مع بدايات الألفية الثالثة بدأت رءوس الأموال العربية تتوجه إلي أوروبا وتدخل عالم الاستثمار الكروي من أوسع أبوابه.. مليارات من الدولارات واليورويات صرفت في العشر سنوات الماضية علي الأندية الأوروبية في الوقت الذي نجد فيه الرياضة العربية تعاني بشدة. ومع نهايات القرن الماضي شهدت الأندية الأوروبية الكبيرة هجوما أمريكيا وروسيا اجتاح كل شيء وسرعان ما انضم إلي هذا الهجوم بعض العرب وتحديدًا المستثمرين الخليجيين الذين باتوا «الملاك الجدد» لأكثر من ناد أوروبي وأصبحت أنديتهم تعيش في نعيم ما بعده نعيم بعد أن هبطت عليها الثروات من كل حدب وصوب. الفايد والساعدي ولم يجد عدد لا بأس به من أثرياء العرب أهم من النوادي الأوروبية ليصنعوا شهرتهم عبر استثمار أموالهم في شراء عدد منها وقد ظهر هذا بوضوح عقب الأزمة المالية التي ضربت العالم في الأعوام الأخيرة.. وقبل هذه الفترة كانت المسألة محددة بأشخاص معينين كالملياردير المصري محمد الفايد الذي استولي علي ملكية فولهام الإنجليزي عام 1997 مقابل 30 مليون جنيه استرليني وبعده ظهر علي الساحة الساعدي القذافي ابن العقيد الليبي المقتول الذي كان مهووسًا بالكرة الإيطالية وتحديدًا نادي يوفنتوس، فاشتري عام 2006 نسبة 7.5% من أسهم النادي عبر الشركة الليبية العربية للاستثمارات. كذلك دفع الساعدي القذافي أموالا طائلة لنادي بيروجيا عام 2003، وقدم هدايا فاخرة للاعبين والإداريين فيه ثم لعب مع الفريق لمدة 10 دقائق بديلا في مباراة واحدة.. كذلك انضم الساعدي إلي أودينيزي في يونيو 2005 بعد بذخه علي إدارة النادي للعب مباراة واحدة بديلا أيضًا ثم أوقف بتهمة تعاطيه المخدرات. وأشارت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت في تقرير لها منذ حوالي عام إلي أن الساعدي أنفق أكثر من 100 مليون دولار علي أندية إيطاليا. الاستثمارات الإماراتية بدأت الاستثمارات الإماراتية قصتها في أوروبا مع دخول شركة «طيران الإمارات» إلي سوق الرعاية المادية للأندية مقابل الدعاية والإعلانات.. ولعل أبرز صفقات الشركات كانت تلك التي أسهمت في دعم تشيلسي في مطلع عام 2001 بحوالي 36 مليون دولار وقد توقف العقد بعدما اشتري الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش النادي اللندني. بعد هذه التجربة الناجحة، اتجهت الشركة نفسها نحو القطب الثاني في عاصمة الضباب نادي أرسنال، الذي نال حصة من رعايتها قدرت بحوالي 100 مليون جنيه استرليني وقد استفاد نادي «المدفعجية» من هذه الشراكة لإتمام بناء ملعبه الجديد الذي أطلق عليه اسم «ملعب الإمارات» والذي يتسع لأكثر من 60 ألف متفرج ومازال النادي يضع شعار الشركة علي قمصانه. كذلك كان للشركة عينها عقد مع فريق ميلان الإيطالي مقابل 60 مليون يورو لمدة 5 سنوات إضافة إلي وجود شعارها علي قمصان باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 5 ملايين يورو سنويا منذ 2006، وهامبورج الألماني منذ 2006 مقابل 5 ملايين يورو سنويا (جري تجديده عام 2009 لثلاث سنوات مقابل 7.5 ملايين في السنة)، وأولمبياكوس اليوناني. وتعد «طيران الإمارات» راعيا أساسيا لبطولة الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ إنها الناقل الرسمي لمونديالي 2010 و2014 في صفقة قدرت قيمتها ب195 مليون دولار. كذلك تؤدي الشركة نفسها دور الراعي الرسمي لمختلف مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مقابل 11.5 مليون دولار. مانشستر سيتي بعد النجاحات التي حققتها شركة طيران الإمارات قرر العديد من المستثمرين الإماراتيين منافساته في الحقل الأوروبي فقرر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان امتلاك مانشستر سيتي الإنجليزي فأنفق عليه بسخاء مما جعل سيتي واحدا من أهم الأندية الموجودة علي الساحة الأوروبية. ونجحت شركة الخطوط الجوية «الاتحاد» الإماراتية في الحصول علي حقوق رعاية الفريق لمدة أربع سنوات مقابل 7.5 ملايين جنيه استرليني سنويا. الاستثمار الإسباني حصلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع «قطر فاونديشن» علي فرصة وضع اسمها علي قميص أبرز العالم حاليا برشلونة بطل إسبانيا وأوروبا حيث وقّعت عقدا معه يستمر حتي عام 2016 مقابل 166 مليون يورو. وتعد هذه هي المرة الأولي التي يضع فيها برشلونة إعلانا علي قميص فريقه مقابل مبلغ مالي لأنه لا يتقاضي مقابلا من «يونيسيف» منذ أن وضع شعارها علي صدر لاعبيه عام 2006. كذلك فإن شركتي الاتصالات السعودية «موبايلي» والإماراتية «اتصالات» تشاركان النادي من خلال عقود الإعلانات في ملعب كامب نو. وبعيدًا عن برشلونة وجد المستثمرون العرب طريقًا لامتلاك بعض الأندية الإسبانية التي تعاني من ضائقة مالية وتراكم ديونها فامتلك القطري عبدالله بن ناصر آل ثان أسهم نادي ملقة مقابل 36 مليون يورو ليصبح أول عربي يملك ناديا إسبانيا ودفع الإماراتي بطي بن سهيل آل مكتوم 90 مليون دولار لشراء نادي خيتافي. باريس سان جيرمان أصبح نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان أشبه بنادٍ عربي بعد شراء مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية 70% من أسهمه مقابل 50 مليون يورو في صفقة أنقذت النادي من مشكلاته المادية. نادٍ آخر أنقذته الأموال العربية هو ميونيخ 1860 الذي اشتري المستثمر الأردني حسين إسميك حوالي نصف أسهمه مقابل 19 مليون يورو.