رحلة الحج هي الرحلة المقدسة داخل سويداء قلوب كل المسلمين في كافة أنحاء العالم فالمسلم يفرغ وقته وينفق ماله ويسعي جاهدا لرحلة الحج ومن الحجاج من يبيع أرضه التي هي كل ما يمتلكه في هذه الدنيا وقد تكون مصدر رزقه الوحيد له ولأسرته خاصة إذا كانت لديه بنات في سن الزواج أو صرن أرامل أو مطلقات ولديهن أطفال وسواء كان رجلا أم سيدة يسعي جاهدا لأداء فريضة الحج المقدسة ولا يألوا جهدا لينفق كل ما لديه ليحصل على تأشيرة الحج طالما أنه سيدخل الأراضي المقدسة المحببة لجميع القلوب المتيمة بحب المسجدين الحرام والنبوي الشريف والحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فرحلة الحج تمثل لنا أكبر أمنياتنا لأنها تمحو السيئات وتحمل بين طياتها رحمات عظيمة وتنجذب قلوب الحجاج الذين نجحوا في عبور الإجراءات للسفر للحج وتعلقهم بأداء مناسك الحج تحت اي ظروف وملابسات وقد يترتب عليها تعرضهم لعمليات نصب منظمة من عدد كبير من شركات السياحة الدينية المغمورة التي همها الأول الحصول على المال بأي وسيلة ويبلغ نحو ثلثي المال لنفقات الحج للحاج والمخصص لرحلة الحج في حين أن رحلة الحج الواقعية للحج الفردي لا تتخطي تكلفتها حاجز ال 15 ألف جنيه بالشكل والهيئة للرحلة التي عليها الحجاج الفرادي ووجدنا أن ما سدده هؤلاء الحجاج يبلغ أضعاف هذا الرقم في سلسلة لا تنتهي من النصب والإحتيال بعيون قبيحة حتى وإن كانت من طريق السياحة الدينية . في كل موسم حج يواجه الحجاج المصريين الحالي مشكلات لا حصر لها منذ بداية وصولهم الأراضي المقدسة وحتى نهاية رحلة الحج والأغرب أن البعثات المصرية في حالة من غياب الوعي عما يواجهه هؤلاء الحجاج من مصاعب وأزمات وتسيب في الخدمات التي سددوا قيمتها قبل السفر للحج وهروب المسئولين بالبعثات المصرية عن مسئولياتهم تجاه الحجاج أو حتى التفكير في حل مشكلاتهم بجانب أن البعثة الدبلوماسية في السعودية غابت هي الأخري عن ساحة مواجهة الأزمات المتتالية ، وبالرغم من التجهيزات الضخمة والتكاليف الهائلة التي تنفقها الملكة العربية السعودية لتنظيم موسم حج ناجح وتدشين أكبر عدد من رجال الأمن من كافة أنحاء المملكة للمساعدة في التأمين وتنظيم وخدمة الحجاج منذ بداية أيام التروية وحتى صعود عرفات والهبوط إلى مزدلفة والعودة إلى منى مرة أخري لرمي الجمرات وإنتهاءا بعودة الحجاج للصلاة في الحرم المكي أو السفر للمدينة المنورة لزيارة الرسول صلي الله عليه وسلم بالحرم النبوي الشريف . تقوم المملكة على عاتقها بإعداد مخيمات على مستويات عالية من الأمن والسلامة لإقامة الحجاج في منى خاصة بعد الحريق الشهير في منى منذ عدة سنوات وهي مخيمات ضد الحريق ومكيفة بمستويات عالية من التجهيز والأرضيات ولكن أعداد كبيرة من الحجاج الفرادي تفاجأ بأن القائمين على هذه المخيمات أكتفوا بفرش سجاد على الأرض لنوم الحجاج التي فتكتظ بأعداد غفيرة من الحجاج ويختلط الحابل بالنابل من كل الجنسيات والمفروض أنها منظمة بواسطة وزارة الحج السعودية التي تبذل في كافة الوجوه هي الأخري مجهودات خارقة لتنظيم الحج بينما الأصل وجود طراحات ووسائد لنوم الحجاج و خلت المخيمات منها تماما. ومنذ لحظات وصول الحجاج ينتظرون فترات قد تصل ساعات حتى تخلو صالات الجوازات لإستقبالهم وبعد إنتهاء إجراءات الجوازات يقوم الوكلاء الموحدون بسحب الشيكات من جوازات سفر الحجاج ولصق إستيكرات الإقامة بالمشاعر والإنتقالات بالجوازت ثم يبدأ الحجاج الفرادي في رحلة المعاناة حيث تبلغ فترات إنتظارهم بمدينة الحجاج بمطار جدة لنقلهم إلى مكة نحو 10 ساعات رغم التعب والإرهاق الذي يعتري هؤلاء الحجاج إنتظارا لأتوبيسات تنقلهم إلى مكة . نقابة النقل تخصص الأتوبيسات للمطوفين لنقل الحجاج على مرحلتين وهو من الأمور المستحيلة لنقل الحجاج على مرحلتين بسبب الطرق المكدسة وشبه المغلقة أمام الأتوبيسات ولا يبقي امام الحجاج إلا عناء الإنتقال بمعرفتهم والعودة من عرفات إلى مزدلفة ومنها إلى منى رغم أن المطوفين طلبوا من نقابة النقل توفير أتوبسات لنقل الحجاج فلا يعقل نقل 4 الاف حاج بواسطة 6 اتوبيسات خلال فترة زمنية محددة والأتوبيس يسع 49 حاجا وفي ممرات الأتوبيسات عشرات الواقفين والزحام بين السيدات والرجال أمور لا تنتهي رغم أن الحجاج سددوا قيمة إنتقالاتهم كاملة للنقابة على أن لكل حاج مقعد بالأتوبيس ولضمان حقوقها تقوم بنزع الإستيكرات الخاصة بالإنتقالات عند وصول الحجاج لمدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز بجدة رغم أن مئات الألاف من الحجاج ينتقلون على نفقاتهم الخاصة وتضيع عليهم هذه الأموال التي حصلت عليها نقابة النقل وهو أمر غريب يجب بحثه لعودة الحقوق والأموال لأصحابها ففي الإنتقال من مكةلجدة تقوم جهة تحت عنوان مراقبة الحجاج الفرادي بتحصيل 30 ريال سعودي من كل حاج تنقله من مكةلجدة رغم أنه سددها في الشيك البالغ قيمته 1029 ريال سعودي لمناسك وإنتقالات وعندما يطلب الحاج في مطار المغادرة إستردادها لا يستردها لأن النقابة حصلتها مسبقا عند وصول الحاج لمدينة الحجاج . رغم المعاناة التي واجهها الحجاج الذين إنتقلوا على نفقاتهم الخاصة من منى أو سيرا على الأقدام إلى مزدلفة ومنها بالمواصلات إلى عرفات ليواجهوا مشكلة الوصول للخيام بعرفات فلا يعثروا عليها بسهولة إلا بعد عدة ساعات لعدم معرفة الغالبية العظمي بخريطة عرفات فيقضي الحجاج اكثر من 3 ساعات سيرا على الأقدام للبحث عن الخيام وينهكهم البحث والغالبية تستسلم للواقع ويجلسوا في طرق عرفات ومن عثروا عليها وجدوا أن الخيام لم تشهد اي نوع من الرقابة والمتابعة من وزارة الحج السعودي ويكتشف الحجاج بأنها أسوأ خيام لأنها عديمة التجهيزات وعبارة عن مجموعة من الأخشاب الوتدية تم تثبيت أقمشة خيام فوقها للإستظلال فقط من أشعة الشمس الشديدة بينما أرض الخيام قاموا بفرشها بمجموعة من الخيش الملون وإضطر الحجاج المنهكين في الوصول قبل فجر صباح يوم عرفة في النوم فوق الخيش الملون وسط جيوش من النمل الجبلي الكبير . في مخيمات منى يفاجئ الحجاج المصريين بأن مجموعات كبيرة تقيم معهم في نفس المخيمات فعدد الحجاج المصريين الفرادي بهذه المخيمات يبلغ 4 الاف حاج ولكن في كل خيمة تم حشد أكثر من 25 حاجا ونام الحجاج متلاصقين وفي الطرقات إفترش الحجاج الأرض للنوم لعدم وجود مكان لهم وتبين أن بين مخيمات الحجاج الفرادي المصريين حجاج أخرين من جنسيات اخري عربية وافريقية واسيوية تزاحمهم على دورات المياه التي إفترش الحجاج حولها للنوم بجانب الطرقات فلا تستطيع السير وسط الحجاج المفترشين للارض من رجال وسيدات وقد تم تخصيص الخيام في المنطقة الواقعة بين حدود منى ومزدلفة حيث توجد يافطات دالة على نهاية منى وبداية مزلفة . مأسي انتقال الحجاج من موقع المطوف في مكة لمنى من شدة من شدة إندفاع الحجيج لوسائل الإنتقال الوحيدة وقد خصصت نقابة النقل مجموعة قليلة من أتوبيسات نقل الحجاج مما أضطر الحجاج للإندفاع للأتوبيسات لإيجاد مكان لهم فيها لنقلهم لمنى ليلة التروية ومن منى لعرفات يواجه المطوفين مشكلات لا حصر لها لنقل الحجاج وإكتشف الحجاج أنهم ضحايا نقابة النقل التي خصصت مجموعة قليلة من الأتوبيسات لنقلهم على ردين وهو من الأمور المستحيل تحقيقها وسط الزحام الشديد لأكثر من 4 ملايين حاج سعوا للتوجه ليلة عرفات وإضطر مئات الألاف للإنتقال على نفقاتهم الخاصة وهي التكلفة التي حصلت عليها النقابة مسبقا وكانت المشكلة في مخيمات عرفات الغير مجهزة لإستقبال أدميين وهؤلاء الحجاج سددوا كل هذه الرسوم وإنتقالاتهم وإقامتهم في المشاعر المقدسة . الحجاج يسافرون تبع شركات سياحة ويسددون لها مبالغ كبيرة أن هؤلاء الحخجاج يفاجئوا بأن مبيتهم في خيام الحجاج الفرادي ولا تقتصر مآسي هؤلاء الحجاج مع البعثة الرسمية المصرية التي ادارت ظهرها على مدار مواسم الحج والإتهامات لأفراد البعثة المسئولين ليس لها نهاية ولكن الحجاج الذين وقعوا ضحايا النصب فقد بلغت معدلات النصب مداها حيث يسدد عدد ضخم من الحجاج لشركات ومكاتب النصب على الحجاج مبالغ عن كل حاج تتراوح بين 39 ألف و50 الف جنيه ويجد الحجاج أنفسهم ضحايا نصب كبيرة حيث إقامتهم في المشاعر والإنتقالات مرتبة من خلال المطوف المخصص للحجاج الفرادي وإكتشفوا أن إنتقالتهم في المشاعر والإقامة لم تكلف شركات ومكاتب الوهم المصرية مليما واحدا وتركوا الحجاج على مسئولية مطوفيبن الفرادي الأمر الذي يزيد من الأعباء على كاهل الجهات السعودية المنظمة للحج حيث أن هذه الشركات والمكاتب إستغلت التكاليف الضمنية التي سددها الحاج في شيك ال 1029 ريال سعودي سواء كانوا حجاج سياحة أو افراد او جمعيات دينية ويستغل اصحاب شركات السياحة جهل الحجاج ويقومون بتسليم الحجاج للمطوفين لينضموا لمسيرة الحجاج الفرادي ومن هؤلاء الحجاج الفرادي من يقوم بشراء تاشيرة الحج بمبلغ 14 و15 ألف جنيه ليؤدي فريضة الحج وهو إستغلال من نوع أخر رغم أن عددا كبيرا طلبوا تزويد المخيمات باسرة ذات الدورين لإقامة أكبر عدد من الحجاج ولم يتم الإستجابة لطلبهم . عدد كبير من الحجاج اكتشف أن الأتوبيسات المفروض أنها مخصصة لهم خصصتها المملكة لنقلهم تم الإلتفاف عليها لحساب بعض الأشخاص وتخصيصها لمجموعات أخري تحت مسمي أن هذه الشركات المغمورة خصصتها لهم والمفروض أنها مخصصة للحجاج الفرادي نظرا لأن هذه الأتوبيسات علي زجاجها الأمامي إستيكرات كبيرة موضحة أرقام مجموعات للحجاج الفرادي وبيانات المطوفين وحددتها نقابة النقل السعودية في موسم الحج ولكن السائق المعين على الأتوبيس منها قام بايقافها بعيدا عن المخيمات بعشرات الأمتار حتى لا يكتشفه أحد وهو إتفاق سري لنقل مجموعة أخري مقابل مبلغ من المال وبذلك يحرم الحجاج الفرادي من حقهم في الأتوبيسات التي خصصتها نقابة النقل لهم مقابل الأموال التي سددوها لنقلهم بين المشاعر ورغم من إنتظار الحجاج لساعات كبار السن ومن كافة الأعمار فوق أرصفة منى امام المخيمات. المشكلات الأكبر التي تواجه الحجاج من كبار السن والعجائز والمستخدمين للكراسي والمقاعد المتحركة حيث تسببت مشكلات المبيت في مخيمات منى وإنعدامها من الإمكانيات الخاصة بالأطرحة والوسائد وزاد من اوجاع ظهورهم وأجسادهم الضعيقة والهزيلة وساعات الإنتظار سواء للتوجه لمني أو لعرفات والعودة لمزدلفة ومنها لمني ومنها للعودة لمكة فلم تكتفي الظروف لتعرضهم للنصب من شركات السياحة الدينية المغمورة في مصر التي يجب التحقيق مع أصحابها وإسترداد الأموال التي يستولوا عليها من الحجاج وردها لهم ووقف نشاط هذه الشركات الوهمية وتوقيع الغرامات علي أصحابها وإخضاعهم للعقوبات القانونية . تسبب كل هذه المشكلات لنقل الحجاج في تعلق الحجاج بعرفات لليوم التالي فلا يتمكنوا من الوصول لمزدلفة بسبب عدم وجود وسائل تنقلهم وليست ليهم المقدرة على السير كل هذه المسافة التي تبلغ 9 كيلو متر . على الوجه الأخر من تفاقم مشكلات الحجاج في المشاعر أن المخيمات المجهزة ل 4 آلاف حاج تكتظ بأكثر من 10 الاف حاج ومن الطبيعي المضايقات التي يلاقيها الحجاج خاصة مع دورات المياه وهي عبارة عن 20 دورة مياه لأكثر من 5 آلاف سيدة و20 دورة مياه لأكثر من 5 آلاف رجل ومن المفارقات أن من لديهم حق في إستخدام المخيمات يبيت بها ومن ليس لديهم حق يبيت بها فنجد أن الحجاج المصريين والغير مصريين يحضرون ومعهم أصدقاءهم من العاملين بالمملكة ليقيموا معهم في المخيمات فيحتلوا أماكن مخصصة للحجاج الفرادي ويحملون كروت وإسورة إستخدام المخيمات بينما هؤلاء الحجاج الغير مستحقين للمبيت في المخيمات وليس لديهم كروت أو إسورة يستخدمون الخاصة بأقاربهم من الحجاج الفرادي في التزاحم مع الحجاج وشغل أماكنهم . مشكلات الإنتقال بين المشاعر تتسبب في فقدان الكثيرين لمخيماتهم وتعرضهم للتيه في هذا الخضم رغم توفير المملكة لمراكز تجميع التائهين إلا أن الذي تاهوا على الوجه الحقيقي هم البعثات الرسمية التي أرسلتها الدولة لتوفي الرعاية للمصريين ولكن الجميع تاه ولا يعرف الحاج كيف يصل لزملائه في الرحلة وفقد يد العون من اليعثات الرسمية التي يترك الكثيرين مواقعهم وجاءوا للمملكة من أجلها وراحوا يمارسون أعمالا أخري خارج نطاق المهمة الموكلة إليهم من الدولة فمن يحاسبهم , المغالاة في أسعار الحج والتي بدأت منذ أعوام بمعرفة مجموعة من شركات السياحة المصرية الكبيرة والتي تنظم رحلات الحج السياحي وبلغت قيمتها لبعض الشركات 160 ألف جنيه للحاج تسببت في طمع الشركات المغمورة والنصب على الحجاج الذين لا يمتلكون هذه الأرقام من المال للحجز لدي الشركات الكبري التي تبالغ في فرض تكاليف الحج تحت إدعاء بأنها شركات كبيرة ولها إسماءها في السوق والحقيقة أنه موسم الثراء الفاحش لها ، وشر البلية ما يضحك أن الحجاج من أمريكا يسددون تكاليف الحج لشركات السياحة في أمريكا نحو 5 ألاف دولار بينما في مصر 160 الف جنيه وهو الأمر الذي يجب على الحكومة الحزم معه فقد اسرفت شركات السياحة في إزهاق روحانيات رحلات الحج بهذه الأرقام المفجعة والضخمة والتي يسددها الحجاج الأثرياء لهذه الشركات الأمر الذي يبدو سفها متعمدا ضد روح العبادة والدين.