دعا الجيش اللبناني كل الزعماء السياسيين لتوخي الحذر عندما يعبرون عن مواقفهم وآرائهم، مشيرا إلى كونه "سيتخذ إجراءات حازمة للحيلولة دون وقوع فوضى في المناطق شديدة التوتر". وقال الجيش في بيان له اليوم " إن قيادة الجيش ... كانت حريصة منذ اللحظات الأولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث الجلل لكن من دون المساس بالأمن والسلم الأهلي، إلا أن التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة "، داعيا اللبنانين إلى "التحلي بأعلى درجات المسئولية الوطنية في هذا الظرف العصيب وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة إلى إخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة". وأضاف: "تناشد القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي لأن مصير الوطن على المحك وهي إذ تترك أمر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي". وتابع البيان: "تشدد قيادة الجيش على أن الأمن خط أحمر فعلا لا قولا وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة والخاصة وتشير إلى أنها باشرت اتصالات رفيعة المستوى مع جميع المعنيين وهي تتعامل مع الوضع الأمني بالحكمة وليس بالتراضي مع إدراكها التام دقة الموقف والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين وستكون لها تدابير حازمة لاسيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره". ويأتي بيان الجيش بعد انتشار قواته في المدن اللبنانية وبدء تطبيق خطة أمنية تحول دون ازدياد مظاهر العنف المسلح المتصاعد منذ الجمعة الماضية، والذي ازداد أمس بعد تشييع جنازة العميد وسام الحسن ومرافقه، حيث شهدت السراي الحكومية في بيروت محاولة متظاهرين اقتحامها، إلا أن قوات الجيش فرضت طوقا أمنيا حول المبنى وكذلك حول العديد من المباني الحكومية بالتوازي مع انتشار مكثف لقوات الجيش في العاصمة اللبنانية. وتشهد مناطق عديدة في لبنان أبرزها مدينة طرابلس أعمال عنف شملت عمليات إطلاق نار وقنص وإطلاق قذائف صاروخية راح ضحيتها عدة أشخاص ما بين قتيل وجريح، أخرهم سيدة وطفلة في منطقة جبل محسن ودرب التبانة والتي تشهد منذ شهور احتقان بين سكانها على خلفية الأزمة السورية، وجاء اغتيال الحسن ليؤججها مرة أخرى. Comment *