قبل رحيلة حاول أن يمسك من جديد بخيوط موهبته التى كانت قد تعثرت بسبب معاناته وتعرضه لأزمات كثيرة اثر السنوات القاسية التى عاشها وراء القضبان. جاء صوته مهزوما لكنه حاول أن يؤكد تماسكه، وقدرته على العودة للتمثيل إذ كان قد انتهى من تصوير مسلسل "الرجل والطريق " مع المخرج إبراهيم الشوادى، وكان سعيدا أنه جسد شخصية باشا فى المسلسل الذى عرض على استحياء ولم يأخذ حقه من العرض. سألته رحمه الله .. لماذا أنت شغوف بالعودة للتمثيل مرة أخرى ؟ قال حاتم ذو الفقار: درست التجارة لأننى فلاح وتلبية لرغبة والدى تخرجت فى كلية التجارة، لكن حبى للتمثل كان أقوى، فالتحفت بمعهد التمثيل وغضب منى والدى ورفض مصافحتى لفترة ،وأول عملى وهو مالا يعرفه كثيرون هو أننى عملت مساعدا للإخراج مع أستاذى جلال الشرقاوى. ومن هنا أصبحت لا أستطيع العيش بدون تمثيل، والسبب فى شغفى وحبى للعودة هو أننى قد أكون شبعت فلوسا لكننى لم أشبع ولن أشبع تمثيلا . - بدأت المشوار بالمسرح ؟ أعود وأقول إن عملى مع جلال الشرقاوى منحنى القدرة على أن أقف على أرض صلبة فقدمت معه مسرحية " شهرزاد و8 ستات "وكانت من بطولة هدى سلطان وزبيدة ثروت ومحمد عوض . ثم قدمت للمسرح "تاجر البندقية "فى شخصية اليهودى البخيل وهو من أجمل أدوارى. - وكيف بدأت مشوارك كممثل ؟ بعد عملى كمساعد ومشاركتى فى مسرحيات المخرج الكبير جلال الشرقاوى، قال لى "خلاص ممكن تاخذ طريقك إلى التمثيل وأنت مطمئن ". ومن هنا بدأت البحث عن الفرصة إلى أن رشحنى العملاق محمود مرسى الذى كان أستاذى للمشاركة فى مسلسل "قيود من ذهب " مع المخرج احمد توفيق،ومنذ هذه اللحظة لم اتوقف عن التمثيل. - بصراحة أريد أن أقتحم معك فترة السجن ....وسؤالى لماذا ؟ بدون حرج ..دخلت السجن لأننى عشت مثل كثير من الشباب الوهم الذى يسمى المخدرات .. وهم أصاب فى فترة من الفترات ناسا كتيرة ..والحمد لله عدت وكأننى كنت فى بئر وحاليا أقوم بردمه. وبدأت أتعلم كيف أسدى النصيحة وحصلت على جائزة دولية فى مكافحة الإدمان لدورى فى نشر التوعية والنصح ، وقدمت محاضرات للمدمنين وأهاليهم. - استفدت من السجن ؟ كثيرا .. قربنى من الله فقد عشت سنوات 87 و88 متفائلا ، وقدمت جزيرة الشيطان مع عادل إمام وتحولت حياتى إلى الافضل، لأن هذه الفترة كانت رسالة لكى أفيق. - وما يشغلك حاليا ؟ عندى مستودع بوتاجاز ، وأرض موالح، وكنت أتمنى أن أجد أعمالا تشغلنى ولكن للأسف الأدوار قليلة جدا . - أول قصة حب فى حياتك ؟ أنا لا اخجل من قولها ..وأستطيع أن افتخر بأن أول قصة حب فى حياتى كانت للفنانة نورا، وهى من أفضل من عرفت ، بنت بلد جدعة أحببتها وعندما حدث الانفصال حدث فى هدوء، لأننا أولاد بلد ونعرف الأصول ، فقد التقينا أثناء تصوير فيلم "عنتر شايل سيفه " وفى مشهد الاغتصاب ، لم ألمس جسدها أثناء تصوير المشهد برغم أنه المفروض اغتصاب فى التمثيل، فأعجبت بى وبدأت بيننا حالة حب وإعجاب انتهت بالزواج. ...... رحل حاتم ذوالفقار الفلاح الذى تسكنه روح المغامرة .. وبساطة أولاد البلد .. عاشق لفن التمثيل تحدى كل شىء ليصبح ممثلا و تتلمذ على أيادي نجمين كبيرين فى عالم الفنون، المخرج الكبير جلال الشرقاوى الذى عمل مساعدا له فى الإخراج المسرحى والعملاق محمود مرسى الذى قدمه فى أول عمل درامى وهو "قيود من ذهب "، ويعترف بفضل فريد شوقى وعادل إمام كونهما ساهما فى مسيرته ووقفا بجانبه حاتم ذو الفقار ابن بلد كان يسعده لقب ابن الأرض .. فهو من مواليد المنوفية لكنه ارتبط بحى العباسية الذى عاش فيه والتقى بنجوم الفن والأدب حيث جمعته المنزل رقم 116 بحى العباسية بكبار الشعراء والمفكرين وعلى رأسهم الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم. كثيرون لا يعرفون أن حاتم ذو الفقار هو أول من ابتكر مسرح "القهوة " عندما غامر وقدم عروضا مسرحية على مقهى أم كلثوم، فقدم مسرحيات عالمية منها "تاجر البندقية " خاض تجارب كثيرة ومغامرات كثيرة فى المدرسة والكلية حتى أنه التحق بالحربية وتركها لإصابته البالغة أثناء تأديته لأحد تمرينات الفنون القتالية .. والتحق بالتجارة لإرضاء الأب الذى كان رافضا لعمله كممثل ..لكنه أنصاع للممثل الساكن فى داخله، فقرر أن يدخل تحديا مع الجميع ليحقق رغبته فى أن يصبح فنانا ، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية قدم للفن المصرى 49 فيلما مع عمالقة التمثيل و60 مسلسلا معظمها أنتج خصيصا للدول العربية منها 9 مسلسلات للتليفزيون المصرى وعشرات الأعمال المسرحية منها ما قدمه كمساعد للإخراج وكمخرج وكممثل ... وداعا حاتم ذوالفقار.
