في ساحة الشهداء ببيروت، استقر جسد اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير 2005، لكن إلى الآن لا تزال أصداء اغتياله تدوي في أنحاء لبنان منذرة بالمزيد من التطورات القلقة. بالأمس صرح الجيش اللبناني أن البلاد تمر بوقت حرج بعد اغتيال الحسن والذي أدى إلى احتجاجات عنيفة في شتى أنحاء البلاد، ودعا الجيش في بيان له كل الزعماء السياسيين لتوخي الحذر عند التعبير عن مواقفهم ولآرائهم مضيفا إنه سيتخذ إجراءات حاسمة للحيلولة دون وقوع فوضى في المناطق شديدة التوتر.
أضاف الجيش في بيانه: "إن قيادة الجيش... كانت حريصة منذ اللحظات الأولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث الجلل لكن من دون المساس بالأمن والسلم الأهلي إلا أن التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة."
تأتي تصريحات الجيش اللبناني تزامنا مع استمرار أجواء التوتر في البلاد وذلك بعد وقوع اشتباكات في العاصمة بين مسلحين والجيش الذي نفذ حملة مداهمات واسعة ودفع بالعديد من التعزيزات العسكرية لإعادة فرض الأمن، وأفادت مصادر أمنية لرويترز بأن 5 أشخاص اصيبوا في إطلاق نار بجنوببيروت أمس حيث ذكرت المصادر أن اطلاق النار وقع على أطراف حي الطريق الجديدة الذي يقطنه السنة والمجاور لضواح شيعية في جنوب العاصمة اللبنانية وشهد استخدام المسلحين لأسلحة صاروخية.
من ناحية أخرى، ساد نوعا من الهدوء الحذر منطقتي جبل محسن وباب التبانة بمدينة طرابلس شمال لبنان بعد اشتباكات استمرت حتى صباح أمس.
كانت أحداث العنف الأخيرة قد اندلعت عقب تشييع جنازة الحسن أمس الأول بعدما حاول مشيعون غاضبون اقتحام مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي تربطه صلة وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد وحليفه اللبناني حزب الله المشارك في حكومة ميقاتي، حيث يتهم زعماء المعارضة وأنصارهم سوريا بالمسؤولية عن تفجير السيارة الملغومة لتي أودت بحياة اللواء وسام الحسن.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتفقت مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على قيام واشنطن بتقديم المساعدة في التحقيقات لمعرفة المسؤول عن عملية اغتيال وسام الحسن، وذلك عقب مكالمة هاتفية بين كلينتون وميقاتي نددت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية بالتفجير.