تجددت الاشتباكات أمس في العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة طرابلس الشمالية. والتي أسفرت عن سقوط قتلي وعشرات الجرحي. في وقت أكد الجيش اللبناني أن البلاد لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. وتعهد باتخاذ إجراءات حاسمة للحيلولة دون وقوع فوضي في لبنان بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوي الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن.. ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن حصيلة الجرحي والقتلي ارتفعت منذ بدء الاشتباكات في مدينة طرابلس الساحلية. منذ أمس الأول وحتي ظهر أمس. إلي 3 قتلي و20 جريحاً بينهم 4 في حالة خطرة. قال مصدر أمني ان الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الأغلبية السنية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية. لاتزال مستمرة. إضافة إلي عمليات القنص التي تطال أي هدف متحرك. في بيروت. شهدت منطقتا قصقص والطريق الجديدة اشتباكات واطلاق نار كثيف بين وحدات من الجيش ومسلحين. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية ان مسلحين قالوا انهم من تيار "المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري أقدموا علي قطع الطرق في عدة مناطق ببيروت. وذلك بعد عملية أمنية نفذها الجيش في الطريق الجديدة. أسفرت عن اصابة ستة أشخاص بجروح. قال مصدر أمني ان الظهور المسلح والحوادث الأمنية المتفرقة التي حصلت ناتجة عن ردود فعل تقوم بها مجموعات تحظي بغطاء سياسي معين بعد مقتل اللواء وسام الحسن في انفجار سيارة مفخخة في بيروت الجمعة. تأتي هذه التطورات علي الرغم من دعوة سعد الحريري زعيم تيار المستقبل إلي أنصاره للانسحاب من الشوارع. وبعد ساعات من فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنيا حول مقر السراي الحكومي في وسط بيروت. الذي حاول متظاهرون اقتحامه بعد تشييع الحسن الذي تحول إلي تظاهرة شعبية حاشدة طالبت بإسقاط الحكومة التي تضم أكثرية من حزب الله وحلفائه المتحالفين مع دمشق والتي تتهمها المعارضة بالاغتيال. ويتواصل الاعتصام الذي أقيم علي مقربة من منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمطالبة برحيل حكومته.. في هذه الأثناء قال الجيش اللبناني في بيان ان الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة. وان نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلي مستويات غير مسبوقة. شددت قيادة الجيش علي أن "الأمن خط أحمر فعلا لا قولاً. وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي علي حرمة الأملاك العامة". حذرت من تدابير حازمة خاصة في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة. وذلك منعاً لتحويل لبنان مجدداً إلي ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية ولمنع استغلال اغتيال الشهيد الحسن وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره. ودعا الجيش اللبناني كل الزعماء السياسيين لتوخي الحذر عندما يعبرون عن مواقفهم وآرائهم. من جانبه قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل: إن القوي الأمنية تعمل علي معالجة قطع الطرق في العاصمة بيروت. مضيفا أن الجيش يسيطر علي الأوضاع في طرابلس.