وقف الإسكندر الأكبر علي أعتاب الإسكندرية في أول دخوله, وقبل أن يخطو علي أرضها خطوة واحدة هم بعض أعوانه بتخطيط المدينة بالجير الأبيض. وحدث أن الجير نفد, فاستعانوا بالقمح لكي يكملوا تخطيط المدينة فهبط سرب من الطيور وأكل القمح, وبعد ذلك طار, فعندما شاهد الإسكندر هذا الحدث استدعي العرافين واستشارهم فيما حدث فأخبروه أن هذه المدينة سوف تصبح أقوي المدن علي مستوي البحر المتوسط وسيذاع صيتها إلي أبعد حد. كان ذلك قبالة ساحل المدينة وعلي بعد أمتار من ميدان مسلة كليوباترا, الذي عرف فيما بعد بمحطة الرمل الذي يتوسطه في شموخ تمثال الزعيم سعد زغلول المتجه نحو البحر, ولقد سطر التاريخ في نفس المكان من قبل اسطورة السيد محمد كريم زعيم المقاومة ضد الحملة الفرنسية في القرن التاسع عشر, ولم تصبح تلك البقعة من الأرض من أجمل معالم الإسكندرية فحسب, بل هي بحق مرآة ماضيها العريق وحاضرها المشرق بالثورة ببركة مسجد القائد إبراهيم بمئذنته الطويلة الرشيقة وملايين المصلين الذين يقصدونه من كل الأنحاء. ومن هنا كان هذا المكان مفتاح ثورة25 يناير2011 في قلب الفضاء التخيلي عبر الفيس بوك ومن خلال جروب كلنا خالد سعيد ذلك الفتي النحيل شاحب الوجه ذو الملامح المشوهة برتوش صنعتهاأيدي فنان التعذيب البارع حبيب العادلي, التي شوهت وجه شاب مصري غض سرعان ما تحول إلي رمز لوطن جريح.