أزمة جديدة لأزمات المواطنين التي أصبحت متوالية كالسلسلة التي لا تنفك أبدا, اختفت صناديق القمامة من شوارع وميادين مدينة أسيوط فتحولت المدينة إلي مقلب قمامة كبير. حيث تطالع أعين المارين في الشوارع أكوام القمامة في كل الأماكن بلا استثناء حتي أصبحت مظهرا من مظاهر المدينة ولا نبالغ إذا قلنا أن الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب الضالة يتم تسمينها بطريقة غير مباشرة علي تلك التلال التي وجدت ضالتها فيها خاصة في شوارع وأزقة أحياء مدينة أسيوط حتي إن السعادة ترتسم علي وجوه هذه الحيوانات الضالة وكأنها تقدم خالص شكرها العميق لرؤساء الأحياء والمدن وذلك بسبب المجهود الخارق الذي يبذلونه لإجبار المواطنين علي إلقاء القمامة علي الأرصفة في الشوارع والميادين العامة وداخل الأزقة. وتقف هذه الأزمة حائلا أمام عمليات التطوير والتجميل والنظافة الإجبارية التي يتحملها أبناء أسيوط داخل شوارع المدينة التي عادت إلي سابق عهدها لتغرق في أكوام القمامة بالرغم من أن معدات النظاقة أصبحت مكدسة في مخازن الأحياء والمدن وهذا يدل علي القصور الشديد من المسئولين. في البداية يقول عاطف علي عبدالقادر موظف لقد سئمنا من الإهمال الشديد الذي يبديه مسئولو الأحياء والمدن تجاه أزمة القمامة التي باتت تحاصر جميع منازلنا ولا نجد مفرا منها حيث تحول الوضع إلي كابوس مخيف عقب تراكم تلال القمامة واختفاءعمال النظافة. ويضيف المهندس ياسين محمد عامر: لا نعلم أين تذهب الأموال التي يتم تحصيلها شهريا تحت مسمي النظافة وجمع القمامة حيث لا نري شيئا من أعمال النظافة التي لا نشهد فيها تقدما ملحوظا. ويشير الحاج احمد خلف إلي إن مسئولي أسيوط يكيلون بمكيالين, فالنظافة ومشروع جمع القمامة لا يتم إلا في الأحياء الراقية فقط داخل مدينة أسيوط, اما الأحياء الشعبية فلهما الله والسؤال الذي يتعجب له العديد من المواطنين ما المقابل المادي الإضافي الذي يدفعه هؤلاء الصفوة من علية القوم أكثر مما ندفعه أن تلك التراكمات تحولت إلي ثكنات عسكرية للحيوانات الضالة كالقطط والكلاب التي تقوم بالفتك بالقمامة في جميع أنحاء المنطقة. ويوضح محمد عبدالعاطي محاسب ان الإهمال وأسلوب جمع القمامة طال طريقه حيث يقوم عمال النظافة بنقل القمامة في السيارات النقل الكبيرة ويتجولون بها داخل مدينة أسيوط دون وضع غطاء أعلي السيارة يمنع تساقط القمامة والمخلفات التي تنتشر في المدينة بأكملها بدلا من تمركزها في مكان معين ويتسبب ذلك في انتشار الأوبئة داخل الحي او المدينة بالكامل, واصابة العديد من المواطنين بالأمراض الخطيرة. وأكد الدكتور احمد حاني أستاذ الصحة العامة بطب جامعة أسيوط أن انتشار القمامة في الشوارع والميادين العامة يسبب العديد من الأمراض التي قد تهدد حياة الإنسان فالشخص الذي يخرج مبكرا للذهاب إلي عمله دون ان يفطر ويمر بجوار مواقع تتراكم بها القمامة يصاب بمئات الميكروبات منها الميكروبات التي تنتج عن طريق تخمر بقايا الطعام والتي تصيب الإنسان بالنزلات المعوية الحادة والدوسنتارية الأميبية وغيرها من الأمراض وكذلك يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي للإنسان وذلك عن طريق تطاير الميكروبات الموجودة بالمناشف والمناديل الورقية التي تلقي في القمامة حيث يخترق الميكروب الجهاز التنفسي للإنسان ويصيبه بخلل في التنفس هذا بالإضافة إلي أمراض العيون.