حصلت "بوابه الأهرام" على نسخة من عظة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التى يلقيها مساء اليوم فى احتفالات عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسيه بالعباسية. وفى عظته يوجه البابا رسائل غير مباشرة لداعش ومن على شاكلتها ممن يقتلون ويزرعون الموت والدمار والخراب، وبخاصة أن هذا العيد هو الأول الذى يحتفل به الأقباط بعد استشهاد 21 قبطيًا، تم ذبحهم فى ليبيا على يد تنظيم داعش وأذيع ڤيديو ذبحهم ليلة 15 فبراير قبل 55 يومًا مع بداية الصوم الكبير الذى يسبق عيد القيامة، ويتحدث البابا فى عظته عن ثقافه الحياة والتمتع بها منبها إلى أن: البشر نوعان تجاه الوجود الإنسانى الذى أراده الله، نوع يختار "ثقافة الحياة" بكل ما فيها من حضارة وتراث وبناء وتعمير ومعرفة وفن وكرامة وعيش طيب ونجاح وتعب ومسئولية واجتهاد، وهذا النوع يحب الحياة، لأن الحياة حلوة وهى العطية الثمينة من الخالق للخليقة. أما النوع الثانى فيختار "ثقافة الموت" حيث يحول كل ما هو جميل فى حياة الإنسان إلى موت وخراب، ويظهر ذلك فى القتل والتدمير والكراهية والعنف والإرهاب والإيذاء، وغير ذلك من أفعال الموت. ويضيف البابا ويأتى عيد القيامة لكى ما يذكر الإنسان باختياره: هل الحياة أم الموت؟ وقد جاءت قيامة المسيح، لتنهى ثقافة الموت ليبدأ عصر ثقافة القيامة والحياة. ويؤكد البابا أن القيامة عيد الأعياد كحدث أساسى ورئيسى وهدف نهائى لمجىء السيد المسيح إلى الأرض يمثل ثقافة النهوض أو ثقافة القيام أو بالإجمال ثقافة الحياة بما تحويه من "جمال" نراه فى الطبيعة والفلك على الأرض وفى السماء. ويوضح أن أحد مظاهر "ثقافة الحياة" هو أن نحول كل شىء إلى جمال لأن الجمال قبل أن يكون خارج الإنسان وبعيداً عن عينيه، يكون أولاً داخله ويولد فى قلبه. ويضيف نحن نصلى دائماً فى الصلاة الربانية ونقول "كما فى السماء كذلك على الأرض" أى أننا نريد ولا بد أن نجتهد لكى تصير أرضنا سماءً بكل الجمال الذى فيها. ويوضح البابا أن الحياة الحاضرة بالنسبة للموقف المسيحى الأصيل ليست أكثر من مجرد مقدمة أو افتتاحية، أما الحياة الآتية فهى تشكل القصه الرئيسية، إن لحظة الموت تعنى ليس خاتمة كتاب الحياة، بل تعتبر هى بداية الفصل الأول.