لم تتبق سوي ساعات قليلة على مرحلة الإعادة للانتخابات الرئاسية بين المرشحين الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسى، التى ستجرى غدا السبت وبعد غد. مازال سؤال مهم يطرح نفسه لمن ستذهب أصوات حزب الكنبة في الإعادة؟ كانت المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، شهدت إحجام نحو 30 مليون ناخب عن التصويت، والسؤال الذى تطرحه "بوابة الأهرام" على الخبراء، "من سيقوم من على الكنبة من الناخبين ومن سيجلس عليها" فى مرحلة الإعادة، خصوصا بعد إصدار المحكمة الدستورية العليا حكميها بحل مجلس الشعب، وبطلان "قانون العزل السياسى". تقول الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق، هناك من لم يشارك فى الانتخابات البرلمانية، ولكنه شارك فى الرئاسية ومنهم من لم يشارك فى المرحلة الأولى ولكنه قد يشارك فى الإعادة. وتضيف لو نزل 5 ملايين ناخب من ال 30 مليونا فيمكن أن يقلبوا أي ترشيحات أو توقعات رأسا علي عقب لو منحوا أصواتهم لمرشح ما من المرشحين. وأشارت إلى أن المال السياسى، الذى ينفق على الحملات الانتخابية، أو حتى عن طريق "إعطاء مقابل عينى للغلابة مثل الزيت والبطاطس والسكر" من قبل مرشحى الرئاسة منذ المرحلة الانتخابية الأولى وحتى مرحلة الإعادة هو المهيمن على الساحة، ذلك لأنه لدينا قاعدة جماهيرية عريضة مفتقدة للوعى السياسى وهم فى الأحياء الشعبية والقرى والنجوع، وهم يمثلون نسبة من الناخبين "أعضاء حزب الكنبة"، وهذا المال سيؤثر فى جنى أصواتهم لصالح مرشح بعينه. من جهته قال الدكتور عبد العليم محمد، الخبير والباحث السياسي، إنه يتوقع أن ينضم قطاع كبير من القوى السياسية والناشطين السياسيين، وأيضا المواطنون الذين شاركوا فى انتخابات البرلمان، والانتخابات الرئاسية فى المرحلة الأولى إلى "حزب الكنبة"، وألا يشاركوا فى انتخابات الإعادة يومى السبت والأحد المقبلين، خصوصا بعد أحكام المحكمة الدستورية العليا التى صدرت يوم الخميس الماضى. وتصف الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، رغبة العديد من الناخبين الذين شاركوا فى الانتخابات الرئاسية للجولة الأولى، فى الإحجام عن المشاركة فى انتخابات الإعادة والانضمام لحزب الكنبة بعد أن خاب أملهم بمجئ محمد مرسى، وأحمد شفيق فى انتخابات الإعادة، بأنهم قد أصيبوا بما يسمى ب"وباء الإحباط المجتمعى"، خصوصا أنهم قد اختاروا مرشحا مثل حمدين صباحى مثلا أو عبد المنعم أبو الفتوح، الذىن اعتبروهم رمزا لثورتهم، وعندما خاب أملهم بعدم صعود أحدهما لانتخابات الإعادة فضلوا الجلوس على الكنبة وعدم المشاركة. وتتوقع عيسوى، أن البحث عن الإحساس بالأمان والاستقرار و"لقمة العيش" حتى ولو كان إحساسا وهميا، سيكون دافعا للكثيرين من الفقراء والمقهورين والمهمشين للنزول إلى اللجان الانتخابية فى المرحلة الثانية، وهؤلاء يكنون كراهية لكل شخص ثورى يحاول الحديث أمامهم عن إعادة الانتخابات الرئاسية مرة أخرى أو عن مجلس رئاسى، وذلك لشعورهم بأن الرئيس القادم هو الذى سينقذهم من الضياع، ولقد استشف ذلك من خلال الحملات الإعلانية للمرشحين، لذا أتوقع أن يظهر فى مرحلة الإعادة ناخبون جدد سيدلون بصوتهم، لكن الصندوق هو الذى يستطيع فرز النسب ولأى المرشحين ستذهب النسبة الأعلى؟.