جلال الشافعى يوم بعد آخر تتزايد رغبة رجال الأعمال العرب فى شراء الأندية الأوروبية، وكان آخرها ما أعلنه دى لاورينتيس، رئيس نادى نابولى الإيطالى منذ أيام، عندما أكد أن أحد رجال الأعمال السعوديين تقدم بشراء النادى مقابل 200 مليون يورو لكنه رفض البيع بهذا السعر المقدم، وما زالت المفاوضات جارية. فما أبرز الأندية الأوروبية المملوكة لرجال مستثمرين عرب؟ وما العائد عليهم من تلك الصفقات؟ هذا ما تجيب عنه «الأهرام العربى» فى هذا التحقيق. تحسب بداية الغزو العربى للملاعب الأوروبية للملياردير المصرى محمد الفايد عندما قام بشراء فولهام الإنجليزى عام 1997 أثناء وجوده فى الدرجة الثانية، وهو ما شجع الكثير من رجال الأعمال المصريين اتخاذ هذه الخطوة من خلال شراء بعض الأندية مثل ماجد سامى، صاحب نادى ليرس البلجيكى، وعاصم علام مالك نادى هال سيتى، وغيرهم من المصريين الذين يمتلكون أندية كثيرة فى أوروبا ولكن معظمها فرق صغيرة فى كل شىء، ومعظمها تلعب فى دوريات مغمورة وفى أقسام أقل من الممتاز، وهو ما يؤكد أن دخول المصريين للاستثمار الرياضى فى أوروبا يعد ضعيفا بالمقارنة بأشقائهم أبناء دول الخليج الذين قاموا فى الألفية الجديدة بعمل صحوة كبيرة تحسب لهم، نظرا للأموال الكبيرة التى تنفق من خزائنهم من أجل الحصول على ملكية أكبر الأندية الأوروبية التى تنافس على أكبر المسابقات فى أوروبا. وتعد صفقة انتقال ملكية نادى «مانشستر سيتي» إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مقابل مبلغ 200 مليون جنيه إسترلينى هى الأكبر بين الصفقات العربية حتى الآن نظرا لقيمة المقابل المادى الهائل، وكذلك لنجاحه فى استقطاب صفقات من العيار الثقيل قدرت ب100 مليون جنية إسترلينى فور توليه المهمة، وهو ما ساعد الفريق الإنجليزى بالفوز ببطولة الدورى الإنجليزى الممتاز بعد غياب 44 عاما. كما تأتى صفقة بيع نادى باريس سان جيرمان الفرنسى لمؤسسة قطر فى المرتبة الثانية، حيث الصفقة وبلغت قيمة الصفقة 100 مليون يورو، ولم يتم الشراء من المؤسسة القطرية مرة واحدة بل قام بشراء ٪70 من الأسهم، وتم إكمال النسبة المتبقية وهى ٪30 بعد 7 أشهر، وتم تعيين ناصر الخليفى مديرًا عاماً للنادي، لينجح النادى الفرنسى هو الآخر من تحقيق بطولة الدورى فى بلاده بعد غياب 18 عامًا. وهو ما يفتح المجال أمام المستثمرين العرب دخول الأراضى الإسبانية من باب نادى ملقا، بعد أن نجح القطرى عبدالله بن ناصر آل ثان التى قام بشراء النادى الإسبانى بكامل أسهمه فى عام 2010، بعد أن تحمل ديون النادى بجانب دفع 25 مليون يورو لرئيس النادى الراحل فرناندو سانز، ثم بعد ذلك ينجح الشيخ بطى بن سهيل آل مكتوم من شراء خيتافى الإسبانى عام 2011، بقيمة 90 مليون يورو. كما قام رجل الأعمال الأردنى حسين إسميك، بشراء 49% من أسهم نادى ميونيخ 1860 الذى ينافس فى دورى الدرجة الثانية، ليصبح أول عربى يمتلك أسهماً فى نادٍى ألماني. بعيدا عن حقوق الملكية يظهر استثمار عربى آخر وهو إبرام عقود الرعاية، حيث نجحت الشركات الخليجية فى حجز مكان مهم فى رعاية أهم الأندية الأوروبية التى لها باع كبير فى عالم الساحرة المستديرة، أمثال برشلونة ومدريد فى اسبانيا وأرسنال الإنجليزى وهامبورج الألمانى وميلان الايطالى وغيرهم من الأندية الأوروبية، وتلمع أسماء هذه الشركات على قمصان هذه الأندية العملاقة، وتعد شركة طيران الإمارات صاحبة السبق فى دخول السوق الأوروبى، عندما تمكنت من توقيع عقد رعاية مع تشيلسى الإنجليزى بعقد رعاية يبلغ 40 مليون دولار لثلاثة أعوام فى يناير 2001 ، وبعد مضى ثلاثة أعوام ، تبرم الشركة أكبر عقد رعاية عبر تاريخ كرة القدم الإنجليزية مقابل 150 مليون يورو مع نادى الأرسنال، ونصف العقد على إطلاق اسم الإمارات على ملعب الجنرز الجديد لمدة 15 عاما مع وضع اسم الشركة لمدة ثمانية أعوام على قمصان اللاعبين ابتداءً من موسم 2006 – 2007 وهى الآن ترعى خمسة أندية من العيار الثقيل فى الكرة العالمية وهم (ريال مدريد، وميلان، وباريس سان جيرمان ، أرسنال الإنجليزى ، هامبورج الألماني) لتؤكد تفوقها على باقى الشركات الخليجية التى تقوم برعاية باقى الأندية، مثل مؤسسة قطر فاوندايشن التى تكتفى برعاية نادى برشلونة، وباقى الشركات التى رعايتها ترتبط بملكية النادى مثل شركة الاتحاد التى ترعى السيتى نظرا لأن صاحب النادى هو صاحب الشركة . يرى مجدى عبد الغنى نجم منتخب مصر الأسبق أن استثمار العرب لأموالهم فى كرة القدم الأوروبية، يعد خطوة إيجابية ومشرفة لكل العرب، ولكن يشترط ان تحقق هذه الخطوة الربح لأصحابها ، فعندما ينجح أى مستثمر عربى فى تحقيق أرباح من هذه التجربة سيصبح نجاحا لكل العرب، ونفس الشيء فى حالة الخسارة وهو ما يجعلنا نؤكد أنها عملية مركبة وتحتاج لدراسة قبل اتخاذها ، مؤكدا مساندته لهذه الفكرة فى الوقت الحالى، لأنه من الصعب أن يتم استثمار هذه الأموال فى كرة القدم العربية فى ظل غياب الوعى الجماهيرى وامتلاك الأندية للحكومات واختفاء الاحتراف . كما يرى أحمد حسن، عميد لاعبى العالم ومدير منتخب مصر الأول لكرة القدم أن تهافت رجال الأعمال العرب وراء شراء الأندية ورعايتها، ما هى إلا شو مبالغ فيه من أصحاب رءوس الأموال العربية لتحقيق الشهرة الكبيرة لأنفسهم فى الأوساط الأوروبية فقط لا غير، مؤكدا صعوبة تحقيق أى استثمار من وراء هذه الصفقات للمستثمرين العرب، كما تمنى كابتن منتخب مصر السابق أن يستثمر أثرياء العرب هذه الأموال فى تطوير الرياضية العربية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، لكى نمتلك دوريات عربية قوية ولاعبين عربا على أعلى مستوى، لأننا نمتلك المواهب، ولكن للأسف لا نجد من يرعاها. فيما يرى أيمن يونس عضو مجلس إدارة نادى الزمالك أن رعاية وتملك الأندية الأوروبية من قبل العرب خطوة ذكية تحتاج منا التشجيع والتدعيم، ويجب علينا كعرب أن نفخر بأن هناك شخصيات عربية تمتلك أعرق الأندية الأوروبية مثل باريس سان جيرمان ومانشيستر سيتى وغيرها من الأندية الكبرى فى الدوريات الأوروبية، مؤكدا إيجابية هذه الفكرة الذى يرى أنها تحقق استثمارا جيدا ومضمونا لأصحابه من خلال حقوق البث التليفزيونى، وكذلك بيع تذاكر المباريات والتسويق والدعاية الإعلانية والعديد من الأمور التى تساعد على تحقيق الأرباح، كما نفى يونس وجود أى سلبيات فى هذه التجربة مشددا على أن السلبية الوحيدة هى الجهل الرياضى الذى جعل هؤلاء الأثرياء يهاجرون إلى الخارج، وما تشهده مصر فى الوقت الحالى فى إدارة الاندية يؤكد صحة هذا الكلام، فمن غير المعقول أن تكون الأندية الجماهيرية فى مصر أندية اجتماعية لا يملكها أحد، وتدار على موائد مليئة بالمعارك من قبل مسئوليها. ماجد سامى: ليرس وتيرن أوت «فاترينة» لعرض اللاعبين أكد ماجد سامى، رئيس مجلس إدارة شركة «وادى دجلة» المالكة لأندية «ليرس» و«تيرن أوت» ببلجيكا ونادى وادى دجلة بمصر, أن طموحه الكبير فى مجال كرة القدم التى يعتبرها مجالا خصبا للاستثمار هو السبب الرئيسى فى دخوله سوق الأندية الأوروبية. وقال: إن طموحه لا يتوقف عند هذا الحد, وإنه يقوم الآن بتنفيذ فكرة جديدة وهى صناعة وإنتاج اللاعب نفسه من خلال أكاديمية «جى إم جى» التى تقوم برعاية الناشئين من جميع الوجوه, بهدف تخريج لاعب ناشئ موهوب ومثقف كرويا وعلميا وأيضا ملتزم من الناحية الأخلاقية, وهو الشىء الذى لا تقوم به أكبر الأندية العالمية التى تحقق أرباحا بالفعل من كرة القدم ولكنها تعيد انفاقها فى صفقات جديدة بملايين الدولارات, وأشار إلى أنه قام بشراء ناديى «ليرس» و«تيرن أوت» ليكونا «فاترينة» لعرض هؤلاء اللاعبين وتسويقهم فى كبرى الأندية الأوربية.