الكثير منا يشغلهم ماضيهم عن حاضرهم ومستقبلهم.. فهم لايستطيعون الإنسلاخ عن ماضيهم بخيره وشره.. طبعا أي واحد منا لايستطيع الإنسلاخ كلية عن ماضيه, ولكن مايجب أن نركز عليه هو حاضرنا ومستقبلنا. بفلندع الماضي في مكانه وزمانه.. بحلوه ومره.ما كان فيه من أوقات سعيدة وأوقات بائسة.. فليس من الخير أن نكون أسري لماضينا سواء كان هذا الماضي بعيدا أم قريبا. وماحدث فيه من أشياء كانت تفرحنا وأشياء أخري كانت تتعسنا.الحاضر أهم وكذلك المستقبل.. وحتي إذا كان الماضي يلقي بظلاله علي المستقبل, فلا ينبغي أن نبتئس, فالمستقبل غيب لايعلمه إلا الله, ويكفينا أن نفوض الأمر كله لله.. فلنأخذ من ماضينا الدرس والعبرة.. ونترك الباقي, حتي لايكون المستقبل رهينة للماضي.. والإنسان بغض النظر عما كان, يستطيع أن يكيف حاضره بما يتلاءم مع الظروف المستجدة وإللي فات مات. لابد أن ننظر لجدوي مانفعله بأنفسنا.. ونتخلص مما ليس له جدوي.. فلو كان الماضي مؤلما, أو حدث لنا فيه مالم نتوقعه مما آلمنا ألما شديدا, فماذا يجدينا أن نعكف عليه ونقلب صفحاته يوما بعد يوم؟ ماحدث كان لابد له أن يحدث, فهو قدر لافكاك منه ولا مناص, ولندخر أوقاتنا وأعصابنا ليكون المستقبل أفضل بإذن الله, وبحيث نستمد من الماضي الدروس المستفادة.. فقط لاغير. أما أن نحزن علي أنفسنا وعلي وماجري لنا أو ماجري علينا, فهذا لا عائد له علي الإطلاق.. بل له عائد سلبي علي صحتنا النفسية والجسدية وحالتنا العصبية.. وهذا شئ ينبغي توقيه والابتعاد عنه.. ولنكل أمورنا كلها لله عز وجل, يدبرها لنا بحكمته وقدرته.. فهو ولينا في الدنيا والآخرة, وهو حسبنا ونعم الوكيل. لو أيقن المؤمن يقينا لايتطرق إليه الشك أن الله حسبه, لكفاه الله ودبر له أمره ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا( الطلاق2 3) فالله لايغفل ولاينام, ولاينسي ولايسهو وما كان ربك نسيا( مريم64) وهو سبحانه لاينشغل بشيء عن شيء.. فهو قادر علي أن يعيننا علي حل مشاكلنا, وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا. وكل ما ألمنا في الماضي لنا عليه أجر.. فإذا إحتسبنا هذا الأجر وإدخرناه عند بارئنا, لأثقل ذلك ميزان حسناتنا التي بها ندخل الجنة إن شاء الله, ومن دخل الجنة فقد فاز ولايهمه ماحدث له قبلها فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور( آل عمران185) أما أن نقضي بقية أعمارنا في كيف ولماذا حل بنا هذا؟ فذلك ليس من الحكمة في شئ ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم( التغابن11) وما أدرانا أن ماحدث لنا لم يكن إلا خيرا لنا وإن بدا في ظاهره أنه شر فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا( النساء19) فلندع أمرنا لله يصرفه كيف يشاء, فهو عليم بنا ولايخفي عليه شئ من أمرنا إن الله لايخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء. هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم( آل عمران6) مستقبلنا أهم من ماضينا, وهو الذي نصنعه بأيدينا, ولايجوز أن نفرط فيه أو نجعله رهينة لما مر بنا من أحداث.. بل نطرحها وراء ظهورنا, ويد الله فوق أيدينا.. والله بفضله وقدرته يبلغنا أمانينا فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا( الشرح5 6). فالأحزان ليس لها مكان ولاينبغي أن يكون لها, والأمل في مستقبل أفضل يملأ علينا حياتنا ويشغلنا عما ألم بنا.. والله معنا.. وعندما تحل آجالنا, فسوف يكون لنا عند الله من الصبر والاحتساب رصيد ندخل به الجنة بفضل الله ورحمته إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب( الزمر10)