أعلنت مكتبة الاسكندرية عن إقامة معرض الكتاب في أوائل ابريل المقبل. كذلك فقد شهدت الأسابيع الأخيرة أكثر من مبادرة لاقامة معارض الكتب كان من بينها معرض سور الأزبكية الذي دعي إليه شباب التحرير . ومعرض للكتاب أقامته الجامعة الأمريكية بخلاف عدد من المعارض الصغيرة التي أقامتها دور النشر, وهنا لابد وأن نسأل ماذا عن معرض القاهرة للكتاب الذي تم تأجيله أثناء ثورة يناير وهل سيتم إلغاؤه لهذا العام أم أن الأمر بمثابة توقف نهائي. صفحة دنيا الثقافة ناقشت هذا الموضوع مع بعض المثقفين وأصحاب الفكر والمهتمين بالنشر. يقول الناقد الأدبي د. ماهر شفيق فريد استاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة.. أوافق علي تأجيل إقامة معرض الكتاب حتي تستقر الأوضاع, لكن لا يمكن أن أوافق علي إلغائه هذا العام وإلا كان ذلك ارتدادا الي أحد المفاهيم الضارة التي كانت سائدة قبل ثورة 25 يناير. أعني النظر الي الثقافة علي أنها ترف ونشاط فرعي لا يمثل مكانا في سلم الأولويات وكبش الفداء دائما عن الأزمات السياسية, وكما نعلم جميعا هو صفحات الأدب والثقافة في صحافتنا وإذاعتنا وبرامج التليفزيون. لكن معرض الكتاب القادم ينبغي أن يبرأ من سلبيات المعارض السابقة: لقد تحول في بعض عهوده الي مولد صاخب تباع فيه الأطعمة ويعلو صوت أشرطة الكاسيت من أغان هابطة, بحيث لم يعد معرضا للكتاب, وغدا نجومه هم الوزراء وأصحاب المناصب فضلا عن نجوم السينما والمسرح والرياضة. ونحن بحاجة الي تجديد الوجوه التي تعودنا أن نراها كل عام وفي تصوري أن المحور الرئيسي للمعرض ينبغي أن يكون: ماالذي نريده لمصر المستقبل؟ مالدروس التي تعلمناها من الماضي القريب؟ وكيف نحافظ علي مكتسبات الثورة وعلي الوحدة الوطنية, وتفعيل الرقابة علي المسئولين وضمان ألا ينجو منحرف بانحرافه ؟ لذلك ينبغي أن تحتل قضايا التعليم من المرحلة الابتدائية حتي مرحلة الدراسات العليا مكانا بارزا من ندوات المعرض, ولاشك أن توقف المعرض من شأنه أن يضر بمكانة مصر الثقافية في العالم العربي وفي الخارج أيضا حيث إنه كان يعد بعد معرض فرانكفورت من أهم مراكز اللقاء بين الناشرين والمؤلفين والقراء, فاستمرار المعرض توكيد للحضور المصري الثقافي وتوثيق الصلة بين منتجي الثقافة ومستهلكيها وصانعيها. ويري الشاعر أحمد سويلم عضو اتحاد الكتاب وأحد المهتمين بشأن الكتاب, ان معرض الكتاب يعد فرصة سنوية جيدة لجميع الأطراف المشتركة في صناعة الكتاب, وإلغاؤه هذا العام يمثل خسارة فادحة لهذه الاطراف بنسب مختلفة, واتصور ان المعرض اكتسب شهرة دولية ممتازة ويعد من أكبر المعارض التي يعز علينا أن نخسرها, ويشير الشاعر سويلم الي ضرورة إقامة المعرض في أقرب وقت, وهذه الاقامة ستؤدي الي ضغط الخسائر الي الدرجة المحتملة. إنها فرصة لاستعادة مكانة الكتاب وسط هذا الزخم الاعلامي عن الثورية, فلابد أن يأخذ الكتاب مكانته وسط دائرة هذه الثورة لأنه الآلية الأكيدة لرصد وتسجيل هذه الثورية, ونتمني أن ينحاز الشباب الي الكتاب بجانب الوسائط الالكترونية. ولا يخفي عن الجميع ان استضافة الدول الخارجية يعمل علي استعادة الريادة التي فقدناها طويلا في مجال الثقافة والنشر. كما يعكس الوجه الحضاري القوي لمصر وكيف أنها استطاعت أن تتجاوز هذه المرحلة, وحتي يثق العالم في قدراتنا علي أحداث نهضة مجتمعية, ثقافية, اقتصادية, سياسية, اجتماعية, وعودة حقيقية للسياحة. ويقول د.محمد عبداللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب, إن تأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب كان بمثابة الصدمة, أحدثت ازعاجا شديدا وارتباكا داخل الدوائر الثقافية في مصر وسائر بلدان العالم المشاركة فيه, لكنها الظروف القاهرة التي حالت دون ذلك الحدث الثقافي الرائع, ونتمني أن تتوافر الظروف المناسبة وتستقر الأوضاع التي تسمح بإقامته. ونظرا لأهمية هذا المعرض الذي تترقبه كل الأوساط الثقافية. ولاشك أن عدم إقامة المعرض هذا العام للظروف التي نعلمها جميعا قد نتج عنه خسائر وسلبيات عديدة.