يعلن الرئيس مرسي في كثير من خطاباته أننا الآن.. بعد الثورة.. في مرحلة العبور الثالث وهو مشروع النهضة. فنصر أكتوبر كان العبور الأول. وثورة يناير كانت العبور الثاني. واذا كنا الآن في مشروع النهضة أي العبور الثالث. , فيجب علينا ليتم هذا العبور الهدوء والتريث والصبر والحزم وتفعيل دولة القانون والضرب بيد من جديد علي كل من يحاول إحداث الفتن والتشرذم بين أبناء الوطن,وجاء الارتباك بشأن قرار إغلاق المحال التجارية والمطاعم والكافتيريات في الساعة العاشرة مخيبا للآمال. وإذا كان النظام المراد تطبيقه بشأن فتح وإغلاق المحال يتم في بعض الدول الأوروبية فهذا ليس مبررا, فلكل دولة ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولها عاداتها وتقاليدها. إن اتخاذ القرار بهذه الطريقة وتأجيله للدراسة سوف يؤدي إلي انقسام ومسيرات رافضة للقرار, ويجب علي الحكومة. قبل اتخاذ أي قرار.. أن تناقشه بدقة وشفافية وتدرسه جيدا بعدما تستشير كل التيارات والفئات التي يخصها القرار, وتخلص إلي رأي نهائي حتي إذا قررت وأعلنت ذلك أمام الشعب الذي أصبح له صوت يسمع بعد ثورته المجيدة لا يظهر الحاكم مترددا في قراراته يتخذ القرار ثم تعترض الجهات التي يعنيها هذا الأمر, مثلما حدث مع النائب العام وعدل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي عن قراره. الوضع الآن متأزم ولايحتاج إلي مشاكل ومسيرات تعطل الانتاج وإن كنا نري في الدكتور مرسي رئيس مصر الثورة شيئا محمودا وهو عدم العناد والتواضع الجم الذي كنا نفتقده أيام الرئيس المخلوع مبارك الذي كان يعاند ولإيرجع عن رأيه حتي ولو كان خطأ. لكننا نعتز برئيسنا الجديد الذي جاء بإرادتنا وعبر الصندوق الانتخابي ونريد له القرار الصائب بعد دراسة مستفيضة واستشارة المقربين وهم نخبة من علماء مصر ومفكريها, فلا يهتز القرار ويصدر دون رجعة فيه حتي تكون للدولة هيبتها وجلالها, فنحن دولة قانون يطبق علي الجميع, فالكل له حقوق وعليه واجبات, والتردد والارتباك الذي يحدث بعد أي قرار جمهوري لايصنع مستقبلا, كما أنه يحدث نوعا من الفرقة والشرذمة ويعطي المعارضين للحكم فرصة النيل منه. المزيد من مقالات جمعة أبو النيل