في الوقت الذي يعكف فيه الكونجرس الامريكي علي دارسة مستقبل العلاقات العسكرية الامريكية مع مصر, تباينت وجهات نظر النواب و الخبراء السياسيين الامريكيين حول مستقبل المساعدات التي تقدمها واشنطن الي الجيش المصري. حيث اعرب بعضهم عن ضرورة استمرار المساعدات لضمان المصالح الامريكيةفي المنطقة في حين طالب البعض الآخر بوقف تلك المساعدات لما تنطوي عليه من مخاطر في حالة فشل العملية الديمقراطية في مصر. فمن جانبهم, حذر المراقبون الامريكيون للشأن المصري من أن وقف المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن الي الجيش المصري و التي تقدر ب1.3 مليار دولار سنويا, يهدد المصالح الامريكية في مصر والمتمثلة في الحفاظ علي عملية السلام وجهود مكافحة الارهاب والعبور الامن لقناة السويس. وقال اندرو اكسيم من مركز الامن الامريكي الجديد ان هناك مخاطر هائلة في حالة وقف المساعدات, وأضافعلي الاقل لابد ان نحتفظ بالعلاقات والاتصالات العسكرية المتبادلة مع مصر لاننا لانعرف مدي اهمية تلك العلاقات في المستقبل. ويخشي بعض المسئولين الأمريكيين من تكرار الخطأ الذي ارتكبته الإدراة الامريكية عندما قطعت المساعدات العسكرية لباكستان عام1979 و في التسعينيات بسبب برنامج اسلام اباد النووي, الامر الذي افقد واشنطن حليفا مهما خلال فترة هجمات11 سبتمبر. ويذكر ان مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد اسرائيل في الدول التي تحصل علي اكبر مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة. وقال اليوت ابرامز وهو مسئول بوزارة الخارجية الامريكية في عهد الرئيسين رونالد ريجان و جورج بوش في كلمة امام جلسة استماع بالكونجرس الأسبوع الماضي ان واشنطن لابد ان تستخدم تلك المساعدات كوسيلة لمنع اي تحركات غير ديمقراطية في مصر. واضافحان الوقت ان نقول للنظام المصري ان هذه المساعدات مشروطة بتحقيق الديمقراطية. وفي المقابل, قال السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي رئيس لجنة للاشراف علي المساعدات الاجنبية بالكونجرس- ان حزمة المساعدات السخية الي الجيش المصري يمكن ان تعرض للخطر في حالة عدم التزام الجيش بالعملية الانتقالية الديمقراطية. وشكك ليهي في احتمالية تخلي المؤسسة العسكرية المصرية عن نفوذها السياسي الضخم او مصالحها الاقتصادية في مصر,وقال انه يعتقد ان الجيش و مبارك وجهان لعملة واحدة,علي حد قوله.واضاففي الوقت الذي حقق فيه الشعب المصري انتصارا رائعا إلا أنني غير متأكد من ان النظام قد تغير. وفي غضون ذلك,أعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي أن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أجرت محادثات هاتفية مع عدد من كبار المسئولين الدوليين و الإقليميين لبحث المرحلة الانتقالية التي تشهدها مصر حاليا وتأثيرها علي منطقة الشرق الاوسط و غيرها من المسائل الإقليمية. وقال كراولي في رسالة علي موقع تويتر الالكتروني ان كلينتون اجرت اتصالات هاتفية مع قادة دوليين و اقليميين لتقاسم وجهات النظر بشأن اخر التطورات في مصر.و اضاف ان وزيرة الخارجية اتصلت بكل من نظرائها, الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان و اليوناني جورج باباندريو و البريطاني ويليام هيج ومسئولة الشئون الخارجية للاتحاد الاوروبي كاترن اشتون و الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الهندي اس ام كرشنا. وفي سياق متصل,أعلن رئيس مجلس النواب الامريكي جون بونير أن ادارة الرئيس باراك اوباما تعاملت مع الازمة في مصر بطريقة مناسبة, إلا انه اعرب عن دهشته بشأن عدم قدرة المخابرات الامريكية توقع ما حدث في مصر. وقال النائب الجمهوري بونير ان الادارة الامريكية تعاملت مع موقف شديد الصعوبة بأفضل ما تستطيع, مؤكدا ان الاحتجاجات في مصر و تونس و التي أدت الي اسقاط الانظمة السياسية في كلا البلدين- قد فاجأت الجميع بمن فيهم جهاز المخابرات الامريكية. وطالب بونير بمراجعة السبب في ضعف التنبؤات الامريكية بما حدث في مصر.
