حركة المحافظين الأخيرة, إعادت إلينا ذكريات الرفض القاطع الذي حدث من أهالي قنا الذين سيطرت عليهم النزعة الطائفية وظهرت في هتافاتهم ضد ميخائيل عدو الله لا لشيء إلا لأنه مسيحي في الحركة السابقة, ونجاحهم في ايقاف تعيين المحافظ الكافر من وجهة نظرهم, وهذا الوضع أثار الكثير من البلبلة آنذاك, فالبعض يري أن رئيس الوزراء أخطأ في اختيار محافظ مسيحي لقنا للمرة الثانية, وقالوا كان المفروض أن يتم تعيين أكثر من محافظ مسيحي بحيث لا يكون بينهم محافظ لقنا, وأن ذلك كان سيمنع حدوث ما حدث في قنا. ورغم أن أساليب الرفض كانت لا يقبلها أي دين ولا عقل ولا منطق, إلا أن رئيس الوزراء استجاب وعلق تعيين المحافظ المسيحي الوحيد علي أمل معالجة الأمر, وجاءت الحركة الاخيرة لتؤكد استمرار استبعاد المسيحيين من المناصب العليا ومنها المحافظ بدليل أنها لا تتضمن أي محافظ مسيحي, الأمر الذي يؤكد تأثير أصحاب الاتجاهات المتطرفة علي عملية صنع القرار, وعدم النظر حتي لمطالب وآراء المستنيرين من الأخوة المسلمين الذين يدعون إلي محاربة مخربي العلاقات بين جموع المصريين. والسؤال الآن للدكتور عصام شرف الرجل دمث الأخلاق والذي لا خلاف علي وطنيته.. لماذا خلت قائمة المحافظين من أي مسيحي؟ هل هذا تكريس لفكرة تهميش هذه الفئة؟ أم تجنبا لهياج الرافضين للآخر, أم لعدم صلاحية أي مسيحي لهذا المنصب؟ كان من المفروض تعيين أكثر من محافظ مسيحي في الحركة الأخيرة, لكي نثبت للعالم كله أنه لا فرق بين المصريين علي أساس العرق أو الدين أو غير ذلك, وأن الكفاءة هي المعيار الوحيد لتولي هذه المناصب خاصة بعد قيام الثورة ومحاولة إصلاح وتغيير التراكمات القديمة التي هوت بمصر إلي منعطف خطير, وجعلت المسيحيين المصريين فريسة للإحباط رغم أنهم قوة فاعلة في هذا الوطن ويعشقون مصر بلدهم من شعر رؤوسهم حتي أظافرهم, ويعملونه في كل موقع بوجدون فيه بكفاءة واخلاص ومحبة للجميع, وهذه صفات يعرفها الجميع عنهم, وعمار يا مصر.