ملك عبدالعظيم من المقرر أن تبدأ انتخابات حزب الوفد علي موقع الرئيس في شهر مايو المقبل، وحتي الآن لم يعلن أحد بشكل واضح وصريح وحاسم رغبته في الترشح غير فؤاد بدراوي، حفيد سراج الدين باشا مؤسس وزعيم حزب الوفد، وهو ذاته الذي أعلن ترشحه الدورة الماضية ثم تنازل لصالح الدكتور السيد البدوي الذي كان مختفيا تماما عن الحزب قبل أن يقنع بدراوي بالتنازل من أجله فتحول من منافس شرس إلي داعم ومساند له في كل المحافظات. وأكد لنا بدراوي أنه لن يتراجع عن قراره، وسيخوض التجربة للنهاية حتي لو قرر البدوي ترشحه للمرة الثانية. وتحمل السطور التالية جميع التساؤلات المطروحة في الشارع المصري حول الحزب وموقعه في المشهد السياسي ودوره وتحالفاته المستقبلية. ما سبب إصرارك علي الترشح لرئاسة حزب الوفد هذه الدورة؟ المسألة ليست إصراراً من عدمه ولكن أي سياسي لديه طموح بشرط أن يكون مشروعا، من حقه وأي عضو أن يخوض تجربة الترشح في انتخابات رئاسة الوفد لأنها ليست حكرا علي أحد. وبالنسبة لي فقد انضممت لعضوية الحزب منذ عام 1978، وتوليت مناصب عديدة في الحزب خلال السنوات الماضية. ولكنك أعلنت ترشحك في الدورة الماضية وتنازلت لصالح دكتور السيد البدوي؟ صحيح أنني أعلنت نيتي للترشح لرئاسة الوفد ثم تنازلت لصالح الدكتور السيد بعدما تحدث معي وأخبرني برغبته في الترشح، فقلت ليست هناك مشكلة علي الإطلاق لأن القضية بالنسبة لي لم تكن المنصب، وبالتالي دعمته وساندته. إذن في حالة ترشح الدكتور البدوي ستتنازل له مثلما حدث مسبقا؟ لا هذه المرة سأستمر ولن أتراجع عن هذه الخطوة ولا هذا القرار. وفي النهاية القرار في يد إرادة الوفديين. هذا ما أريد معرفته سبب اتخاذك لهذا القرار؟ يافندم ( ما أنا بقول آهه ).. لما أبدي الدكتور البدوي استعداده لم تكن هناك مشكلة بالنسبة لي، وكنت داعما له ومساندا حتي إننا (لفينا) المحافظات معا. أما هذه الدورة فقد أعلنت ترشحي وربنا هو الموفق إن شاء الله. لماذ صرحت أكثر من مرة أن الدكتور البدوي لن يرشح نفسه مع أنه أعلن نيته الترشح؟ أولا ما قلته وصرحت به حقيقة. ثانيا ما قلته معروف لدي الكثيرين من أعضاء الحزب. ثالثا الدكتور السيد حتي هذه اللحظة لم يعلن قراره بشأن خوضه الانتخابات من عدمه. بل أعلن نيته عن الترشح في إحدي القنوات الفضائية؟ لم أسمعه. ماذا ستفعل إن خاض انتخابات رئاسة الحزب؟ والله هذا حقه. عندما تنازلت لصالحه هل كانت لديك طموحات محددة أو تغييرات بعينها توقعت منه تحقيقها؟ أي مؤسسة وأي قيادة بل وأي مرحلة فيها إيجابيات وسلبيات، ودورنا أن نعالج السلبيات إذا حدثت، وهذا أمر طبيعي ولا خلاف عليه، وفي الدورة الماضية لو لم تكن هناك سلبيات لما ترشح الدكتور السيد. فهذه الأمور واردة وطبيعية المهم أنه في النهاية علي الجميع أن يعمل لصالح الحزب بحيث يتبوأ الوفد الصدارة ومكانته في الصدارة. ما الذي جعلك تدعم البدوي ضد محمود أباظة؟ لا شيء غير أنني ارتأيت أن المرحلة المقبلة تحتاج إلي رؤية جديدة ودفعة جديدة كما تحتاج إلي إثراء العمل الحزبي، ولذلك أعلنت عن ترشحي ولما أبدي الدكتور البدوي رغبته في الترشح بعد أن كان بعيدا تماما عن الحزب لمدة 4 سنوات هي فترة رئاسة الدكتور أباظة، لم تكن هناك مشكلة في أن أتنازل له وقلت نبدأ مرحلة جديدة من العمل والعطاء الحزبي. يعني كانت هناك موائمات بينكما أم أنك شعرت أنه أقدر منك علي قيادة المرحلة الجديدة وتحقيق التغييرات المطلوبة؟ لا ليست المسألة مسألة قدرتي من عدمها، فالعمل الحزبي ليس عملا فرديا، صحيح أن الرئيس هو المسئول في النهاية لكن العمل الحزبي عمل جماعي، وشخصيا أؤمن تماما بالعمل المشترك وأن كل مسئول في الحزب له اختصاصاته ومسئولياته. ما التغييرات التي يحتاجها الوفد في المرحلة المقبلة؟ سيكون هناك برنامج معلن في حينه. ومن خلاله ستكون هناك رؤية لما يحتاجه الحزب خلال المرحلة المقبلة وسيتم الإعلان عنها أيضا في حينه. ما الذي ستلتزم به أمام أعضاء الوفد؟ ما أستطيع أن أقوله وأكون ملتزما به أمام الأعضاء، وهو أن أكون خادما للوفد وخادماً لأعضائه. ما أبرز ملامح البرنامج؟ برنامجي الانتخابي لا أضعه وحدي وإنما بمساعدة لجنة مشكلة من أعضاء الحزب نضع تصوراً لآليات أو محتوي هذا البرنامج. وخطوطه العريضة أنه سيحتوي علي رؤية داخلية خاصة بكل ما هو متعلق بالحزب من الداخل، ورؤية سياسية ورؤية الوفد إزاء كثير من القضايا والمواقف التي حدثت أخيرا. وتم تشكيل لجنة معاونة لوضع صياغة هذا البرنامج. هل سيحتوي برنامجك الانتخابي علي آليات تمنع حدوث اعتصامات وإضرابات أثناء رئاستك للوفد؟ لا أرتضي أسلوب الاعتصامات والإضرابات لأن لدي إيماناً كاملاً بأنه من حق كل عضو أن يدخل ويناقش مشاكله وبشكل موضوعي في حوار هادئ يبدي وجهة نظره لقيادات الحزب بعيدا عن الاعتصامات والعصيان والإضرابات التي لها مردود سيئ علي الحزب وكيانه السياسي وكذلك علي أعضائه. ماذا سيكون رد فعلك إذا فزت واعتصم بعض الأعضاء أو أضرب؟ من الذكاء ألا تترك قيادة الأمور تصل إلي حد الإضراب أو الاعتصام أو العصيان. وفي النهاية أؤكد لك أن أسلوب العصيان والاعتصام لا يحل المشاكل ولا يحقق المطالب وإنما الأسلوب الهادئ الموضوعي. واستطرد قائلا: ثم إن الاعتصام يكون واردا في حالة أن تكون الأبواب مغلقة ولا يوجد من يستمع إلي وجهات نظر الأعضاء حاملي المطالب. وفي حالة أن تكون المطالب للصالح العام ستكون الأبواب مفتوحة والقلب مفتوحاً والعقل مفتوحاً. في حالة عدم فوزك .. ماذا ستفعل؟ أيا كان الوضع سيكون شرفاً لي وأكررها شرف لي أن أجلس علي كرسي في حديقة الوفد أرحب بكل عضو وفدي يتردد علي مقر الوفد. من هم خصوم الوفد؟ أتكلم بصفة عامة ولا أقصد أحدا بعينه. في الدورة الماضية أصدرت شعار"قوم يا وفدي هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوفد فلا تضيعها" لماذا؟ هل الوفد كان معرضاً للانهيار؟ لا، لم أقل هذا الشعار، وإنما قلت قوم يا مصري. لا قلت قوم يا وفدي؟ في الحقيقة لم أتذكر. فكل مرحلة وكل انتخابات لها شعارها الخاص بها. ما شعارك لهذه المرحلة؟ حتي الآن لم أختر شعاري الذي سأنزل به انتخابات هذه الدورة. يردد البعض تراجع مستوي آداء جريدة الوفد بسبب عدة مشاكل عانت منها في الفترة الماضية .. ما تعليقك؟ أولا ليس هناك تدن في صحيفة الوفد، والقائمون علي الصحيفة أشخاص مخلصون يؤدون عملهم بجدية، وقد قامت الجريدة علي أكتافهم. وبالتالي لا أستطيع أن أقول إن هناك انهياراً في جريدة الوفد. ولكن هناك تداعيات مالية ليست خاصة بالتحرير أو النشر أو القائمين علي مسئولية الجريدة، وإنما هي تداعيات مالية لها أسبابها. كيف تقيم أداء حزب الوفد ودوره في الفترة الماضية؟ حقيقة أن الوفد لم يبعد دوره عن الصورة في الفترة الماضية. وقد كان أول حزب سياسي يدق أول مسمار في نعش نظام مبارك بانسحابه من انتخابات عام 2010، ونحن أول حزب أعلن عن سقوط نظام الرئيس مبارك في مؤتمر صحفي في 25 يناير 2011. كما أن الوفد أول من أعلن موقفه من الرئيس المخلوع مؤكدا عدم شرعيته، وكل هذا مثبت بالبيانات والمؤتمرات الصحفية التي عقدها حزب الوفد. كما كان لنا دورنا الواضح أثناء حملة الدستور، ولا نستطيع أن نغفل دور الدكتور السيد وأداءه في لجنة الخمسين الذي كان معبرا عن رؤية الوفد وثوابته في مواد الدستور. هل هناك مؤامرات تحاك ضد حزب الوفد؟ قال متسائلا : ممن؟ من خصومه؟ أتحدث عن الخصوم بصفة عامة أو المنافسين ( يا ستي بلاش نقول ) خصوم أو منافسين المواطن العادي الذي يتأثر بما يحدث في الوفد، فنحن حريصون علي أن نقدم الصورة للمواطن بأن الوفد هو حزب الحركة الوطنية المصرية، وله ثوابته التي لا يستطيع أن يحيد عنها وأن حزب الوفد هو الذي نشأ من رحم الأمة المصرية، وهذه هي العوامل التي يجب أن نحافظ عليها ونتمسك بها، لا أن نتكلم عن الانقسامات والخلافات التي تؤثر علي مسيرة الوفد. ما المعايير التي سيتم اختيار مرشحي الحزب علي أساسها في الانتخابات البرلمانية؟ أول هذه المعايير أن تكون له شعبية وحسن السمعة ولديه قدرة مالية تمكنه من خوض المعركة الانتخابية بقوة ونجاح، وأن تكون له قاعدة انتخابية يستطيع أن ينطلق منها في موطن دائرته، فكل هذه العوامل مجتمعة يجب أن تتوافر في مرشح الوفد القادم. هل ستترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ كله بإذن الله. إن شاء الله. أي نظام انتخابي تفضل القائمة أم الفردي؟ الوفد يري الأخذ بنظام القائمة النسبية. مع الأخذ بالنظام الفردي أي تكون هناك نسبة قائمة ونسبة فردي وهذا رأي الوفد. وأضاف قائلا: لكن الأهم من هذا وهو ما لم يذكره البعض ولم يأخذ باله منه وهو قبل نظام القائمة والنظام الفردي يجب إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، لأن الدوائر الانتخابية التي تم بها انتخابات عام 2011، تم تقسيمها بشكل كارثي. بمعني اتساع الدوائر بهذا الوضع وتفصيل الدوائر بالشكل الذي تم عليه انتخابات عام 2011. وبالتالي يجب مع النظر في الأخذ بنظام القائمة أو النظام الفردي يجب إعادة النظر أيضا في تقسيم الدوائر الانتخابية. هل تحدثت مع الرئيس منصور في هذه المسألة عندما التقيته منذ نحو شهرين؟ نعم تحدثت مع رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور في هذا الشأن عندما كنت أشرف بتمثيل الوفد في هذا اللقاء. ماذا كان رد فعل الرئيس؟ لقد فوجئ الرئيس عندما حدثته عن تقسيمات الدوائر الانتخابية وأعطيته مثلا بدائرتي التي شملت مركز "نبروه" ومركز «بلقاس» ومدينة «جمصة» ومركز«طلخا» ومدينة «المنصورة» ومركز «المنصورة» وقلت له إن هذا هو الواقع منذ انتخابات 2011، ففوجئ وقال مؤكدا: بالطبع يجب إعادة النظر في هذا الأمر وبجدية. وما موقف الأحزاب الأخري من هذه التقسيمات؟ جميع الأحزاب ستطالب بإعادة النظر في تقسيم الدوائر الانتخابية، لأنها مقسمة تقسيمات غير طبيعية، فهل يعقل أن تكون سيناء دائرة واحدة. ماذا كان الهدف من هذا التوسع في الدوائر؟ كان الهدف السيطرة والهيمنة والتشتيت من جانب هذا الفصيل الإرهابي. فاتساع الدائرة بهذا الشكل تصل من البحر المتوسط لحدود الشرقية. هل كانت لديهم القدرة علي تحقيق هدفهم؟ بالضبط لأنهم كانت لديهم قواعد في كل مكان حسب التنظيم الخاص بهم. تعتقد أن الإخوان ممكن يرجعوا بشكل غير مباشر؟ حتي إذا رجعوا فالشعب المصري أصبح لديه من الوعي والذكاء أن يلفظ هذا الفصيل. لو السيسي ترشح ستنتخبه؟ يا فندم هذا قرار مؤسسي لحزب الوفد وعندما يتم الإعلان عن المرشحين سيكون للهيئة العليا لحزب الوفد أن تجتمع وتقرر، الوفد سيكون داعما لمن. ولكن أكيد أن أي حزب سياسي لديه من الوعي والذكاء لا يستطيع أن يغفل الإرادة الشعبية حول مرشح بعينه. ما الذي تريده من الرئيس المقبل؟ أن يعمل من أجل صالح الوطن ومن أجل صالح الشعب وألا يحاط بمجموعة من الحاشية، وأن يطبق الديمقراطية بكل معانيها وأن يحترم إرادة الشعب. هل هذا موجود؟ إن شاء الله . نأمل في هذا. لماذا رفضت طلب تمرد الوفد بسحب الثقة من البدوي؟ لأن سحب الثقة من رئيس الحزب له آلياته طبقا للائحة كما أنني أحب ألا يحدث شيء يؤثر علي كيان الحزب بعيدا عن الأشخاص وكما ما قلت الأبواب كلها مفتوحة وليست مغلقة وإذا كانت هناك ملاحظات أو هناك أوجه خلل فهذه المسائل تناقش داخل أسوار الحزب لا خارجها. لماذا تحرص علي إعلان علاقتك الطيبة مع البدوي؟ لأن هذه هي الحقيقة والواقع.