ستظل الرواية العالمية «الكونت دى مونت كريستو» للفرنسى أليكسندر دوما الأب، مصدر إلهام للعديد من المبدعين، وآخرها مسلسل عربى يعرض حاليا ويوميا على قناة إم.بى.سى، وهو إبداع جديد يشرف عليه المخرج السورى حاتم على. منجم من الألماس لا ينضب لصياغة أعمال جديدة باستمرار، وشاهدناه فى معالجات فى السينما المصرية مثل شخصية حسن الهلالى التى يستخدم الكثيرون جملها الشهيرة، وعرفناها فى"أمير الانتقام"إنتاج 1950 وبطولة أنور وجدى وإخراج هنرى بركات، ثم"أمير الدهاء" بطولة فريد شوقى و"دائرة الانتقام" بطولة نور الشريف، وها هو مسلسل"المنتقم"بطولة الممثل المصرى عمرو يوسف فى إعادة متميزة للعمل الذى تم تناوله مرارا وتكرار فى أعمال غربية وشرقية، لكنها تحظى بثقل خاص هذه المرة، لأنها تتناول أحداث الوقت الراهن، فتدور حول الفساد الذي عاشت فيه مصر منذ عدة عقود وحتى قيام ثورة “25 يناير"، كما أن الإنتاج أشبه بالدراما التركية من حيث الإبهار ويدور جزء من أحداثه فى إفريقيا. فالرواية تحتوى على كل الثراء المحبب للقراء والمشاهدين من حب وثورة وثأر وصراع سياسى ومشاعر إنسانية شريرة وأخرى نبيلة، وهى تحكى فى الأصل الأدبى عن أحداث جرت فى مارسيليا عن البطل دانتيس الشاب المحبوب الذى يحظى بمنصب كبير على السفينة التى تحمل اسم"الفرعون" ويوشك على الزواج من خطيبته الرائعة مرسيدس، لكن الحسد يدفع بعضاً من حوله للتآمر عليه، فيتهم بموالاته لنابليون ضد الملك الجديد، لذا يوضع فى سجن رهيب، ويتعرف فيه إلى رجل عجوز يعلمه أشياء كثيرة ويتمكن من الهروب بمعجزة بل ويعثر على كنز يجعل منه شخصية مرموقة فى المجتمع، فيقرر التخفى وراء هوية جديدة ويسعى للانتقام ممن آذوه! هذا الحلم ربما يداعب الكثيرين، خصوصا لو تعرضوا للظلم، فالذى يعانى إحباطات أو يشعر بضعفه يتمنى لو بدأ حياته من جديد أو لو لقن درسا قاسيا لمن سببوا له الألم، لذا فهذه القصة تحظى بمكانة فى قلوب الرومانسيين أصحاب العاطفة المفرطة. وفى الفترة الماضية وقبيل اندلاع الثورات العربية بدأت بعض القنوات العربية المتخصصة فى الأفلام الأجنبية فى عرض “ثاء من ثأر" الذى يبدو متأثرا بالرواية الشهيرة، ويعرض فى سياقه أجزاء من الفيلم القديم لكنه يتطور بشكل آخر أكثر وطنية، وهو من إنتاج 2006 بطولة الأسترالى هوجو ويفنج.هذا الفيلم لم نعرف عنه الكثير وقت عرضه فى دور السينما آنذاك، لكنه حقق شهرة كبيرة عند عرضه بشكل مكثف، ولفت الأنظار لجرأته لأنه كما لو كان يصف الأوضاع فى عالمنا العربى بكل دقة..فهذا الشخص المنتقم اسمه"ثاء"أو"فى"وهو حرف ورقم لاتينى فى آن واحد، وتبدأ به كلمة «Vendetta » بالإنجليزية أى الثأر, ويرمز لرقم خمسة أيضا وهو رقم زنزانته وإلى اليوم الذى ينتظره وهو الخامس من نوفمبر ليفجر البرلمان البريطانى فى حقبة فاشية مستقبلية!