المخلفات بجميع انواعها بما في ذلك القمامة قد تشكل نعمة او نقمة في نفس الوقت, فأذا امكن تحويلها إلي مواد مفيدة, فأنها تصبح بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد الأول هو الفائدة العملية والثاني هو التخلص منها ومن اضرارها البيئية. فبعد أن أصبحت مشكلة مخلفات البناء تؤرق المجتمع لما تسببه من تشوهات جمالية وتلوث للبيئة المصرية, حتي كادت لا تخلو محافظة من تلك الظاهرة, حيث نجد سيارة تحمل اطنانا من المخلفات البنائية لتلقي بها خلسة لتشوه العديد من الطرق.. وقد لا يدرك قائدها أن هذه المخلفات بمثابة مواد خام لصناعة واعدة لا تحتاج لكثير من المال بل علي العكس لها مردود بيئي وصحي واقتصادي عال خاصة لصغار المستثمرين من الشباب.. هذا ما أكده الدكتور اسماعيل عثمان رئيس جمعية مؤسسات الأعمال للحفاظ علي البيئة في الندوة التي أعدتها الجمعية تحت شعار اعادة تدوير الخرسانة واستخدام منتجاتها في العمارة الخضراء. حيث أشار إلي أن عملية تدوير مخلفات المباني واستخدامها في البناء مرة أخري تنتشر في العالم بغرض الحفاظ علي الموارد الطبيعية وعدم الاسراف, وأضاف ان مشروع العمارة الخضراء الذي تتبناه الجمعية ويسعي الي التركيز علي اعادة تدوير المواد الخرسانية في انشاء المباني صديقة للبيئة, فالانسان يستخدم03 مليون طن سنويا وقد بدأ الاتجاه الآن للجوء للخرسانة المعاد استخدامها والتي يمكن الاستفادة من04% منها ويشير د.علاء عز أمين عام الجمعية والغرف التجارية انه توجد مشاريع عدة في العمارة الخضراء تهدف إلي تحديد طبيعة المواد المستخدمة في البناء بحيث تكون صديقة للبيئة وليس تقنية تكنولوجية فقط بل مواد بناء تدخل في تكوين المبني لما يوفره من طاقة خلال مواد العزل والبناء للمبني. واشار المهندس محمد كمال المدير التنفيذي للجمعية والمشروع أن العمارة الخضراء هي العمارة المستدامة بغرض التخلص من التأثيرات السلبية للمباني كتخطيط الموقع والاستعمال الآمن للمياه وأيضا تحسين استخدام الطاقة وتطبيق استخدام الطاقة المتجددة, كما اشار إلي أن اعادة تدوير الخرسانة هي اعادة لاستخدام المخلفات او انتاج مواد أخري منها, فالخرسانة تحتوي علي6% من الهواء و11% من الاسمنت و14% من الحصي والزلط و62% من الرمل ففي دولة مثل روسيا تم صناعة رخام خرساني من تلك المخلفات, وفي الكويت بدأ الاتجاه لانشاء الطرق من مخلفات الخرسانة التي أعيد استخدامها وكذلك في امريكا والبرازيل, وفي دولة مثل الصين تم صناعة طوب عالي الجودة منها وبأسعار منخفضة وبدون ضرائب تجارية عليها لتشجيع صناعة تدوير مخلفات البناء, كما انتشرت هذه الصناعة في قطر والامارات وباكستان. وتحدث المهندس محمد أبو يوسف عن تصميم ماكينة لتكسير مواد البناء المتخلفة وتم إنتاج طوب البناء بأسعار اقل من05% من السعر المتداول للطوب الطفلي والاسمنتي.. حيث اشار إلي أنه تم اجراء متابعة لنتائج هذا المشروع تحت رعاية جامعة عين شمس.