رويترز قال مسؤولون إن المئات فروا من بلدة بور المضطربة في جنوب السودان فيما حذر الجيش من هجوم وشيك لميليشيا "الجيش الابيض" اليوم الاثنين وذلك بعد أسبوعين من بدء الاقتتال العرقي في أحدث دولة في العالم. وأودى القتال بحياة ألف شخص على الأقل منذ اندلاع الاشتباكات في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر كانون الاول التي امتدت الى مناطق منتجة للنفط مما أثر على أسواقه وأثار ايضا المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة بين أكبر قبيلتين هما الدنكا والنوير. كانت ميليشيا الجيش الابيض وتتألف من شبان من قبيلة النوير قد انحازت فيما مضى لريك مشار نائب رئيس جنوب السودان السابق المنتمي لنفس القبيلة وتتهمه الحكومة بإشعال فتيل الصراع. ويعرف الجيش الأبيض بهذا الإسم نسبة الى الرماد الناتج عن حرق روث الابقار والذي يغطي به الشبان أجسادهم لحمايتها من الحشرات ويتسلحون بالبنادق والمناجل والعصي. ونفى متحدث باسم حكومة ولاية الوحدة في جنوب السودان -وتسيطر عليها الآن القوات الموالية لمشار- امس الاحد سيطرة نائب الرئيس السابق على مقاتلي الجيش الابيض مما يزيد احتمال أن يمتد العنف خارج نطاق سيطرة الزعماء العرقيين المعروفين على مستوى العالم. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير بالهاتف من جوبا على بعد 190 كيلومترا جنوبي بور إن مقاتلي ميليشيا الجيش الابيض "ليسوا بعيدين عن بور لذا فإن الهجوم وشيك". وقال وزير الاعلام مايكل ماكوي لرويترز إن المدنيين فروا من البلدة وعبروا النيل الابيض في طريقهم الى منطقة المستنقعات. كانت ميليشيات من النوير قد ارتكبت مذابح ضد الدنكا في بور خلال موجة من الاقتتال العرقي عام 1991. ووضعت أعمال العنف الأخيرة جنوب السودان أحد اكبر متلقي المساعدات على مستوى العالم في مواجهة اكبر ازمة منذ استقلاله عن السودان عام 2011. وسارعت القوى الغربية ودول الجوار الى محاولة القضاء على الاضطرابات خوفا من أن يمتد نطاق الصراع عبر الحدود غير المحكمة ليزعزع استقرار شرق افريقيا الهش. ودعا جيران جنوب السودان الفصائل المتحاربة الى إلقاء السلاح وبدء محادثات سلام بحلول 31 ديسمبر كانون الاول. ووصل وزير خارجية اثيوبيا تادروس ادهانوم ورئيس اوغندا يوويري موسيفيني الى جوبا اليوم الاثنين لمواصلة الضغط. وقال موسيفيني إن دول شرق افريقيا ستضطر لدحر مشار اذا رفض عرض حكومة جوبا بوقف إطلاق النار. وقال للصحفيين في جوبا "أمهلنا (دول المنطقة) ريك مشار اربعة ايام للرد واذا لم يرد فسنضطر الى أن نذهب اليه جميعا هذا هو ما اتفقنا عليه في نيروبي." ولدى سؤاله عما يعنيه هذا اجاب موسيفيني "لننزل به الهزيمة". وقال رئيس بلدية بور نيال ماجاك نيال إنه يحث المدنيين على الفرار من بور عاصمة ولاية جونقلي التي تقع الى الشمال من جوبا مع اقتراب ميليشيا الجيش الابيض. وقال نيال لرويترز من بور "هاجموا قرية ماثيانج وقتلوا المدنيين وأحرقوا منازل المدنيين. إنهم يذبحون المدنيين." وتقع ماثيانج على بعد 29 كيلومترا من بور. وأفادت تقارير بزحف الميليشيا عبر طوابير في مناطق نائية يتعذر دخولها على الصحفيين ويصعب التحقق من الأعداد او التحركات من مصدر مستقل. وقال اقوير إن وحدة استطلاع صغيرة من جيش جنوب السودان اشتبكت مع ميليشيا الجيش الابيض ليل الاحد. وحاول زعماء قبليون مطلع الاسبوع إقناع الكثير من شباب النوير بالتراجع لكن مسؤولين قالوا إن نحو خمسة آلاف رفضوا العودة. وقال ماكوي لرويترز "الناس في بور خائفون" وأضاف "بعضهم اتجهوا الى المستنقعات وتعبر الزوارق المزودة بالمحركات الى الضفة الاخرى من النهر (النيل الابيض) بمعدلات كبيرة." ونتيجة للاضطرابات في جنوب السودان وليبيا قفزت اسعار النفط الى 113 دولارا للبرميل.