أكد السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني في كلمته أمام أعضاء المؤتمر السنوي السابع للحزب أمس أن خطاب الرئيس أمام المؤتمر هو بمثابة تكليفات لأهداف ومحاور عمل تقوم عليها سياسات الحزب. وأنه بمثابة تحديد واضح لأعمال المؤتمروقال الشريف إن أعضاء الحزب الوطني منحازون لآمال وطموحات الشعب بكل طبقاته والفقراء قبل القادرين, وإن كل جهدهم ووقتهم هو للعمل, ولا وقت لديهم لإهداره في العراك أو الصراع مع الآخرين, أو التوقف أمام العويل علي فرص ضائعة أو مناقشة الذين يعيشون في الخيال أو الوهم الذي صدقوه من كثرة ترديده, مؤكدا أن الحزب يستقوي بعزم الشعب في مواجهة التحديات, ولا يستقوي بمساندة مستوردة أو استجداء تصريحات لا وزن لها من خارج تراب الوطن, وأننا لا نزايد علي حساب مصلحة الوطن ولا نستجدي شهادة تقدير من خارج مصر. أضاف الشريف أنه لأول مرة تعلو قيمة ديمقراطية القرار عندما اختار أكثر من مليون من أعضاء الحزب قياداتهم علي مستوي لجان ما يقرب من سبعة آلاف وحدة لشغل نحو140 ألف موقع قيادي في انتخابات مباشرة كانت هي الأولي من نوعها داخل حزبنا. وأضاف أننا كنا ننتظر أول انتخابات برلمانية للفوز بثقة القوة الصامتة المتابعة من أنباء مصر الواعين لما يجري علي أرض الوطن من انجاز, وكنا نعد أنفسنا علي مدي خمس سنوات للفوز بثقة الغالبية من الطبقات والفئات والعمال والفلاحين.. الرضا من الشيوخ والشباب.. المساندة من النساء والأمهات.. كنا ننتظر ونستعد ليوم الاختبار والمواجهة.. كتابنا في يميننا, صفحاته تشهد بالوفاء بما تعهدنا به, وتحققت ثقة الشعب في الحزب الوطني الديمقراطي في انتخابات2010 وحصوله علي الأغلبية, تمثل في حقيقتها, توكيلا شرعيا دستوريا لمواصلة المسيرة للوفاء بتعهداتنا ومواصلة انجازاتنا لسنوات خمس مقبلة. وأكد أن هذه الثقة جاءت بمثابة استفتاء وتجديد ثقة في قيادة زعيمنا الرئيس محمد حسني مبارك.. ووفائه بما وعد في برنامجه الانتخابي وتكليف بمواصلة الوفاء بالوعد. وأشار إلي أن فوز أعضاء نواب الهيئة البرلمانية لمجلس الشعب2010 لم يأت من فراغ.. جاءت نتائج الجولة الأولي صادمة للمنافسين.. المغالين في تقدير قيمة أنفسهم, وآخرين من الذين ابتعدوا عن نبض دوائرهم, وأعداد من الهواة, الذين ظنوها سهلة ميسورة أو فرصة للدعاية, واهتزت الأرض من تحت الأقدام أمام النتائج.. فأعلن غير الشرعيين انسحابهم, خشية مزيد من الانكسار بعد أن سقطت الأقنعة وتبخر الانبهار, وضاعت الهيبة من سياسة الرفض الدائم تحت قبة البرلمان.. وعاني آخرون من الانقسام, وحقق الحزب أغلبيته المتوقعة, من فوز مرشحيه ومرشحاته.. المسمين الحاملين لرموزه بنسبة83%. وقال إنه قبل الانتخابات وعلي مدي السنوات منذ عام2005 وحزبنا يتابع بإصرار تنفيذ تعهداته.. ويحاسب وينسق مع حكومته, وشهدت اجتماعات الأمانة العامة والمجلس الأعلي للسياسات واجتماعات الأمانات النوعية, نقاشا حرا ومفتوحا للتعرف علي احتياجات الناس مع نزول إلي الشارع في القري والنجوع الأكثر فقرا والأكثر احتياجا, كما أنه قبل الانتخابات بأشهر طوال كان اختبار سعة الصدر في تقبل وقفات المطالب المشروعة لعدد من الفئات في إطار احترام المطالبة بحق مشروع والسعي لدي الحكومة لتصحيح أوضاعهم, رغم الأزمات المالية التي أطاحت بدول أكثر قدرة وغني, إيمانا منا كحزب سياسي بالانحياز إلي طموحات الناس. وأكد أن الحزب عاش بين الناس يتعرف علي قضاياهم وكان صوته عاليا في الانحياز لمواجهة تحديات فرضت نفسها علي قطاعات في الإنتاج أو الخدمات, وقام الحزب بعمل جاد وسياسات تهدف إلي الحفاظ علي قدرة المجتمع في مواجهة آثار التقلبات العالمية في أسعار الغذاء.. وتحقيق العدالة الاجتماعية, والاهتمام بكل الفئات والطبقات, وكانت عقولنا علي نبض الناس من خلال إجراء استطلاعات للرأي للتعرف علي أولويات الناس وآرائهم, حتي تكون دليلا أمام الحزب والحكومة في الإعداد لبرنامج انتخابي جديد نابع من أمانات المحافظات وفكر لجان المجلس الأعلي للسياسات. وأشار إلي تكليف هيئة المكتب لأمانة التنظيم بوضع أسلوب الاختيار الأمثل والمحايد ومناقشته وإصداره من الأمانة العامة وتحديد توقيتات مبكرة, لبدء اختيار المرشحين من خلال منظومة حزبية وأسلوب عمل جديد يضمن تشكيلا موسعا لمجمعات انتخابية, وأعقبها ولأول مرة انتخابات داخلية يشارك فيها ما يقرب من مليونين من أعضاء حزبنا ليكونوا شركاء في الاختيار, مستكملة باستطلاعات رأي للتعرف علي الاختيارات في جميع الدوائر. وأكد أن هيئة المكتب كانت في انعقاد شبه دائم.. نخطط لحملة إعلامية مدروسة, مجموعات عمل قانونية علي المستوي المركزي وأمانات المحافظات, وأخري تتضمن غرف عملياتنا في أمانة التنظيم تتابع وتعمل ليل نهار علي اتصال مع6800 وحدة حزبية, وغرف عمليات أمانات الأقسام والمراكز والدوائر.. وإدارة من أمناء المحافظات الذين قضوا الساعات والأيام في العمل والمتابعة. وعلي الجانب الآخر من المشهد السياسي أحزاب شرعية تتسلل إليها شخصيات تسعي إلي تفتيت جهدها وفلول غير شرعية هي الأخري تستغلها وتشتت جهدها تارة بإطلاق دعاوي الائتلاف, وأخري بإطلاق دعاوي المقاطعة والترويج لها, ونجحت أصابع لها حساباتها وأجنداتها في إيجاد الفرقة داخل عدد من الأحزاب في الفترة الأهم, فأضاعت عليها فرصة الإعداد.. وانشغلنا نحن بالاختبار.. وانشغلوا هم بفكر المقاطعة.. والتي بسببها فقدوا وقبل المعركة, جدية خوضها.. أضاعوا فرصة التحضير فخسروا نصف احتمالات الفوز, قبل أن يبدأوا. وقال إنه في الوقت الذي كان الحزب الوطني يقود ويدير دعاية حملته الانتخابية, علي ما أوفي به, والتزامه بتعهدات المستقبل.. وإعلان احترامه للأحزاب السياسية.. ركز المنافسون للهجوم علي حزبنا والترويج باتهامات البطلان والزور قبل أن تبدأ الانتخابات.. فنصبوا مبكرا عرائض الدفاع عن النفس.. وثبتوا في يقين الناخبين أنهم خاسرون.. لم يفطنوا أنهم بانسياقهم خلف تلك الدعاوي فقدوا النصف الثاني المتبقي لهم من معركة الانتخابات. وقال: إننا تمسكنا بالشرعية واحترام القانون, وواجهنا الخارجين علي الشرعية, المشكلين لتنظيم سري يأخذ شكل الأحزاب بالمخالفة بالدستور والقانون, وتحملنا عن الشعب كله تصحيح مسار العمل السياسي بشجاعة ومبادرة وجرأة. وأشار إلي أن الحزب ليس مسئولا عن الغلو في التوقعات.. ومع كل هذا حققت المعارضة الشرعية فوزا أكبر في عدد من الأعضاء, أكثر مما حققوه في انتخابات2005. وأضاف أن عدم تحقيق الهدف في جولة سياسية ليس نهاية الطريق, مؤكدا الاحترام لأحزاب المعارضة ولدورهم.. شركاء في صنع المستقبل وإثراء العمل السياسي والوطني. وأكد أنه في غمرة النجاح يجيء هذا المؤتمر ليعود الحزب إلي نفسه وإلي قواعده وكوادره.. يحذر نفسه من شبهة الزهو أو الخيلاء.. ويضع نفسه أمام المسئولية, مؤكدا أن ثقة الشعب أمانة, والأغلبية مسئولية تحتاج إلي عمل من الأمس قبل اليوم, من الحزب بكل هياكله وتنظيماته.. وفي مقدمتها هيئته البرلمانية التي تشرع وتراقب, وحكومته التي تتحمل مسئولية إدارة وتنفيذ برامجه وسياساته. وأكد أن المؤتمر معني بتنفيذ برنامجه الانتخابي والإعلان عن الآليات والخطط والسياسات والتوقيتات التي يلتزم بها الحزب وحكومته أمام كل الناس, كما أن المؤتمر معني في المقام الأول بتنفيذ التكليفات التي حددها زعيم الحزب ورئيس كل المصريين في خطابه أمس الأول أمام مؤتمركم.. والذي حدد فيه محاور العمل التي نلتزم بها, ومن قبلها كان واضحا في خطابه أمام الهيئة البرلمانية لحزبنا, والذي حدد فيه الأولويات والقضايا التي ترتبط بمصالح وآمال القاعدة العريضة من أبناء الوطن. وأشار إلي أنه يأتي علي قمة أولويات هذا المؤتمر, مناقشة التشريعات اللازمة لتنفيذ تعهدات الحزب في الدورة التشريعية المقبلة. وشدد علي استمرار الحزب وحكومته في تنفيذ السياسات وتحمل المسئوليات, موجها التحية لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف, وأعضاء مجلس الوزراء, علي الجهد والمسئولية والمثابرة في مواجهة التحديات, ومواصلة مسيرة الالتزام بكل التعهدات التي أعلنها الحزب في برنامجه. وقال إن المناقشة في هذا المؤتمر ستكون أكثر ثراء, حيث إن المشاركين اليوم من قيادات حزبية جديدة, وقيادات برلمانية منتخبة تشارك في المؤتمر لأول مرة, وإلي جانب ذلك, فإن مناقشات المؤتمر سوف تعكس التنوع الخلاق.. والرأي المؤيد والناقد, الذي يتجلي به حزب الأغلبية, الذي يضم عقولا مفكرة وخبرات متنوعة ومتعددة, وتشكيلا جغرافيا يعكس كل تضاريس الوطن الاقتصادية والاجتماعية. وشدد علي ضرورة استكمال ومواصلة تثبيت قواعد عضوية الحزب وتفعيل آداء التنظيم الحزبي, والوقوف أمام الدروس المستفادة من انتخابات2010, والوقوف أمام السلبيات أكثر من الإيجابيات, وعدم التستر علي تجاوز أو الدفاع عن خطأ واحترام أحكام القضاء, وترسيخ ثقافة الالتزام والتنازل عن المصلحة الشخصية من أجل المصلحة العامة.. نعم, نقدر حق كل منا في الطموح السياسي, ولكن في إطار منظومة القيم المؤسسية.. وقال إننا أمام مرحلة جديدة, نواصل العمل والجهد لتوسيع دائرة المشاركة السياسية لتشجيع الشباب والشابات علي الاهتمام بالشأن والانخراط في النشاط السياسي والمشاركة في أنشطة المجتمع المدني, وترسيخ قيم العمل المؤسسي لا الاستئثار برأي, محذرا من الشللية أو الفرقة.وأضاف أننا سوف نظل متابعين يقظين ملاحقين كحزب سياسي لأي خروج عن التعددية الحزبية ومبادئ الدولة المدنية التي حددها الدستور ونظمها القانون. وأكد أن الهيئة البرلمانية ستظل ذات رأي وتأثير في الدفاع عن الشرعية وكرامة المجلس, والدفاع عن محاولات النيل أو المساس بالشرعية التي وثقها الشعب في صناديق الانتخابات. وقال إننا أمامنا عام من العمل الجاد, نبصر فيه الناس بالحقائق, نكشف زيف المدعين وحملة الأجندات الأجنبية, وفلول الخاسرين في الانتخابات البرلمانية, وأن نكون دعاة حق وتنوير, إضافة إلي التواصل مع العالم الخارجي لتسويق انجازات الحزب والديمقراطية والتغيير الذي تشهده مصرنا عن حق بعيدا عن المزايدات, وتصحيح الصور الخاطئة, وطرح الحقائق للأحزاب والمؤسسات ومراكز البحث ولا نتركها سداحا مداحا لقلة من المعارضين ودعاة الفرقة والمشككين.. وتدعيم الدولة المدنية, باعتباره هدفا ورسالة. واختتم قائلا: إننا ونحن نستعد لعام جديد من العمل السياسي عام2011 الذي يشهد الانتخابات الرئاسية نعد أنفسنا ونؤهل كوادرنا لعام الحسم الوطني, واثقين في قدرة حزبنا وثقة شعبنا, فخورين بإنجاز وحكمة وقيادة زعيم الحزب, الرئيس محمد حسني مبارك, في الحاضر والمستقبل.