أكدت مصادر دبلوماسية استمرار حالة التوتر في العلاقات بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية ، وفشل المحاولات المصرية المستميتة لتطويق هذه الأزمة ، التي اندلعت إثر الخلاف الذي نشب بين الجانبين خلال منتدى المستقبل في البحرين الأسبوع قبل الماضي ، مما أدى لفشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي . وأكد على استمرار حالة التوتر ، الطلب الذي تقدم به السيناتور الأمريكي عن ولاية أوهايو مايك دي بولين ، والذي طالب فيه بتحويل المعونة العسكرية الأمريكية التي تقدم لمصر سنويا وتقدر بما يقرب من مليار دولار إلى معونة مدنية . ويعزز التوتر بين البلدين ، قيام الكونجرس بوضع العديد من التعقيدات والشروط الصعبة فيما يخص المعونة الاقتصادية المصرية لمصر والبالغة 495 مليون دولار سنويا ، إضافة إلى علو نبرة انتقادات المسئولين الأمريكيين لأوضاع حقوق الإنسان والأقباط والإصلاحات السياسية في مصر ، وصدور تهديدات من مسئولين أمريكيين بربط تقديم معونات لمصر بما تحرزه مصر من تقدم على مستوى الإصلاحات السياسية والديمقراطية. وأوضحت المصادر أن واشنطن لم تعتبر حصول مرشحي الإخوان المسلمين في مصر على 34 مقعدا في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب دليلا على تحسن الأوضاع السياسية في مصر وهو ما ظهر جليا في تصريحات السفير الأمريكي بالقاهرة ريتشارد دوني الذي أوضح أن واشنطن لا تكترث بحصول الإخوان على هذا العدد أو ضعفه مادامت هذه إرادة الشعب المصري التي أكدتها أصوات الناخبين وهو ما يعني فشل السياسة المصرية التي تبنت في الفترة الأخيرة استراتيجية استخدام الإسلاميين كفزاعة للولايات المتحدةالأمريكية وتخويفهم من أن تداعيات الإصلاح السياسي التي تطالب به واشنطنالقاهرة لن تصب إلا في صالح الإسلاميين وهو ما يمكن أن يكون له آثاره السلبية على المصالح الأمريكية في المنطقة. من ناحية أخرى ، وصلت إلى القاهرة في الأيام القليلة الماضية العديد من فرق المراقبين الأمريكيين للوقوف بكثب على أوضاع العملية الانتخابية ويأتي على رأس هذه الوفود خبراء من معهدي جيمي كارتر وجيمس بيكر للتطور الديمقراطي وفريق تابع للحزب الديمقراطي الأمريكي لينضما إلى العديد من فرق المراقبة الأمريكية والعشرات من ملحقي ومستشاري السفارة الأمريكية في القاهرة الذين لمس شهود عيان كثيرون مدى انتشارهم في العديد من الدوائر مستخدمين سيارات السفارة الأمريكية الرسمية.