قبل ثلاث سنوات من ارتكاب جرائم القتل في تولوز بجنوب فرنسا، كتب الشاب الفرنسي محمد مراح لشقيقه عام 2009 "عند خروجي من السجن اعرف تماما ما يتحتم علي القيام به"، في رسائل تشهد على نزوعه الى التشدد الديني يتضرع فيها الى الله ان "ينصره على الكفار". وتكشف هذه الرسائل التي كتبها وهو في السجن وعثر عليها المحققون في منزل عبد القادر شقيق محمد مراح، ان الشاب ارتبط في تلك الفترة بقادة سلفيين من بينهم قادة شبكة ارتيغا، باسم البلدة الفرنسية حيث تم تفكيكها، والتي كانت تجند طالبي جهاد لارسالهم الى العراق. وقتل محمد مراح في 22 اذار/مارس 2012 بنيران وحدة تدخل من قوات الشرطة بعدما قتل سبعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال بين 11 و19 اذار/مارس. ولطالما اكد شقيقه عبد القادر المعتقل وهو الوحيد الذي وجهت اليه التهمة رسميا في هذه القضية، انه كان متخاصما مع محمد منذ فترة طويلة ولم يتصالح معه الا قبل اسبوع من مقتله. وبحسب عبد القادر، فان محمد مراح جنح الى التشدد من تلقاء نفسه في السجن. غير ان رسائل محمد الى شقيقه والتي كان يختتمها بتوقيع "شقيقك الصغير" تشهد على عكس ذلك على تواصل وثيق وقديم مع عبد القادر الذي زاره في سجن تولوز واشرف حتى على تنظيم اذون الزيارات له. وتوجه محمد الى عبد القادر ايضا حين اراد استصدار جواز سفر للتوجه الى افغانستان وباكستان وليطلب منه ان يرسل له 51 قرصا مدمجا حول الاسلام وصورا لمكة المكرمة. وفي رسالة بتاريخ 3 شباط/فبراير 2009 اطلعت عليها وكالة فرانس برس يقول مراح لشقيقه ان ايمانه بالله "رب العالمين" ترسخ في السجن. ويحذر في هذه الرسالة من انه عند خروجه من السجن "يعرف بالتحديد ما يجب عليه القيام به" داعيا الله ان "ينصره على الكفار". وقال احد المحققين ان الرسالة "تكشف عن عملية جنوح محمد مراح الى التطرف في السجن" وتعبر عن "شعوره العميق بالظلم اثر الحكم عليه بالسجن 37 شهرا مع النفاذ للقيادة بلا رخصة ولادانته بسرقة حقيبة يد". وياخذ محمد مراح على "اشقائه في الدين" عدم دعم "شقيقهم في محنته". وفي رسالة اخرى بتاريخ 8 نيسان/ابريل يبدي قلقه على مصير احد "اشقائه" في الدين واوضح المحقق ان الشخص المعني "قد يكون فابيان كلان المعروف باسم عمر وهو من تولوز" وقد ادين في تموز/يوليو 2009 في باريس مع سبعة اعضاء اخرين من شبكة ارتيغا. وكان عبد القادر مراح اعتقل مع المجموعة غير انه اطلق سراحه فيما بعد. وبحسب عبد الغني مراح الشقيق الاكبر لمحمد وعبد القادر والذي قطع صلاته مع العائلة، فان عبد القادر الذي اعتنق السلفية بعد رحلة الى مصر عام 2006، هو الذي دفع محمد الى التطرف اثناء وجوده في السجن. وقال عبد الغني للمحققين "لاحظت فور خروجه من السجن انه توقف عن ارتكاب الجنح واعتنق العقيدة السلفية. وشقيقي لعب دورا في ذلك". وهو يتهم اوليفييه كوريل قائد شبكة ارتيغا بانه كان "على علم بكل ما يقوم به محمد" وانه "كان يعرف بنواياه" ويؤكد ان اوليفييه كوريل هو الذي اشرف على عقد قران محمد بحسب الشرع الاسلامي. واكد الامين العام للنقابة الوطنية للسجون الفرنسية ارتباط مراح بفابيان كلان. وقال جيمي ديليست في وثائقي بثته قناة فرانس 3 مساء الاربعاء انه في ايلول/سبتمبر 2009 بعد قليل على خروج مراح من السجن ضبطت اجهزة السجن رسالة من كلان الى محمد مراح. واضاف ان الرسالة سلمت الى مديرية مكافحة التجسس التي وجهت اليها انتقادات شديدة منذ بدء التحقيق لاخفاقاتها. وفتحت النيابة العامة في باريس تحقيقا بحقها اثر شكاوى قدمتها عائلة احد ضحايا مراح ضد الجهاز.