فرضت لقاءات الكلاسيكو الاسباني والأوروبي نفسها علي الشارع المصري, بل وتفوقت في الانشغال والاهتمام بها علي منافساتها في الدوري المصري, ليس عند خبراءونقاد الكرة في مصر, بل امتد ذلك إلي المشجع المصري. الذي ظهر جليا من خلال متابعاته لكل ما يقام من لقاءات أوروبية, بدليل خلو شوارع القاهرة ومختلف المحافظات من المارة والسيارات عند لقاءات برشلونة وريال مدريد. باتت هناك ظاهرة تفرض نفسها بقوة علي الساحة ليس فقط بين المتخصصين في مجال النقد الرياضي, وأيضا علي جميع المهتمين بالساحرة المستديرة.. سواء كانوا مدربين أو خبراء فنيين, بل أصبحت هناك علاقة حميمة بين الجيل الجديد من شباب الكرة في مصر والاندية الاوروبية لدرجة وصلت الي الانتماء.. فالكل بدأ يستشعر حالة الحزن التي تنتاب البعض عندما يخسر فريقه المفضل وايضا هيستيريا الفرحة والسعادة عندما يفوز.. ولم يعد الامر مقتصرا علي مجرد التشجيع فقط اثناء اللقاء.. بل امتد لجلسات نقاش وحوار حول اسباب الفوز والخسارة والتوقعات بشأن التشكيل ورؤيته حول فكر الجهاز الفني ومدي صحة خطته وايضا تغييراته. اضافة إلي اخلاء الشوارع من المارة والسيارات عند إقامة مباراة لهم في البطولات الأوروبية. وفي الحقيقة كان لابد من طرح وتناول اسباب تلك الظاهرة.. ليس فقط من الناحية الكروية ولكن ايضا من الجانب العلمي.. خاصة في ظل تضارب الاستفسارات بشأنها.. فالبعض يري انه تأتي في ظل عصر السموات المفتوحة ونقل المباريات علي الهواء بالاضافة الي التواصل بين الجيل الجديد من خلال الانترنت والفيس بوك وخلافه.. في حين ذهب البعض الاخر الي ان هذا الانتماء الفني كما وصفوه يمثل تنفيسا لهذا الجيل الباحث عن فريق يحقق معه بطولة في ظل اخفاق الاندية التي ينتمي لها في تحقيق طموحاته. ومستواها المتواضع وأزماتها التي لا تنتهي. ويري د. طه اسماعيل الخبير الكروي أن هذه الظاهرة تتماشي مع تطور العصر وفي ظل ان الدنيا كلها باتت مفتوحة علي مصراعيها من خلال وسائل الاتصالات الحديثة.. بدليل ان ثورة25 يناير قامت من خلال هذا الجانب.. واضاف انه يجب الا نغفل كثرة القنوات التليفزيونية الرياضية وتوافر المعلومات والبيانات عن نجوم كل فريق.. لدرجة انك تجد كل شاب يحفظ اسماء فريقه المفضل وايضا بعض الاندية الاخري, بل انه يتحدث في الجوانب الفنية بشكل رائع. ويقول اللواء الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة الاسبق ان ما يحدث حاليا مع مستوي الكرة المصرية الجميع يتحمل المسئولية عنه نظرا لعدم الاهتمام بالاندية الشعبية وعدم تفعيل المادة18.. لانه لابد من تمثيل فريق واحد لكل مؤسسة وافساح المجال للفرق ذات الجماهيرية.. ويقول فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش ان الفقر وضعف الامكانيات المادية السبب وراء تراجع الاندية الشعبية وبالتالي عدم ارتباط الجماهير بها في الاونة الاخيرة لانها تبحث دائما عن فرق البطولات.. ويضيف أن اللاعب يفكر دائما في التواجد ضمن الاندية الكبيرة صاحب الامكانيات والشعبية فما بالنا بالجمهور الباحث هو الاخر عن اندية البطولات. اما الخبير الكروي والمعلق محمود بكر فيعتقد ان انتماء الجماهير للاندية المصرية عصبي في حين انه فني لنظيرتها الاوروبية.. وان المشجع يذهب عادة الي الفريق الذي يلعب علي البطولة.. وان الاندية الشعبية مثل الترسانة والاوليمبي ليست كذلك بل انها في الاساس اندية هيئات وموظفين.. وان الجماهير تتجه اليها عندما تنافس علي لقب او في حالة مواجهتها لاي ازمة مثلما هو الحال الاتحاد السكندري حاليا. ويري عدلي القيعي مدير التسويق بالنادي الاهلي ان المشكلة انه جري اختزال الجماهير في الالتراس فقط.. ففي المباريات الكبيرة نجد انها تمثل جزءا فقط من الجمهور والعكس في اللقاءات الاخري.. وان هناك حاليا انتماء مزدوجا.. وبالطبع فان مستوي الفريق ونتائجه يؤكد علي مدي ارتباط المشجع.. وانه يري ان الفرق الاوروبية باتت تمثل قاسما مشتركا في الانتماء حاليا مع الأندية المحلية. ويشير هادي خشبة نجم الاهلي السابق ان الامر كله مرتبط بالمنتج.. فاذا كنا ما نقدمه شيئا محترما وقادرا علي جذب الاخرين فانهم سيتوجهون اليه فورا.. والاندية الاوروبية بما تقدمه من فنيات وقدرات رائعة في الاداء فرضت نفسها علي الجمهور المصري. واضاف انه لا يعتقد ان هذه الظاهرة ليست سيئة خاصة في ظل التطور الذي يشهده العالم علي كافة مستويات الاتصالات.. وان الموقف يحتاج فقط الي رفع مستوي وكفاءة البطولات المحلية حتي تعود الجماهير الي الانتماء بنفس الروح السابقة.