أكد الشيخ خليفة بن علي بن عيسي الحارثي سفير سلطنة عمان لدي مصر ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية علي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين, مشيرا إلي أن هذه العلاقات قائمة علي الود والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين المصري والعماني, وتتسم بالاستمرارية بغض النظر عن أي متغيرات, بالاضافة إلي أن السلطنة تري أن مصر بلد محوري في المنطقة وستظل لها أهميتها بين الدول العربية. وقال في حوار خاص ل الأهرام في العيد الوطني الثاني والأربعين للسلطنة إن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان له اهتمام خاص بالعلاقات مع مصر, موضحا ان هذه العلاقات ستكون علي ماهي عليه من استقرار واستمرارية, ونأمل أن تتطور في المستقبل لأن الفرص كبيرة للبناء علي ماهو قائم. وحول مدي فاعلية الدور الذي تقوم به الجامعة العربية الآن وسبل تطويرها, قال الشيخخليفة بن علي الحارثي أن دور الجامعة العربية مرتبط فعليا بالدول العربية نفسها فماتقوم به الجامعة هو مرآة لما هو قائم بين الدول العربية, وقد بدأ هذا الدور يتعزز في الفترة الاخيرة, بغض النظر عن مواقف البعض ولعبت الجامعة دورا رئيسيا في الموضوع الليبي وتلعب دورا الآن في المشكلة السورية, والعالم الخارجي يشعر بذلك وكثير من المعنيين بالشئون الخارجية يقصد الجامعة للتشاور حول مايخص المنطقة, وكان آخرها اللقاء الوزاري العربي الأوروبي الذي غطي موضوعات كثيرة ومتنوعة ووسط حضور وزاري متميز من الجانب الأوروبي, وهذا دليل علي ماوصلت إليه الجامعة, وبالإمكان تعزيز هذا الدور أكثر في المستقبل وهذا يعتمد علي ما سوف تفرزه التطورات الحالية في منطقتنا العربية. واضاف سفير سلطنة عمان لدي مصر ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية أنه بالنسبة لعملية تطوير الجامعة فهناك لجنة مشكلة من أجل هذا الغرض, وقد عقدت عدة اجتماعات منها اجتماع في مسقط منذ عدة أشهر, طرح فيه يوسف بن علويالوزير المسئول عن الشؤون الخارجية عدة افكار لتطوير الجامعة منها فكرة تعزيز المقدرات المالية للجامعة بتخصيص1% من صادرات الدول العربية لتعزيز ميزانية الجامعة, لأن ضعف التمويل هو أحد المشاكل التي تواجه تعزيز التعاون, والمنظمات الشبيهه في العالم مثل الاتحاد الأوروبي لها موازنات ضخمة ونأمل بعد عرض التقرير النهائي للجنة علي القمة العربية المقبلة في قطر أن يؤدي ذلك إلي تعزيز العمل العربي المشترك. وعن مغزي تركيز السلطان قابوس بن سعيد في خطابه أمام مجلس عمان الأسبوع الماضي علي الأوضاع الداخلية, قال الشيخخليفة بن علي الحارثي إن السلطان قابوس أكد علي الأساسيات في السياسة العمانية سواء علي مستوي الداخل أو الخارج من خلال عدة مضامين, منها الاهتمام بالتعليم كأحد الروافد الأساسية لبناء عمان المستقبل, وبناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص وحث القطاع الخاص علي القيام بالدور المتوقع في خدمة التنمية التي تهم المواطن العماني في المقام الأول. كما اشار جلالته إلي أن السلطنة في الماضي كانت بحاجة لمشروعات البنية التحتية بالتزامن مع التنمية البشرية, وهذا كان واضح في تقرير الأممالمتحدة الذي أشاد بالتنمية البشرية في السلطنة, وكما لاحظ الجميع خلال العامين الأخيرين كانت هناك كثير من المبادرات قامت بها الدولة لتعزيز التنمية البشرية وتوفيرفرص العمل للمواطن واعطاء دور أكبر للمجالس التشريعية مثل مجلس عمان ومجلس الدولة, ونأمل في المستقبل أن تؤدي كل هذه السياسات إلي توفير الحياة الكريمة للمواطن العماني وإلي تعزيز دور الشباب في بناء هذا الوطن,وعلي المستوي الخارجي أكد جلالته الثوابت العمانية المعروفة والداعية لأن يعم السلام والأمن كل انحاء العالم وتحل القضايا بالطرق السلمية وأن السلطنة لاتتدخل في شئون الآخرين. وحول موقف السلطنة من الأزمة السورية خاصة أن لديها اتصالات مع كافة الأطراف, أوضح السفير العماني بالقاهرة أن السلطنة تلعب دورها في اطار المجموعة العربية ومجلس التعاون وتسعي لتعزيز فرص حل الأزمة بالطرق السلمية, فالملاحظ أن الاوضاع في سوريا تتدهور وبشكل ملفت ويجب أن تتكاتف المساعي من أجل حقن الدماء في المقام الأول, ولذلك ندعم خطوات الاخضر الابراهيمي المبعوث الأممي العربي الذي يقوم بدوره في هذا المجال والاتصالات مستمرة معه, ومن المأمول ان يساعد تشكيل الائتلاف السوري مؤخرا في المساعي التي تستهدف ايجاد حل مرض للأزمة. وعن تطورات الملف الإيراني, قال سفير سلطنة عمان لدي مصر ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية إن ايران تربطنا بها علاقات الجوار والتاريخ, ونعتقد ان الإشكال الحاصل حاليا بين الغرب وايران يعود لعدم وجود حوار بين الطرفين وقد يكون هناك انعدام للثقة, واذا ماتم حوار حقيقي يؤدي لبناء الثقة سيسهم في حل الاشكال القائم بين ايران والغرب, ونأمل أن تعيد مايعرف بمجموعة خمسة زائد واحد, أو الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلي جانب المانيا, التي تتولي الحوار مع ايران تنشيط مساعيها بعد ان انتهت الانتخابات الأمريكية, وان يسعي الجميع إلي تفعيل هذا الحوار لتجنيب المنطقة الدخول في مشكلات هي في غني عنها.