لا أعرف ماذا يريد د. عصام العريان قطب جماعة الإخوان واحد واجهاتها الإعلامية المهمة من تصريحاته الأخيرة التي دعا فيها اليهود المصريين الذين غادروا البلاد منذ الأربعينيات الي العودة الي وطنهم باعتبار ذلك حقا لكل مصري! ولان عودتهم الي مصر يمكن ان تتيح للفلسطينيين مكانا في إسرائيل!؟, وهل يعبر د. العريان بهذا التصريح عن رؤية متكاملة لجماعة الإخوان لتسوية القضية الفلسطينية بالاتفاق مع شركاء آخرين لا يزال غاطسها تحت الماء, تفصح عنها الجماعة في' نتف' صغيرة متفرقة بين الحين والآخر, آخرها ما أعلنه المرشد العام من إمكانية ان يكون للفلسطينيين مخيمات داخل حدود مصر الشرقية, فالمخيمات كما قال موجودة في كل بلد عربي!, أم ان تصريحات العريان مجرد' هلفطة' إعلامية هدفها تحسين صورة الجماعة في أذهان الأمريكيين, وطمأنة واشنطن علي التزام الجماعة بالإسهام الايجابي في جهود التسوية السلمية التزاما بمعاهدة السلام والحفاظ علي امن إسرائيل في مواجهة شكوك واشنطن المتزايدة في قدرة الرئيس مرسي وجماعته علي إنهاء حالة الاستقطاب الحاد التي تقسم المجتمع المصري, والقبول بشراكة حقيقية مع باقي القوي المدنية, لان مستقبل مصر كما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لا يتوقف علي قدرة طرف علي التغلب علي طرف آخر وانما علي تعاون كل الفرقاء, كما ان الديمقراطية تتطلب ما هو اكثر من غالبية الأصوات في صندوق الانتخابات أو الاستفتاء وأول متطلباتها الاعتراف بالآخر! وبرغم المخاوف التي يمكن أن تساور الإنسان من أن يظل اليهود المصريون بعد70 عاما من المواطنة الإسرائيلية مصريين بالفعل, وتدفعه إلي التشكك في إمكانية أن تسمح إسرائيل بان يحل الفلسطينيون مكانهم في دولة تحرص علي أن تكون يهودية الهوية, إلا انه من الضروري أن نسأل د. العريان عن مدي الارتباط بين دعوته لعودة اليهود المصريين إلي' وطنهم' وامن مصر القومي, وأصداء هذه الرؤية في مؤسسات الدولة المصرية المعنية بقضايا الأمن القومي وأولها الجيش والمخابرات, خاصة إن الإسرائيليين يجهزون منذ فترة ملفات ووثائق تطالب بتعويضهم عن ممتلكات اليهود المصريين في مصر متناسين حجم البترول المصري الذي نهبوه من سيناء خلال فترة الاحتلال! وإذا صح أن للجماعة رؤية خاصة لمعالجة القضية الفلسطينية تبدأ من غزة, أفلا يكون من الضروري أن تفصح الجماعة عن هذه الرؤية لتطفئ قلق المصريين المتزايد علي مصير سيناء, خاصة أن القوات المسلحة المصرية لا تبدو في كرم المرشد العام أو عصام العريان وتصر علي ضرورة أن تبقي مناطق الحدود الشرقية ولعمق5 كيلو مترات من خط الحدود ملكا خالصا للمصريين لا تنهض فوقه أية مخيمات فلسطينية. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد