عاشت بيروت ليلة علي دوي طلقات الرصاص والقذائف الصاروخية التي كانت تنير سماء بيروت المظلمة جراء انقطاع الكهرباء في مناطق عدة، حيث حدثت ولاتزال اشتباكات كثيفة بالرصاص والصواريخ وقذائف الهاون في طرابلس. ويتحرك المسلحون بطرابلس علي مرأي من الجميع بعد انتشار القناصة ليلا ووقوع عدة إصابات في بيروتوطرابلس، وذلك عقب تشييع جنازة الشهيد اللواء وسام الحسن، ومرافقه، ومحاصرة المتظاهرين للسراى الحكومي لإجبار حكومة نجيب ميقاتي علي الاستقالة. وبعد تدخل زعماء التيارات السياسية المتظاهرة ودعوتها لأنصارها بفض التظاهر وعاد المتظاهرون أدراجهم إلا عدد قليل من المتظاهرين نصبوا الخيام وباتوا ليلتهم أمام السراي، وبمجرد دخول الظلام إلى لبنان، انتشرت الأعمال المسلحة في مناطق التوتر بين السنة من تيار المستقبل وأخرين من التيارات الشيعية أو المتحالفة معها في مناطق عدة ببيروت. فيما استمر القصف المتبادل بين العلويين في جبل محسن، والسنة في باب التبانة بطرابلس، وبطلوع شمس اليوم هدأت الاشتباكات في بيروت، وإن ظلت متفرقة في نفس المناطق الليلية، مما استدعي تدخل الجيش والقوي الأمنية لضبط الشارع. وأصدر الجيش اللبناني صباح اليوم الإثنين، بيانا جاء فيه: إن قيادة الجيش التي ألمها اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وعبرت عن حزنها وتضامنها مع عائلته الصغيرة والكبيرة وقيادة قوى الأمن الداخلي، كانت حريصة منذ اللحظات الأولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم، والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث الجلل، لكن من دون المساس بالأمن والسلم الأهلي، إلا أن التطورات التي حدثت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة، وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة. وأضاف البيان: انطلاقا من هذا الواقع، تناشد هذه القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي، لأن مصير الوطن على المحك وهي إذ تترك أمر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها، تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي، وعليه فإنها تدعو جميع المواطنين على تنوع إنتماءاتهم في مختلف المناطق اللبنانية إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة إلى اخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة. وشددت قيادة الجيش على أن الأمن خط أحمر فعلا لا قولا، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة والخاصة، وتشير إلى أنها باشرت اتصالات رفيعة المستوى مع جميع المعنيين، وهي تتعامل مع الوضع الأمني بالحكمة وليس بالتراضي، مع إدراكها التام دقة الموقف والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين وستكون لها تدابير حازمة، لاسيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة، وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات الأقليمية ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره".