ابن الوز عوام بفعل التنشئة والانبهار بخطي الآباء في أغلب الأحيان, ونتيجة تبدل الظروف في بعض الأحيان كما هو الحال مع يوجينا تيموشينكو. ابنة الزعيمة الأوكرانية الأشهر يوليا تيموشينكو. فمع الحكم علي يوليا بالسجن لمدة سبعة أعوام بتهمة استغلال النفوذ, اضطرت يوجينا(32 عاما) إلي الدخول إلي عالم السياسة, التي طالما حاولت الابتعاد عنه,من باب النضال من أجل اطلاق سراح والدتها. ففي أكتوبر2011 انقلبت حياة يوجينا رأسا علي عقب حيث أصدرت المحكمة الأوكرانية حكما بالحبس ضد يوليا تيموشينكو,زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة, بتهمة استغلال سلطاتها كرئيسة وزراء في قضية توقيع اتفاقيات لتصدير الغاز إلي روسيا مما كبد أوكرانيا خسائر تقدر بحوالي200 مليون دولار. كما اتهمت يوليا بدون وجود ادلة لدعم الاتهام بالتورط في قتل نائب في البرلمان.وبعد المحاكمة,التي وصفتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بأنها صورية ومسيسة, بدأت يوجينا حملة من أجل الحياة والعدالة لانقاذ والدتها من التعذيب الجسدي والنفسي الذي تتعرض له داخل السجن. وبالنسبة للكثيرين لم تكن يوجينا الشخص المناسب للقيام بمثل هذه المهمة فهي فتاة مرفهة نتيجة ثراء أبويها اللذين كانا يمتلكان مؤسسة عملاقة للطاقة فضلا عن ذيوع صيت والدتها لدورها البارز في الثورة البرتقالية التي تفجرت احتجاجا علي تزوير الانتخابات وأطاحت بالرئيس فيكتور يانكوفيتش( وهو الرئيس الحالي للبلاد بعد فوزه علي يوليا في انتخابات2010) وتوليها منصب رئيسة الوزراء مرتين الأولي لمدة9 أشهر والثانية من2007 إلي.2010 كما ظلت يوجينا طوال فترة مراهقتها وشبابها بعيدة ليس فقط عن السياسة بل عن الحياة الأوكرانية اليومية حيث درست ببريطانيا بل وتزوجت من مغني بريطاني التقت به أثناء اجازة في البحر الأحمر في مصر.وحتي عندما عادت للاقامة في أوكرانيا اختارت أن تدير مطعما ايطاليا في العاصمة كييف. ولكن يوجينا فاجأت الجميع بثباتها واصرارها علي خوض المعركة حتي النهاية. وادركت أنه لا سبيل إلي الضغط علي الرئيس يانكوفيتش لاطلاق سراح والدتها إلا بتدويل قضيتها وابقاء صورتها حاضرة دائما في الاذهان بوصفها ضحية للاضطهاد والقهرالسياسي. وحرصت يوجينا علي مدي العام الماضي علي السفر إلي عواصم العالم المختلفة والقاء الخطب أمام مجلس الشيوخ الامريكي والبرلمان الاوروبي والالتقاء بكبار المسئولين الأمريكيين والأوروبيين وعلي رأسهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل لمطالبتهم بممارسة المزيد من الضغوط علي أوكرانيا للافراج عن يوليا التي يلقبها البعض ب أونج سان سوتشي أوروبا في حين يري البعض أنها أقرب إلي الزعيمة الباكستانية الراحلة بينظير بوتو. وقد أتت حملة يوجينا بعض الثمار وان لم تصل إلي غايتها المنشودة بعد. فنتيجة ضغوط من هيلاري كلينتون التي اتصلت بالرئيس الأوكراني مرتين تم نقل يوليا, التي حرمتها السلطات من الرعاية الطبية أو حتي الحصول علي مسكنات رغم معاناتها من إنزلاق غضروفي ومتاعب صحية أخري, من السجن إلي المستشفي. كما ساهمت جهود يوجينا في تعرض أوكرانيا لبعض الضغوط الدبلوماسية من بينها: إلغاء اجتماع للزعماء الأوروبيين كان مقررا عقده في يالطا في مايو الماضي, وذلك بعد انسحاب ألمانيا وإيطاليا والتشيك وعشر دول أوروبية أخري احتجاجا علي الممارسات الأوكرانية.واثناء استضافة أوكرانيا بالمشاركة مع بولندا لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في يونيو الماضي رفضت حكومات بريطانيا وألمانيا والنمسا والبلجيك حضور أي من الوزراء أو المسئولين للمباريات المقامة في أوكرانيا. وتعترف يوجينا في حديث لصحيفة الأوبزرفر البريطانية بأنه علي الرغم من أن السفر المستمر وممارسة الضغوط والإدلاء بالأحاديث الصحفية من أجل الدفاع عن والدتها يستنزفها جسديا ومعنويا إلا أنه لا يوجد شئ أكثر ايلاما من رؤية والدتها وراء القضبان, ولكن ربما يمنح يوجينا بعض العزاء وكثير من القوة لمواصلة نضالها أن تحالف المعارضة في أوكرانيا قد أعلن قبل يومين ترشيح يوليا تيموشينكو لخوض انتخابات الرئاسة القادمة في.2015