وليد سلام فى ظل الأزمة التى يعانى منها العالم عامة ومصر خاصة من نقص الوقود الحفرى وارتفاع سعره ومن ثم انتهائه ونضوبه، اتجهت دول العالم للبحث عن بدائل جديدة للطاقة واستغلال المصادر الطبيعيه والغير تقليدية فى الحصول على الطاقة وقد التقت "الأهرام العربى" عددا من خبراء الطاقة فى مصر والعالم العربى لمعرفة البدائل غير التقليدية للطاقة فى مصر، والعمل بها لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء التى باتت تؤرق المجتمع. الدكتور مهندس إبراهيم العسيرى، المستشار الفني لهيئة المحطات النووية وخبير الشئون النووية والطاقة وكبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، يرى أن الحل الأمثل للبحث عن بدائل جديدة للطاقة فى مصر هى الطاقة النووية مدعومة بالطاقات الأخرى ، كالشمس والرياح وأنواع الطاقات المتجددة الأخرى، فهذه أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر ولا بديل آخر عنها، لأن أى دولة فى العالم لابد أن توفر الطاقة الكهربية لها من مصدر أساسى ومصدر مكمل له، ومصادر الحمل الأساسى للكهرباء بأى دولة فى العالم هى خمسة مصادر لا سادس لها وهي: الفحم والبترول والغاز الطبيعى والطاقة النووية والمساقط المائية، ففى مصر تم استغلال المساقط المائية الموجودة فيها بالكامل ولا يوجد لدينا فحم بالكم الذى يسمح باستخدامه، وأصبحنا نستورد الغاز الطبيعى، فأصبح المصدر الوحيد المتاح لنا حاليا هو اللجوء للطاقة النووية، خصوصا أن لدينا مناجم يورانيوم فى مصر ولدينا مناجم فوسفات يمكن استخراج منها اليورانيوم كناتج ثانوى، كما يمكننا استيراد اليورانيوم من دول أفريقيا والمشكلة بسيطة. وأكد العسيرى أن سعر الكيلو وات ساعة من الطاقة النووية أرخص من جميع المصادر الأخرى، باستثناء المساقط المائية التى لا نستطيع أن نعدد منها أو نصنعها، بالإضافة إلى أن الطاقة النووية تحافظ على نظافة البيئة، وستؤدى إلى إدخال صناعات جديدة للبلاد، ورفع جودة الصناعات الموجودة، وخفض نسبة البطالة بتشغيل عمالة جديدة، كما أنها أكثر حفاظا على البيئة من الطاقة الشمسية نفسها وذلك لأن المرايا الشمسية المستخدمة لعكس الضوء يدخل فى صناعتها خمسون مادة سامة، كما أن عمرها الافتراضى من 15 إلى 25 سنه فقط، وهذا يثبت أنه لا مفر من المحطات النووية. فيما قال الدكتور محمود بركات، رئيس الهيئة العربية للطاقة وكبير استشاري الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية: لقد بح صوتنا فى الحديث عن استخدام الطاقة النووية كمصدر فى الحصول على الطاقة ولا يسمع لنا، ونجد الآن توجهات أغلب الناس فى مصر ضد الطاقة النووية على الرغم من أنها هى الحل النهائى لمشاكل الطاقة فى مصر، وبالتالى فإنه لا يوجد أمامنا سوى استعمال الطاقة الشمسية لحل بعض مشكلات الكهرباء فى الريف فقط من حيث الإضاءة وتدفئة المنازل وعمل أفران لهم للطهو والخبز، لكن المشكلة أن الأدوات المستخدمة لتوليد الكهرباء فى الريف أعلى من قدرات الفلاح البسيط الذى سيستخدمها. وأضاف أن هناك حلاً آخر كبديل للطاقة فى مصر وهو اللجوء لطاقة الكتلة الحيوية "البيوماث" والتى تعتمد على المخلفات الإنسانية والزراعية والحيوانية نستطيع أن نخمرها ، فيخرج منها غازات يستخدم كبديل للغاز الطبيعى فى الإنارة والتسخين وطهو الطعام ولكنه أيضا سيحل مشكلات بسيطة فى الطاقة. وقال بركات: إن لينين عندما أسس عام 1918 الاتحاد السوفيتى أسسه على مبدأين وهما " الكهرباء وسلطة العمال" ولم يذكر أى مصادر أخرى غير الطاقة الكهربائية لأنه يعلم أنها مصدر التقدم الأساسى للبلاد . واستنكر بركات عدم اللجوء إلى الطاقة النووية إلى الآن فى مصر فى حين يوجد أكثر من خمسمائة مفاعل نووى تضىء العالم كله فهل نحن أذكى من كل هؤلاء! فيما رأى الدكتو علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق أنه لا حلول لمشكلة الطاقة فى مصر إلا الحل النووى فقط فهو الحل البديل للطاقة الأحفورية المتمثلة فى الفحم والبترول والغاز الطبيعى، والحديث عن الشمس والرياح والطاقات الأخرى كلام سابق لأوانه، فالطاقة الشمسية طاقة محدودة الكمية وتعمل فيها المحطة تقريبا 8 ساعات فى اليوم فقط لتوافر الشمس نهارا، ولا تستطيع أن تحمل عليها أحمال الشبكة الرئيسية وتساءل من أين سنأتى بالكهرباء فى الليل، وبالنسبة للطاقات الأخرى كالرياح وغيرها فهى طاقات محدودة مكملة وليست حلا بديلا. وأشار عبدالنبى أن أمريكا لديها طاقة شمسية مثل مصر فالشمس لديها بنسبة 3.% ولم تلجأ إليها فى توليد الطاقة، مؤكدا أن أمريكا لديها مائة محطة نووية لتوليد الكهرباء وتقوم حاليا ببناء محطات أخرى لزيادة الطاقة، كما أن أمريكا لديها أيضا طاقة الفحم والغاز الطبيعى وحتى سنة 2040 سيكون الغاز الطبيعى هو السائد لديها كمصدر للطاقة لأن لديها آبار غاز وتقوم باستيراد الغاز رخيص الثمن. وقال عبد النبى إنه لابد من استغلال وجود بوتين فى روسيا حاليا ببناء محطات نووية على وجه السرعة بالأمر المباشر مثلما فعلت روسيا مع إيران والصين وتركيا، وبالنسبة للتمويل فلن ندفع شيئا وسيكون الثمن من عائد المحطة فيما بعد مثلما فعلت روسيا مع تركيا أخيرا، فمصر تضيع من يديها فرص عظمى، وهناك أيضا بدائل أخرى للحصول على الطاقة كتدوير القمامة مخلفات المزارع كقش الأرز، فمخلفات القمامة من الممكن أن تدير عشرات المحطات الكهربائية بجودة عالية، كما أنه لابد من استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ولكنهما كبديل مؤقت ومكمل وليس بديلا دائما ونعتبر استخدامهما نوعا من تخفيف الأحمال.