لم يكن يعلم أنه لن يعود مرة ثانية إلى منزله.. ولم يتوقع أن رصاص الغدر فى انتظاره.. خرج ليؤدى واجبه نحو وطنه.. والآن من يعوض والدته المسكينة عن "ضناها"، إنه "أيمن عبد العظيم محمد العفيفى" شهيد أحداث بورسعيد الذي لقي مصرعه بسبب طلق نارى في رأسه صباح أمس. بمجرد دخولك إلى قرية شما التابعة لمركز أشمون تشعر بحالة حزن كبيرة خيمت على أهالى القرية، والذين شيعوا جثمان الشهيد "أيمن"، حيث ينتظر أهالى الشهيد وصول الجثمان وسط عويل وصراخ لتشييع جنازته من "مسجد السيسى بالقرية". الشهيد "أيمن عبد العظيم"، يبلغ من العمر 32 عامًا، متزوج من عزة ع. ا. "24 عامًا"، ربة منزل، ولديه طفلان - أحمد 6 سنوات وندى 3 سنوات - وفى انتظار قدوم مولود جديد بعد عدة أشهر.. أصيبت زوجته بحالة انهيار تام عقب علمها بوفاته زوجها. فى منزلهم الكائن بشارع كوبرى السيسى التابع لقرية شما مركز أشمون التقت الزمان المصرى بوالدة الشهيد "عواطف محمد خليل" 50 عامًا، وسط بكاء شديد قالت: "من يعوضنى عن ابنى ويتكفل بتربية أطفاله الذين الذى لا يملون من السؤال عنه منذ صباح أمس؟ ودمه فى رقبه مرسى وملايين الدنيا مش هتعوضنى عن ابنى" - حسب تعبيرها. وأشارت إلى أن والده اتصل به صباح أمس للاطمئنان عليه، وبالفعل طمأنهم عليه، وبعد مرور ساعة فوجئنا بخبر وفاته من أحد أصدقائه. وأضافت "أم فرحة منصور" عمه الشهيد: إننا نطالب بالقصاص العادل والعاجل من قتلة ابننا.. متسائلة: من يعوض أطفاله عنه، وأن الشهيد لم يكن عمله الأساسي بميناء بورسعيد، وأنه يعمل بالقاهرة، ولكنه استدعى منذ يوم الأربعاء لتأمين سجن بورسعيد. وأكدت أن الشهيد كان العائل الوحيد لأسرته، وكان أكبر الأبناء، ووالده يعمل عامل بشركة مياه الشرب وحالتهم المادية متوسطة.. وطالبت بتوفير فرصة عمل لزوجته وأخيه الذى يؤدى الآن الخدمة العسكرية. وأشار "عبد الرحمن منصور" خال الشهيد إلى أنه يحمل الرئيس محمد مرسى ووزير داخليته مسؤلية ما حدث فى بورسعيد والدماء التى سالت أمس.. متهمًا وزارة الداخلية بالتقصير فى تأمين السجن وتأمين أرواح رجال الشرطة المتواجدين، خاصة وأن حصار السجن كان منذ فترة طويلة وليس مفاجأة. وأضاف أن رجال الشرطة مظلومون منذ ما يقرب من عامين، ويتحملون فوق طاقتهم من أجل تأمين البلاد على الرغم من سقوط ما يقرب من 1200 شهيد من رجال الشرطة إلى الآن.. ورغم كل ذلك لم يأتِ حق أى شهيد إلى الآن.. متسائلاً: هل سيعامل من راح ضحية أحداث بورسعيد معاملة الشهداء مثل شهداء الثورة.. أم سيتم إلقاء 500 آلاف جنيه لأسرة الشهيد وينتهى الأمر على ذلك؟ فيما توجه اللواء أحمد عبد الرحمن مدير أمن المنوفية والقيادات الأمنية بالمديرية إلى قرية شما بمركز أشمون لحضور جنازة شهيد أحداث بورسعي