"لقد عاد الأسطورة" هكذا علقت الصحف الكتالونية على اقتحام المشجع الشهير جيمي جامب ملعب كامب نو وإجباره كريستيانو رونالدو الانحناء أمام الجميع. واقعة نزول جامب أرض كامب نو في مباراة الكلاسيكو الأخيرة مساء الثلاثاء لم تكن الأولى للمشجع الكتالوني "أبو طاقية" ولكنها أحدث حلقات مغامرات أشهر مقتحم للملاعب في العالم. فقد جاءت أشهر لقطات جامب في ملاعب كرة القدم بعدما دخل ملعب سوكر سيتي بنهائي مونديال 2010 بين إسبانيا وهولندا ووضع "الباريتينا" (قبعة محلية كتالونية شهيرة) على كأس العالم. ويحمل المشجع الإسباني جوميه ماركيه الشهير باسم جيمي جامب خليطا بين ثقافات حسن فهمي "مطرب الاستاد" وحذيفة "أبو جلابية" ولكن بطريقة أقوى وأغرب. فمن منا لا يعرف حسن فهمي المطرب الذي طالما أتحفنا بأغانيه في مدرجات مباريات التسعينات، والذي يعتبر أعرق الوجوه "مدمنة" الظهور عبر الشاشات المصرية في جميع الأحداث الرياضية والفنية والاجتماعية وحتى صلاة الجمعة! ومن يظن أن الإعلام بالغ في تداول اسم حذيفة "الراجل أبو جلابية" عقب موقعة اقتحام استاد القاهرة في مباراة الزمالك أمام الإفريقي، لا يعرف تأثير جامب على وسائل الإعلام العالمية. مجنون برشلونة ويبرر جامب أفعاله بحبه الشديد في برشلونة ورغبته في إعلاء شأن النادي في كل ملاعب العالم وهو ما تؤكده سوابقه منذ بداية اقتحاماته للملاعب في عام 2004. فقد اقتحم جامب الملعب في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2004 بين البرتغال واليونان وألقى بعلم برشلونة في وجه لويس فيجو قائد البرتغال بعدما ترك فريقه وانتقل إلى منافسه اللدود ريال مدريد وكرر جامب الأمر نفسه في مباراة الكلاسيكو عام 2005. ونزل الكتالوني المشاغب إلى ملعب أنفيلد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في العام نفسه بين ليفربول وتشيلسي للسخرية من جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي في ذلك التوقيت والذي أقصى فريقه من دور ال16 من البطولة.
جامب يركض مع النجوم وفي 2006 اقتحم جامب ملعب مدريجال في لقاء أرسنال ومضيفه فياريال بنصف نهائي دوري الأبطال وألقى بقميص برشلونة الذي يحمل القميص رقم 14 على تييري هنري قائد المدفعجية. ولم يمر سوى عام واحد حتى ارتدى هنري القميص نفسه بعدما انتقل من أرسنال إلى برشلونة. كما نزل المشجع أرض الملعب الأوليمبي بأثينا أثناء نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2007 بين ميلان وليفربول وألقى قبعته على بيبي رينا حارس الحمر ذو الأصول الكتالونية. ودخل جامب العديد من مباريات الدوري الإسباني الخاصة ببرشلونة أولها كان في سيفيليا عام 2005 وحتى راسينج سانتاندير عام 2009. واعتاد جامب تغيير شكله ليتخفى من الأمن الذي يمنع الجماهير المثيرين للمتاعب من الملاعب، فتارة يضع على رأسه شعرا مستعارا وأحيانا يرتدي نظارات كبيرة. رمز القبعة بعد الكلاسيكو الأخير هذا الموسم، خصصت الصحف الإسبانية مساحات واسعة لتغطية خبر نزول جامب إلى ملعب كامب نو ومحاولته وضع "الباريتينا" على رأس كريستيانو رونالدو وكأنه حدث يوازي تأهل برشلونة لنهائي دوري الأبطال. فجامب المولود في كتالونيا ويبلغ من العمر 35 عاما يعد الأشهر عى الإطلاق بسبب اقتحاماته المتكررة للملاعب في أكبر بطولات العالم وعلى أشهر الملاعب في كافة اللعبات بصحبة علم كاتالونيا أو قبعته الشهيرة. ويقول جامب عبر موقعه الرسمي "أسافر عبر بلدان العالم لاقتحم الملاعب وأركض بمرح لأشعر بالفخر لكوني في لقطة واحدة مع أشهر نجوم العالم" وتابع "إذا كان البعض لا يفهم طريقتي في الحياة فهو حر، ولكنني فخور بما أفعله خاصة أنني أتحمل الكثير من العناء في السفر واقتحام الملاعب".
لا يستسلم بعيدا عن الكرة ولم يتوقف نشاط جامب عند اقتحام ملاعب كرة القدم فقط، ولكنه امتد للعديد من الملاعب الأخرى بل ووصل إلى المسارح الغنائية. فقد ظهر جامب على حلبة برشلونة لسباقات السيارات (فورميلا وان) عام 2004 وهو يركض على خط بداية أثناء التجارب النهائية لسباق جائزة إسبانيا الكبرى. كما اقتحم الصالة المغطاة في برشلونة عام 2007 بمباراة كرة السلة بين النادي الكتالوني وممفيس جريزلز وألقى بعلم المقاطعة في وجهة نجم الNBA الإسباني مارك جاسول. كما دخل ملعب للرجبي في فرنسا خلال مباراة نهائي كأس العالم 2007 بين إنجلترا وجنوب إفريقيا. بل ووصل الأمر إلى قفزه في حمام سباحة سانت أندرو خلال لقاء نهائي كأس إسبانيا في كرة الماء بين سباديل وبرشلونة. ولكن أشهر لقطات جامب كانت في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان جاروس) بين روجيه فيدرر والسويدي روبن سودرلينج ووضع "طاقيته الكتالونية" على رأس النجم السويسري الشهير. وفي عام 2010 صعد جامب إلى المسرح في حفل توزيع جوائز يورو فيجن أثناء تقديم المطرب الإسباني دانيل جيجز فقرته، قبل أن يظهر في الحفل ال25 لمهرجان (خويا) للسينما عام 2011 قبل أن يضع "الباريتينا" على جائزة أفضل ممثل. شاهد لقطات لأشهر مقتحم في العالم..