حملت "سعاد السيد هيبة"، والدة شهيد الشرطة "رأفت سعيد نبيل"، الرئيس محمد مرسي وحكومته مسئولية استشهاد نجلها، قائلة: "دم نجلي في رقبة الرئيس وحكومته"، وعزت ذلك إلى انتشار الفوضى وتقليص صلاحيات الأمن بما سمح للبلطجية بفرض سيطرتهم. ووسط بكاء شديد، قالت والدته: "من يعوضنى عن ابنى ويتكفل بتربية أطفاله، الذين لا يكفون عن السؤال عن والدهم منذ صباح اليوم؟ دمه فى رقبة مرسى، وملايين الدنيا مش هتعوضنى عن ابنى". وقالت والدة الشهيد: "لقد قمت صباح ذلك اليوم بإيقاظ نجلي من أحضان والده، وودعته للذهاب إلى عمله، ولم يكن يخطر ببالي أننى أودعه الوداع الأخير، متسائلة: أين الحكومة؟". وأشارت والدة الشهيد إلى قيام نجلها كل شهر بتوزيع مبلغ كبير من راتبه على "الغلابة" من أهل القرية ورعاية والده المسن، مؤكدة أنه كان شهما وكان يقف بجوار زملائه بالعمل. فى حين قالت شقيقته شريهان، إنه هو الشقيق الأوسط لأشقائه، ماجد أمين الشرطة، ومحمد ومنال وجيهان، وإنه فضل البقاء بجوار والديه لرعايتهما، حيث كان ذلك السبب الرئيسى لانفصال زوجته عنه، متسائلة: من سيرعانا بعد وفاته؟ ويقول ابن عمه عبد العزيز نبيل: "لقد فوجئنا صباح اليوم الأربعاء بنبأ وفاته. والشهيد من عائلة أبو العلا، وعمه عمدة قرية سملاى، وكانت آخر مشاركة للشهيد لأهل القرية فى جنازة زوجة عمه بقرية سملاى منذ أسبوعين. وقد شيع الآلاف من أهالي قرية سملاى بمركز أشمون بمحافظة المنوفية عصر اليوم الأربعاء، يتقدمهم اللواء أحمد عبد الرحمن مدير أمن المنوفية أمين الشرطة "رأفت سعيد نبيل" شهيد الواجب، أثناء دفاعه ضد خطف سيارة محافظ البنك المركزى، وقد لقي مصرعه بطلق نارى، وشيعت جنازته من مسجد سملاى القبلى بالقرية وسط صرخات أهله وأحبائه. وردد المشيعون هتافات "لا إله إلا الله"، مطالبين بالقصاص من قتلة ابن قريتهم، الذي راح ضحية الغدر، أثناء دفاعه ضد خطف السيارة، واتشحت القرية بالسواد وخرج الآلاف من الأهالى، لتشييع الجنازة ودفن بمقابر العائلة بالقرية. والشهيد "رأفت نبيل" لديه طفلان – ساهر (11 سنة- فى الصف الخامس الابتدائى)، وسلمى (7 سنوات- بالصف الأول الابتدائى)، وقد طلق زوجته ليتفرغ لرعاية والديه المسنين. وأكد أهالي القرية أن الشهيد كان يتمتع بحسن الخلق، مطالبين بالقصاص العادل من الجناة.