تعمل القاهرة على مدار 6 أشهر على استضافة اجتماعات عسكرية ليبية بين ممثلين للقيادة العامة للجيش الليبى، وعدد من العسكريين بالمنطقة الغربية ومن مدينة مصراتة، أملاً فى الوصول إلى صيغة توافقية لانضمام باقى أفراد وضباط القوات المسلحة الليبية تحت قيادة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبى. وشهدت الاجتماعات مراحل مختلفة لتصل لاجتماعات عسكرية ليبية - ليبية مباشرة، وعلمت "الأهرام العربى" من مصادر خاصة أن ملامح التوافق قد اكتملت فيما يخص الوضع التراتبى للأقدمية العسكرية وأن جميع الأطراف العسكرية وافقت على العمل تحت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، والجميع على أرضية مشتركة بتوحيد الجيش الليبى وأهدافه بحماية الحدود ومحاربة الإرهاب، وإنهاء حالة الميليشيات المسلحة خارج نطاق الجيش، وليبيا دولة واحدة غير قابلة للتقسيم، والاقرار على مدنية الدولة والتداول السلمى للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع.
فى حين صرح المتحدث الرسمى للجيش الليبى العميد أحمد المسمارى فى مؤتمر صحفى قبل السفر للقاهرة بأن العاصمة الليبية طرابلس جاهزة لاستقبال القوات المسلحة، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع التحدث عن المنطقة الغربية الآن «لأنها منطقة عمليات».
وأضاف: «لا يمكن أن تكون ليبيا دولة آمنة إلا من خلال القوات المسلحة العربية الليبية، ونحن قادرون لأننا نريد دولة يحترمها الجميع». وأشار المسمارى إلى «أن هناك تنسيقًا مع مصر بخصوص الحدود الليبية المشتركة لتفادى عمليات تهريب الدواعش والأسلحة، مؤكدًا أن الحدود مع مصر منطقة كثبان رملية ويُسهل تهريب السلاح والدواعش والمخدرات عبر المعابر فيها.
وبعد انتهاء اليوم الأول من الاجتماعات العسكرية التى تستضيفها القاهرة، صرح المتحدث الرسمى للقوات المسلحة الليبية بأن هذه الجولة تعد الثالثة لمباحثات توحيد المؤسسة العسكرية انتهت بتشكيل لجان فرعية، تتولى مهام معينة تعكف على دراستها.
وستبدأ اللجان عملها ووضع اللمسات الأخيرة من الناحية المالية والقانونية لجمع شتات المؤسسة العسكرية وتوحيد الإدارات وإعداد الهيكل التنظيمي، وتكوين مجلس أو هيئة عسكرية موحدة تضم جميع منتسبى القوات المسلحة بعيدًا عن السياسة ومخرجاتها.
ورغم نشر صورة لأعضاء وفد الجيش الليبى قبل سفره للقاهرة، فإنه حتى الآن لم يتم الإفصاح رسمياً عن الأسماء المشاركة بالاجتماعات، والاكتفاء بالتصريح أن عدد الضباط من جانب الجيش الليبى 20 ضابطا برتب قيادية. فى حين نشرت بعض وسائل الإعلام الليبية كشف ضم 17 ضابطا تم تكليفهم بقرار رسمى من رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق المهندس فايز السراج لحضور اجتماعات القاهرة من المنطقة الغربية.
وعلمت "الأهرام العربى" من مصادر عسكرية ليبية مشاركة بالاجتماع، أن توحيد الجيش الليبى قد بدأ بالفعل وفعّل عمل اللجان العسكرية التى سميت، وتم تشكيلها تحت قيادة المشير خليفة حفتر قائداً عاماً للقوات المسلحة الليبية، والجميع أقر حتمية تطهير العاصمة من الميليشيات المسلحة وسيطرة الجيش على كامل البلاد والاستمرار فى محاربة الجماعات الإرهابية .