهة الصراع الشيطاني إلا أنني لا أتفق مع بعض خبراء وباحثي شئون الإسلام السياسي الذين يقولون إن الإخوان لن يقدموا علي تنفيذ مثل هذه الأفكار غير الواقعية, وأن الجيش الحر لا يتفق من قريب أو بعيد مع فكر الإخوان أو منهجهم, وأن بعض قادتهم ينظرون إلي ما طرحه المرشد بأنه مجرد فكرة غير عملية لن تجدي مع المشهد السياسي المصري الحالي. وهذا الكلام أراه مجرد محاولة تجميل فاشلة لرموز التنظيم, فالذين وضعوا أيديهم مع الأمريكان في سوريا, والذين يتدربون في غزة علي تنفيذ مهام الخيانة في سيناء من الإخوان, ويضاف إلي ذلك أن التحالف الإخواني الحالي يضم عناصر شديدة الخطورة بمفهوم الجريمة من الجماعة الإسلامية والسلفية الجهاية التي تستطيع تنفيذ خطوات مهمة في طريق إنشاء الجيش الإخواني خاصة في عمليات تفجير متفرقة أو حوادث قتل أو عنف من وراء ستار وإذا لم يتم التصدي بحزم وشدة فإن تحالف الإخوان مع مجرمين يتخفون وراء قناع الشريعة والشريعة يمكن أن يزيد من صعوبة مواجهة الشعب لأوهام الإخوان. والذي لا جدال فيه أن دخول الإخوان في صدام مع مصر الدولة والشعب والجيش والشرطة يعني أنه سينتهي بالفشل الذريع وأنه علي الدولة بدلا من الوقوف كثيرا أمام الحسابات الأمنية للتعامل مع الإخوان أن تقدم النموذج الأمثل للمواجهة وهو إعمال العدالة الاجتماعية وعدم الرجوع للوراء, ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات والابتعاد عن الانتقام والاهتمام بالفقراء والنهوض بالاقتصاد. وهذا التقارب من مطالب الشعب والاهتمام به لن ينسف أوهام جيش الإخوان فحسب ولكنه سيفرض عزلة علي هذا التظيم وأنصاره ويخرجهم نهائيا من المشهد السياسي, وغدا نواصل رابط دائم :