تراجعت ضغوط الأسواق المالية على إسبانيا وإيطاليا عضويّ منطقة اليورو، وسط مخاوف الأسواق، من أن يؤدي ارتفاع سعر العائد على سندات الدولتين إلى طلبهما مساعدات مالية خارجية. وتراجع سعر الفائدة على السندات الأسبانية التي تبلغ مدتها 10 سنوات، اليوم الجمعة، إلى 92.6% بعد وصوله أمس إلى 7%، وهو المستوى الذي دفع اليونان وأيرلندا والبرتغال إلى طلب قروض إنقاذ دولية بوقت سابق، بينما انخفض سعر العائد على السندات الإيطالية التي تبلغ مدتها 10 سنوات إلى 99.5% مقابل 1.6% أمس، عندما وصل العائد عليها لأعلى مستوى له من 5 أشهر. يأتي ذلك في الوقت الذي تقف فيه أوروبا على حافة الهاوية، انتظارًا لنتيجة الانتخابات العامة المقررة باليونان الأحد المقبل، والتي قد تحدد على نطاق واسع مستقبلها في منطقة "اليورو". ويصوت اليونانيون بعد غدٍ الأحد في ثاني انتخابات عامة خلال أقل من شهرين بعد أن أسفرت الانتخابات التي أجريت في مايو الماضي عن برلمان معلق لا يوجد فيه حزب قادر على تشكيل الحكومة، مما يثير القلق من احتمال فوز الأحزاب المعارضة لقروض الإنقاذ الدولية لليونان. ويشير ارتفاع مؤشر بورصة أثينا خلال جلستي أمس واليوم إلى أن المستثمرين يراهنون على فوز الأحزاب المؤيدة لحزمة قروض الإنقاذ، حيث كانت اليونان قد اتفقت مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي على حزمة قروض بأكثر من 200 مليار يورو تعادل 250 مليار دولار مقابل التزامها بحزمة إجراءات تقشفية صارمة. من ناحيته، سعى البنك المركزي الأوروبي إلى تهدئة مخاوف الأسواق، فأعلن استمرار ضخ الأموال إلى البنوك لمنطقة اليورو التي تضم 17 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، حيث قال ماريو دراجي، رئيس البنك، خلال مؤتمر بمدينة فرانكفورت الألمانية، إن "نظام اليورو سيواصل ضخ السيولة النقدية للبنوك المتعثرة إذا لزمت الحاجة". وفي حالة نجاح حزب "سيريزا" في تشكيل الحكومة وفشله بإعادة التفاوض بشأن شروط حزمة قروض الإنقاذ من صندوق النقد والاتحاد الأوروبي، فإن الجهات الممولة ستتوقف عن تقديم دفعات القروض لأثينا، مما يدفع الأخيرة إلى الإفلاس والخروج من منطقة اليورو ككل. ويحذر الخبراء من أن ذلك السيناريو سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل منطقة العملة الأوروبية الموحدة ككل، حيث يقول أنطونيو جراسيا باسكوال، المحلل بشركة "باركليز كابيتال" للخدمات الاستثمارية، إنه من المحتمل أن يحسن قادة الاتحاد الأوروبي لشروط القروض اليونانية إذا فاز حزب "سيريزا". ويعتزم وزراء مالية منطقة اليورو، عقد مؤتمر عبر الهاتف مساء بعد غدٍ الأحد، لمناقشة سبل التعامل مع نتيجة الانتخابات اليونانية بحسب ما قاله دبلوماسيون ببروكسل، إلا ان متحدثين باسم الحكومة اليونانية، قالوا: إنه لا حديث عن مواعيد محددة. ونفى مسئولو الاتحاد الأوروبي، تقريرًا لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، عن استعداد منطقة اليورو لخفض سعر الفائدة على قروض الإنقاذ اليونانية وتقديم مساعدات من بنك الاستثمار الأوروبي لليونان في حالة فوز حزب الديمقراطية الجديدة.