حملت ردهات مستشفي الشرطة بالعجوزة رائحة زكية عند وصول عدد من مصابي الشرطة تنزف أجسادهم دما نتيجة إصابتهم في كرداسة علي أيادي تلك العصابة الإرهابية.. تحرك الأهرام المسائي بين الاسرة ليتعرف من الأبطال علي ساعات الفداء التي عاشوها لتطهير المنطقة من أولئك الجبناء. في الغرفة رقم423 رقد المجند عبده محمد عبد الواحد(24 سنة) مصابا بعدد من الشظايا في قدميه وهو من بين قوات العمليات الخاصة التي شاركت في اقتحام البؤر الإجرامية والإرهابية بكرداسة, وقال مع بزوغ الفجر بدأ في الاستعداد لتنفيذ مهمة لم يخبره أحد بمكانها سوي بعد قرب وصول القوات إليها وعرف مع طلوع الشمس أن كرداسة هي الهدف من عملية اليوم, وأضاف بأن الاقتحام بدأ في الساعة السابعة صباحا بهجوم للمدرعات والمصفحات الخاصة بالأمن المركزي بمشاركة الجنود والضباط حيث قمنا بالهجوم علي المدخل الرئيسي للقرية ومع ظهور أولي البنايات علي مدخل القرية تعذر دخول المركبات إلي المنطقة السكنية بسبب ضيق الشوارع التي يبلغ عرض بعضها نحو2 متر أو يزيد بقليل وتكاد المباني تنطبق علي بعضها البعض و دخلنا مترجلين حتي مسافة40 مترا وما إن وصلنا إلي منزل أحد الإرهابيين الذي كان مختبئا ومتحصنا بداخله, فوجئنا بالإرهابي يلقي قنبلة يدوية بدائية الصنع علينا من فوق سطح منزله وهو ما أدي إلي إصابتي بشظايا في قدمي, كما أننا رفضنا إطلاق نار عشوائي تجاه الإرهابي خوفا علي حياة المواطنين الذين يسكنون المنازل المجاورة. وفي السرير المجاور كان زميله محمد أبو العز خلف23 سنة الذي التقيناه وقال لنا في أول رد له علي سؤال كيفية إصابته: كنت بصحبة زملائي عند اقتحام منطقة كرداسة وكنت مستعدا لاقتحام المنزل الذي يختبئ به الإرهابي في إحدي الحارات الضيقة مما جعله يتمكن من الهجوم علينا بالقنبلة نظرا لعدم وجود سواتر وجاءت إصابتي بشظايا في اليد اليسري وكسر في الأصابع وأضاف بان ثلاثة من زملائه أصيبوا بإصابات طفيفة تم علاجهم وعند انصرافهم أصروا علي العودة إلي معسكرهم للانضمام إلي باقي زملائهم المرابطين في كرداسة تمهيدا لتمشيط المنطقة للقبض علي باقي المتهمين. فيما فضل النقيب معتز بالله عماد24 سنة الذي تعرض للإصابة بتهتك في القدم اليمني وجروح بسبب إصابته بشظايا في هجوم آخر عدم الحديث إلينا بناءا علي نصائح من الأطباء وذكر أحد الأطباء المعالجين داخل المستشفي أن النقيب معتز كان قد غادر المستشفي بعد وصوله بحوالي ساعتين عقب تلقيه الإسعافات اللازمة لرغبته في الانضمام إلي زملائه بموقع الأحداث إلا أن زملاءه أعادوه مرة أخري بعد إلحاح من زملائه وكذلك رؤساؤه من القيادات وأجبروه علي استكمال علاجه. أما قسم الرعاية المركزة فكان يرقد به المجند محمد صلاح الذي أصيب بطلق ناري بالرئة اليمني وتجمع دموي وكسر في الضلعين ولم يستطع الحديث لخطورة حالته.وكان مستشفي الشرطة بالعجوزة قد استقبل المصابين العشرة من قوات الشرطة بينهم4 ضباط و6 مجندين, فيما استقبل المستشفي حالة استشهاد والتي كانت للواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة الذي أستشهد بطلق ناري بالبطن وتشيع جنازته اليوم عقب صلاة الجمعة. رابط دائم :