كشفت جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية أن دراسة حكومية قدمت لوزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية تؤكد على ضرورة إعادة النظر في المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد أن أكدت غياب أي معايير واقعية لتقديم تلك المساعدات والتي بلغت حتى الآن أكثر من 34 مليار دولار منذ عام 1979م. وقالت الصحيفة إن الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع استجابتا لتلك الدراسة، وطلبا من الخبراء وضع معايير جديدة لتقييم أهداف المساعدات العسكرية الأمريكية في تحديث القوات المصرية. على جانب آخر، طالب توم لانتوس عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا بربط تلك المساعدات ببرنامج إصلاح سياسي وديمقراطي حقيقي لمصر. وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات العسكرية كانت تقدم لمصر بعد توقيع اتفاقية لسلام مع إسرائيل عام 1979م وكمكافأة لها على السماح بمرور السفن الأمريكية بقناة السويس بما فيها حاملات الطائرات النووية، وكذا السماح للطائرات الحربية الأمريكية بالعبور بالمجال الجوي المصري، أثناء الحرب على العراق وأفغانستان. يذكر أن عودة الحديث عن المساعدات الأمريكية يأتي دوماً في أعقاب كل انتهاك مصري لحقوق الإنسان والتراجع عن الإصلاح السياسي، لكن مصادر مطلعة قالت إن التلويح هذه المرة بقطع وخفض تلك المساعدات هو تهديد جدي من أجل الضغط على مصر ليس من أجل قضايا الإصلاح السياسي في مصر، وإنما من أجل تحقيق مصالح أمريكية خاصة.