أكد السفير راشد بن عبد الرحمن آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن البحرين لها باع كبير في حماية التراث العربي والوطني التطوعي وتبنى العمل الخيري ودعم المؤسسات الخيرية، مشيرا إلى أن جائزة الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة أصبحت أحد أهم الجوائز العربية لخدمة الإنسانية التي تقدمها جمعية الكلمة الطيبة والتي تعكس وتؤكد أهمية دعم قيم الولاء والانتماء للشباب، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر سفارة البحرين بالقاهرة للإعلان عن تفاصيل احتفالية تكريم رواد العمل العربي التطوعي المزمع عقدها في الجامعة العربية غدا، وعلى هامش المؤتمر أجرت مجلة «الأهرام العربى» حواراً مع السفير البحرينى الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة والى نص الحوار : ما تقييمكم لقرار جامعة الدول العربية احتضان حفل جائزة سمو الشيخ عيسى بن على للعمل التطوعى؟ بداية أود الإشارة إلى أن العمل التطوعى يدل على مدى رقى وتقدم الأمم والشعوب، ومملكة البحرين لها باع طويل وتراث حافل وممتد فى العمل التطوعى والإنسانى كسمة راسخة تميز المملكة دون تفرقة أو تمييز. فالبحرين قيادة وشعبا بلد الخير وأهلها دائما أهل الجود والبر. ودأبت مملكة البحرين بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ودعم من صاحب السمو الملكى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على رعاية وتبنى وتشجيع مبادرات العمل الخيرى والتطوعى بكل السبل المتاحة، ودعم المؤسسات الخيرية والإنسانية داخل وخارج المملكة. وفى هذا الصدد يشكل إنشاء المؤسسة الخيرية الملكية، وجائزة عيسى لخدمة الإنسانية محطات رئيسية فى هذا الشأن. وتأتى جائزة سمو الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة للعمل التطوعى والتى تنظمها جمعية الكلمة الطيبة بالتعاون مع الاتحاد العربى للتطوع، لتمثل إضافة نوعية لتكريس القيم الإنسانية النبيلة فى المجتمعات العربية، ومبادرة حيوية من أجل تحفيزها على بذل المزيد من العطاء الإنسانى. لذلك فإن قرار جامعة الدول العربية باحتضان النسخة السابعة من الجائزة، يأتى تقديرا من الجامعة للدور الريادى لمملكة البحرين فى دعم العمل التطوعى على مختلف المستويات. ما المردود الإيجابى الذى سيعود على العمل التطوعى على المستويين الخليجى والعربى؟ لم يأت قرار الجامعة العربية باحتضان الجائزة من فراغ أو مجاملة، وإنما يمثل تكريما لهذه المبادرة الرائدة، والسعى إلى تعميم أثرها الإيجابى لجميع المجتمعات العربية باعتبارها تقدم القدوة والمثل. وعلى مدار السنوات الماضية، نجحت الجائزة فى أن تتبوأ مكانة مرموقة، وباتت إحدى أهم جوائز العمل التطوعى على المستويين الخليجى والعربى، بفضل الرعاية الكريمة من سمو الشيخ عيسى بن على. وهى تعكس جملة من القيم والحوافز المتميزة فهى تؤكد على أهمية قيم الولاء والانتماء خاصة لدى الشباب، والمساهمة فى توجيه الطاقات الشبابية الخليجية والعربية لخدمة مجتمعاتهم، ونشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعى باعتبارها جزءا لا يتجزأ من ثقافة المجتمع الخليجى والعربى. وهناك أيضا تحفيز المبادرات الخلاقة والتجارب التطوعية الواعدة فى العالم العربى، من خلال تسليط الضوء على النماذج المشرفة من قيادات العمل التطوعى وقصص النجاح الملهمة. وفى الوقت ذاته، فإن تكريم رواد العمل التطوعى فى العالم العربى ووضع خبراتهم ومشاريعهم فى بؤرة الضوء يسهم بلاشك فى التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمعات الخليجية والعربية. كيف يمكن استثمار هذه الجائزة لما تقدمه مملكة البحرين من دعم ومساندة للبرامج والمشروعات التطوعية؟ وضعت جائزة سمو الشيخ عيسى بن على للعمل التطوعى بصمات واضحة وملموسة فى تطوير العمل التطوعى فى مملكة البحرين والعالم العربى، نظرا لأن غاياتها مرتبطة بشكل وثيق مع الأهداف والبرامج الإنمائية لحكومة المملكة فى إطار المشروع الإصلاحى الشامل لجلالة عاهل البلاد المفدى ورؤية البحرين 2030، وتعزيز مبدأ الشراكة الفاعلة مع المؤسسات التطوعية. والمؤكد أن الجائزة تعتبر ركيزة مهمة لتحقيق الأمن الاجتماعى، والمسئولية المجتمعية، وتضافر الجهود التطوعية الجادة، كما أنها علامة مضيئة فى تحفيز العمل التطوعى، وإيجاد القاعدة الراسخة له من مختلف شرائح المجتمع. ويدعم ذلك مبادرات الشباب التى تعزز من قيم التكافل فى المجتمع وتكرس طاقاتهم فى خدمة أوطانهم، واقتبس هنا قول صاحب السمو الملكى رئيس الوزراء حفظه الله بأن الشباب البحرينى دائما ما يكون فى مقدمة ركب التحضر بما فيها العمل التطوعى الذى يستند على القيم والمبادىء السامية التى حث عليها ديننا الإسلامى الحنيف. هل يمكن الاستفادة من الخبرات العربية ممثلة فى جامعة الدول العربية فى تطوير العمل التطوعى خاصة أن البحرين تترأس الاتحاد العربى للتطوع؟ تعمل جامعة الدول العربية على توسيع التعاون والتنسق مع المنظمات العربية غير الحكومية بغية إيجاد شراكة تقوم على أسس مؤسسية سليمة، وتهدف إلى وضع إستراتيجية عربية للشراكة مع منظمات المجتمع المدنى. وهناك إدارة بالجامعة تعنى بشئون المجتمع المدنى. وتتمتع الجامعة العربية بخبرات واسعة فى مجال العمل التطوعى، فيما تأتى مملكة البحرين التى تترأس الاتحاد العربى للتطوع فى صدارة دول منطقة الشرق الأوسط، حيث جاءت المملكة فى المرتبة الأولى عربيا و13 عالميا حسب «مؤشر العطاء» الصادر عن مؤسسة المساعدات الخيرية الدولية، وكذلك تخطت الجهود الرسمية والأهلية حدود البحرين إلى العالمية.. وعليه هناك نقاط التقاء كثيرة مع الجامعة العربية فى مجالات تبادل الخبرات، واستضافة الفاعليات المتنوعة للالتقاء بالعمل الخيرى والتطوعى إلى أفاق رحبة خاصة فيما يتعلق بتعزيز القدرات المؤسسية وتوعية المجتمعات العربية، وبناء آليات حديثة للشراكة، بما يصب فى تعزيز وازدهار العمل العربى المشترك بمفهومه الشامل. سعادتكم مندوب البحرين لدى جامعة الدول العربية، بالتأكيد كانت لكم جهود بارزة فى الوصول إلى هذا القرار، هل لنا أن نعرف ما هى الترتيبات التى تم الاتفاق عليها مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن حفل الجائزة، وهل سيشهد الحفل حضور الأمين العام للجامعة العربية؟ يقينا أى جهد يبذل فى هذا الإطار يظل ضئيلا أمام الهدف الأسمى لهذا العمل النبيل الذى يعبر بحق عن روح وتحضر مملكة البحرين، ويعكس دورها الريادى والإنسانى على كافة المستويات. لقد أصبحت جائزة سمو الشيخ عيسى بن على للعمل التطوعى حدثا عربيا بامتياز وهناك اهتمام كبير من الجامعة العربية بهذا الأمر، وجارى اتخاذ الترتيبات اللازمة للخروج بهذه المناسبة بما يليق بها اسما ومكانة وغاية. وأود التنويه هنا إلى مناسبات سابقة من التعاون المثمر مع الجامعة العربية، ومن بينها تكريم الجمعية المصرية للعمل التطوعى سمو الشيخ عيسى بن على آل خليفة عن جهوده فى تنمية العمل العربى التطوعى قبل نحو عامين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة برعاية الأمين العام للجامعة. وبالتأكيد فإن معالى الأمين العام للجامعة العربية سيكون على رأس المشاركين فى هذه الفعالية العربية المهمة التى نفتخر ونعتز بها.