محمد فتحي : سمي العرب مجموعة السفن أسطولا وهو لفظ يوناني عربوه ويلقي الضوء علي هذا القطاع في الجيش الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة قائلا: اسطولوا لفظ يقال للجندي الذي يعمل في البحر ويركب الأسطول ومن المعلوم أن المسلمين لم يهتموا بركوب البحر والقتال علي صفحته إلا بعدما احتلوا بلاد الشام ومصر, إذ كانت هذه البلاد عرضة لهجوم سفن البيزنطيين بصورة مستمرة فكان عليهم أن يقابلوا العدوان بالمثل ولزم الأمر أن يحافظوا علي سواحل هذين القطرين علي البحرين الأبيض والمتوسط. وهذا ما نادي به معاوية بن أبي سفيان حين كان واليا علي الشام في خلافة عمر بن الخطاب حيث كتب إلي الخليفة يستأذنه في ذلك فأبي فألح عليه ورغبه في الكسب فكتب الخليفة إلي والي مصر عمرو بن العاص يطلب منه أن يصف البحر فأجاب الأخير برسالة سلبية عن البحر فقال الخليفة: والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا. وأضاف أنه لما آلت الخلافة إلي عثمان بن عفان أعاد معاوية الكره واستأذنه في غزو جزيرة قبرص فأذن له سنة27 هجرية علي أن يكون ركوبه اختياريا وفي سنة28 أقل من عكا اسطولا رافقه من مصر أسطول آخر وتم فتح قبرص وصولح أهلها علي دفع الجزية السنوية, و في عهد عثمان هاجم ملك الروم قسطنطين بن هرقل سواحل مصر بألف سفينة يريد استرداد قبرص من يد المسلمين فكانت المواجهة بمائتي سفينة, وتغلب المسلمون في هذه المعركة التي عرفت بذات الصواري سنة34 ه فزاد هذا النصر من معنوية المسلمين وحببهم في ركوب البحر وأوحت لهم بفكرة بناء الأسطول الكبير تكون له السيادة علي البحر المتوسط. وأوضح أن الامويين سيطروا علي المتوسط وملكوا معظم جزره وهددوا القسطنطينية ذاتها وحاصروها مرات عديدة, ويقال إن الأسطول في عهد معاوية بن أبي سفيان قد بلغ1700 قطعة وازدادت قوة البحرية الإسلامية في العصر العباسي, واستمدت سيادتهم علي البحر المتوسط وقاموا بغزو سواحل الهند سنة159 ه وكذلك اهتم حكام الولايات المستقلة عن الدولة العباسية في عصرها الثاني بالقوة البحرية فكانت لمصر والمغرب والشام والأندلس أساطيلهم القوية في مياه المتوسط, وقد قام المسلمون بترتيب الشواتي والصوائف لغزو الروم بحرا ورصدوا قواتهم المرابطة في الثغور الإسلامية, وهي المدن المتاخمة لبلاد العدو, وقد أقام حكام المسلمين مصانع علي سواحل البحر المتوسط وشواطئه لبناء السفن, وكانت أهم هذه المصانع في عكا وصور وطرابلس وحيفا من بلاد الشام.