أكد وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو أن اللقاء السري الذى عقد بينه وبين وزير التجارة والصناعة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر فى بروكسل أول أمس هو خطوة فى الاتجاه الصحيح وأنها قد تتكرر . وقال داود اوغلو في كلمة خلال مناقشة أحد القوانين المتعلقة بوزارة الخارجية فى البرلمان التركي مساء أمس ، إن اللقاء عقد بناء على طلب إسرائيلي وأنه التقى مع بن اليعازر بصفته ممثلا لرئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وليس بصفته وزيرا فى حكومة نتنياهو . وأضاف داود اوغلو أن الجانب الاسرائيلي اصر على عقد اللقاء السري بعد هجوم القوات البحرية الإسرائيلية على اسطول الحرية مباشرة، لكننا رفضنا الطلب جراء عدم اتخاذ اسرائيل الخطوات الكافية لتصحيح الخطأ الذى وقعت فيه . وأضاف داود اوغلو ان اللقاء خطوة صحيحة واذا اقتضت الضرورة سيتكرر الأمر وسنعقد لقاء اخر مشيرا إلى أن اللقاءات السرية والعلنية هي جزء من العمل الدبلوماسي مطالبا أحزاب المعارضة التى انتقدت الحكومة التركية لعقد هذا اللقاء السري بأن تتوجه بالسؤال إلى الحكومة الإسرائيلية عن أسباب تمسكها بعقد اللقاء بشكل سري . وتابع أن الجانب التركي وافق على عقد اللقاء لنقل المطالب التركية المتعلقة بالهجوم على أسطول الحرية وبرفع الحصار عن غزة إلى إسرائيل مباشرة لاسرائيل قائلا :" سيأتى اليوم الذي ستصبح فيه القدس عاصمة لدولة فلسطين " . ونفى وزير الخارجية التركي أن يكون اللقاء عقد بناء على ضغوط من الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال لقائه مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فى تورنتو بكندا على هامش قمة مجموعة العشرين السبت الماضي . وقال داود اوغلو إن القرار التركي لا يخضع لضغوط أو تدخلات من أية دولة مدللا على ذلك بتصويت تركيا بالرفض ضد قرار فرض العقوبات على إيران فى مجلس الأمن الشهر الماضي . وقد انتقدت أحزاب المعارضة التركية فى البرلمان اللقاء السري ، الذى أكد وزير الخارجية التركي انه عقد بناء على طلب إسرائيلي ، قائلة إن اللقاء جاء بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية عبد الله جول ورئيس الوزراء طيب اردوغان بالتنسيق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشرط ان يبقى اللقاء سريا وعدم نشر مضمونه وان يتجدد اللقاء في موعد لاحق لم يعلن عنه . واتهم متين ارجون نائب حزب الحركة القومية عن مدينة موغلا " عرب تركيا " حكومة العدالة والتنمية باتباع سياسة خارجية تتعارض مع المصالح الوطنية التركية واصفا هذه السياسة بأنها اهانة لكرامة تركيا وتعبر عن سياسة الاستسلام التى تطبقها حكومة أردوغان. ووصف أرجون اللقاء السري بأنه "فضيحة" لأن أصوات قادة حكومة العدالة تتعالى بالهجوم على إسرائيل في الداخل فقط بينما فى الخارج يحدث عكس ذلك . وبدوره قال نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة اسطنبول شكري الكداغ إن الحكومة التركية لم تتخذ أية خطوة على رغم مرور أكثر من شهر على العدوان الاسرائيلي على سفينة مرمرة الزرقاء التركية ومقتل 9 مواطنين أتراك فيها ، وواصفا سياسة الحكومة بأنها سياسة متناقضة بالداخل والخارج وعاجزة عن الحفاظ على مكانة تركيا .