في محاولة أخيرة قرر الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس أن يلتقي بقادة الأحزاب الثلاثة التي حققت أفضل نتائج في انتخابات السادس من مايو، يجرى الرئيس فيها محادثات تهدف إلى اقتسام السلطة بينهم لتجنب البلاد إجراء انتخابات جديدة. وأعلن مكتب الرئيس اليوناني اليوم في بيان له أن الأحزاب الثلاثة التي حققت أفضل نتائج ستدعى إلى محادثات لاقتسام السلطة. وفشل قادة الأحزاب الثلاثة في تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات الأخيرة التي لم يستطع أيا منهم الفوز فيها بأغلبية تخول له أن يحكم منفردا، في البداية حاول أنطونيس ساماراس من حزب الديمقراطية الجديدة وفشل في تشكيل الحكومة، ثم حاول أليكسيس تيسيبراس من حزب سيريزا اليساري، وفشل أيضا ثم أخيرا إيفانجيلوس فينيزيلوس رئيس الحزب الاشتراكي. ويعد الاقتصاد من الملفات البارزة التي تثير الخلاف بين الأحزاب اليونانية، خاصة فيما يتعلق بحزمة المساعدات التي تقدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتظهر استطلاعات الرأي تفوق حزب سيريزا اليساري على غيره، (الحزب الذي تصفه الصحف الأوربية بالمتشدد نظرا لتمسكه بموقفه المعارض لحزمة التمويل )، وقال متحدث باسم الحزب أنه "من الواضح أن هناك جهودا للتوصل إلى حكومة تطبيق حزمة الانقاذ" وأكد أنه لن يشارك في مثل هذه الحكومة. وتتزايد مخاوف الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد نجاح الاشتراكي هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، من عدم التزام اليونان بسياسات التقشف، فالمسئولون الأروبيون يزيدون من ضغوطهم على اليونان لتقف في جانب التزاماتها المالية أو تواجه مخاطر الانسخاب من منطقة اليورو. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي ومفوض الشؤون النقدية أولي رين، قوله إن "الكرة الآن في ملعب اليونان، وأيدي الشعب اليوناني" ويضيف"سيكون أفضل بكثير لليونان أن يتخذ القرارات اللازمة للبقاء في منطقة اليورو". ومن جانبه، اعتبر رئيس البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" ينس فايدمان اليونان في مقابلة مع صحيفة ألمانية السبت أن هناك خيارين لا ثالث لهما أمام اليونان إما التقيد بالتزاماتها، الخاصة ببنود التقشف والإصلاحات الاقتصادية، أو تجميد قروض حزمة الإنقاذ المالي التي أقرها الدائنون الدوليون لأثينا. ويرى بعض المحللين أن السياسة التي ستنتهجها أثينا سيكون لها تأثيرا اقتصاديا على أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية يقول دومنيك تيرني استاذ مساعد في العلوم السياسية في كلية سوارتمور في مجلة "أتلانتيك" أن "استقرار أوروبا سيجعل الاقتصاد العالمي أكثر ميلا إلى الاستقرار مما يمكن الولاياتالمتحدة من خلق فرص عمل ويجعل من سوق الأوراق المالية في مرتبة متقدمة، وعلى النقيض من ذلك إذا ترنحت اليونان إلى الهاوية ستأخذ أوروبا معها، ويقود الأسواق إلى الانحدار، وستتعثر خلق فرص عمل جديدة". Comment *