في محاولة لنزع فتيل الأزمة ومد جسورالود مع تركيا, أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن أنقرة لن تصبح عدوا لإسرائيل مشددا علي أن الخلاف بين بلاده وتركيا حول غزة سيمر في نهاية المطاف ولن يتحول الي عداوة وانه ينبغي عدم البكاء علي اللبن المسكوب. ورغم تجديد أسفه لفقدان الأرواح في الغارة العسكرية الإسرائيلية الدموية علي سفينة المساعدات التركية لغزة( مرمرة) العام الماضي الا ان باراك جدد رفض تقديم اعتذار قائلا أن بلاده لا تعتذر عن استخدام القوة. وقال باراك لراديو اسرائيل ستمر هذه الموجة في نهاية الامر. نحن ندرك الحقيقة وهم يدركون الحقيقة... نحن الدولتان الأكثر أهمية للغرب في المنطقة...أنا واثق من قدرتنا علي تجاوز هذا( الخلاف).مؤكدا أن التحقيق الذي أمر به بأن كي مون الامين العام للامم المتحدة برأ الحصار الاسرائيلي وتوقع أن تؤدي الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط الي تقارب اسرائيل مجددا مع تركيا حليفتها القديمة. إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو كانت أكثر تحديا علي الرغم من لمسة الاحترام والود التي حملتها تجاه تركيا, فقد وصف القوات البحرية الاسرائيلية بأنها واحدة من الذراعين الطويلتين الاستراتيجيتين لإسرائيل وذلك بعد يوم واحد من إعلان تركيا قطع العلاقات التجارية في المجال العسكري وعزمها إرسال سفنها الحربية للقيام بدوريات في شرق البحر المتوسط. واضاف في الأيام القليلة الماضية شهدنا تصاعدا في التوتر مع تركيا ولم يكن ذلك خيارنا وليس خيارنا اليوم. نحن نحترم الشعب التركي وتراثه ونريد بالتأكيد تحسين العلاقات. وأوضح نيتانياهو- في حفل تخريج دفعة من ضباط البحرية- البحرية واحدة من الذراعين الطويلتين لقوات الدفاع الاسرائيلية وهي ذراع طويلة وقوية للغاية. أما الذراع الثانية التي كان يشير اليها في خطابه في قاعدة بحرية بمدينة حيفا في شمال اسرائيل فهي القوات الجوية. ومن جانبه أعلن وزير الاقتصاد التركي ظفر تشغليان أن أنقرة قررت سحب مستشارها التجاري العام من تل أبيب مؤكدا استمرار العلاقات التجارية مع إسرائيل. وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان هدد بارسال سفن حربية الي مياه البحر المتوسط حيث تنشط البحرية الاسرائيلية الأمر الذي اثار المخاوف من احتمال وقوع مواجهة بحرية بين الدولتين. وفي الوقت ذاته, أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحاق آهرونوفيتش أن كرامة إسرائيل الوطنية تعد أمرا مهما, ولكن المصالح بين الدول هي أكثر أهمية من ذلك, مؤكدا أنه علي إسرائيل وتركيا الارتقاء فوق مشكلة الكرامة الوطنية, والاهتمام بمصالحهما.وأضاف أنه رغم ذلك فإن إسرائيل تدعم جنود جيشها الذين اعتدي عليهم أفراد كانوا علي سفينة مرمرة التركية العام الماضي.