لم يكن الانجليز يتوقعون عند ممارستهم كرة القدم فى القرن ال19 ان هذه الرياضة الجميلة ستصبح فى اقل من قرن ونصف أغلى سلعة تجارية على مستوى العالم.كرة القدم اصبحت بالارقام اغلى صناعة تضخ فيها استثمارات بالمليارات وتحقق ارباحا بالمليارات ايضا.ومع دخول العديد من المستثمرين العرب فى منافسة مع الامريكان والاوروبيين على امتلاك الاندية الكبرى فى القارة العجوز تضاعفت بشكل ملحوظ ميزانيات هذه الأندية لدرجة ان بعضها اصبح يتخطى حاجز المليارى دولار سنويا وهو رقم يفوق ميزانيات الدول. الاستثمارات الضخمة خلال العقد الاخير نجح المستثمرون العرب فى شراء اسهم العديد من الاندية وعلى راسها مانشستر سيتى الانجليزى وباريس سان جيرمان الفرنسى وخيتافى الاسبانى ومواطنه ملقة وغيرها.. هذا بخلاف عقود الرعاية التى تدر مليارات الدولارات سنويا على الاندية. فمثلا شركة طيران الإمارات تقوم برعاية نادى أرسنال الانجليزى مقابل 112 مليون يورو منذ عام 2004 وشملت الصفقة اطلاق طيران الإمارات اسمها على ستاد أرسنال الجديد الذى تم افتتاحه عام 2006 كما ظهرت عبارة «فلاى إمارات» على قمصان اللاعبين.فعل القطريون الشيء نفسه عام 2010 عندما وقعت مؤسسة قطر عقداً لرعاية فريق برشلونة الاسبانى مقابل 150 مليون يورو ليحل اسم «قطر فاونديشن» محل اسم الأممالمتحدة لتكسر بذلك سياسة تواصلت 111 عاماً من رفض برشلونة أى نوع من أنواع الرعاية على قميص اللاعبين. بعد ذلك فى عام 2011 دعمت أبوظبى تعاونها مع نادى مانشستر سيتى بتوقيع عقد رعاية مع طيران الاتحاد لمدة 10 أعوام فى صفقة بلغت 450 مليون يورو شملت رعاية قميص الفريق وإعادة تسمية ملعب النادى ب«استاد الاتحاد».جزء اخر فى غاية الاهمية يدر مليارات على الاندية الاوروبية الا وهو حقوق البث التليفزيونى والتى وصلت الى اكثر من 4 مليارات دولار سنويا. اغنى الاغنياء نشرت مجلة «فوربس» المختصة بالمال والاقتصاد مؤخرا تقريراً حول أغنى أندية العالم من حيث الثروة المالية للنادى واللاعبين ..ونشرت «فوربس» قائمة من 20 نادياً من مختلف الدوريات الأوروبية والتى شهدت مفاجآت بحلول مانشستر سيتى الانجليزى بملاكه الإماراتيين فى المرتبة 13 وتشيلسى ومالكه الروسى فى المرتبة 7.فى حين غاب نادى العاصمة الفرنسية المملوك للقطريين باريس سان جيرمان عن القائمة بشكل كامل. ووفقا للمجلة تصدر مانشستر يونايتد الانجليزى القائمة ب2.24 مليار دولار ثم ريال مدريد الاسبانى ب1.87 مليار وفى المرتبة الثالثة برشلونة ب 1.31 مليار ثم ارسنال الانجليزى ب 1.29 تلاه بايرن ميونيخ الالمانى ب 1.26 ثم ميلان الايطالى ب 989 مليوناً وبعده تشيلسى الانجليزى ب 761 مليوناً ثم ليفربول الانجليزى ب 628 وبعده يوفنتوس الايطالى ب 619 تلاه شالكه الالمانى ب 587 ثم توتنهام الانجليزى ب 564 ثم انتر ميلان الايطالى ب 490 بعده مانشستر سيتى ب 442 ثم بروسيا دورتموند الالمانى ب 394 ثم ليون الفرنسى ب 385 وبعده هامبورج الالمانى ب 355 وخلفه روما الايطالى ب 354 ثم مارسيليا الفرنسى ب 349 ثم فالنسيا الاسبانى ب 288 وفى المركز العشرين والاخير بالقائمة نابولى الايطالى ب 283 مليون دولار.
ولو نظرنا الى الارقام السابقة سنجدها تقارب ال 15 مليار دولار سنويا.ووفقا لوسائل اعلام عالمية اخرى يحدث خلاف حول هذا الترتيب فى بعض المراكز حيث يرى البعض ان ريال مدريد يتفوق على مانشستر وكذلك باريس سان جيرمان الفرنسى يتواجد ضمن اغنى 10 اندية. الوضع المصرىبعيدا عن الاندية العالمية وارقامها الفلكية لو نظرنا الى الوضع المصرى سنجده فى غاية الصعوبة حيث ان اغلب الاندية تتسول لدفع المرتبات الشهرية وعقود اللاعبين التى مهما كانت كبيرة فهى مقارنة باوروبا شىء لا يذكر.
كما ان اتحاد الكرة المسئول عن ادارة شئون اللعبة يعانى هو الاخر ودخل فى اكثر من صدام مع الاندية فيما يتعلق بحقوق البث وشارة البث.ايضا ازمة اخرى تتمثل فى ضرورة ان تتحول الاندية المصرية الى عالم الاحتراف مع انطلاق الموسم القادم وفقا لقرار الاتحاد الدولى للعبة «فيفا» الذى كشف منذ فترة انه بحلول موسم 2013/2014 لابد ان الدوريات المندرجة تحت لواء الاتحاد تكون محترفة وهو ما يضع الاندية المصرية امام امر لا مفر منه وهو التحول الى شركات مساهمة ويكون لكل فريق ملعب خاص مع تطبيق الاحتراف على اللاعبين والاجهزة الفنية والحكام وكل عناصر اللعبة.
