كالعادة الجيزة تعاقب كل عيد بالحرمان من العيش ومن المواد الغذائية والخضراوات.. حيث إن معظم المخابز تقوم بغلق ابوابها أمام الجمهور بحجج مختلفة. , كما أن الأسواق تنفض ما فيها وتترك الأسواق مهجورة لمدة أسبوع كامل دون مبرر تاركين الأهالي يعانون البحث عن لقمة عيش طوال العيد. البداية كانت من يوم الوقفة.. حيث قامت معظم الأسواق في الجيزة الثانية عشرة بعد الظهر بلم ما تبقي لديها من بضاعة بسيطة في السوق الكبير في شارع الصناديلي من خضروات وفاكهة في شارع واحد أكتظ به العشرات من النساء والرجال في محاولة للحاق بأي نوع من الأطعمة قبل أن يغلق السوق.. فما هي إلا ساعة واحدة وانتهت كل الخضراوات والفاكهة والبقوليات الموجودة في السوق من سكر ورز وعدس ومكرونة وفول.. وفي الواحدة تماما ترك البائعون السوق, فتوجه الناس الذين يحاولون تخزين أي قدر من الخضراوات والأطعمة طوال اسبوع العيد إلي سوق شارع المحطة في الجزء الأخير من شارع الصناديلي الا انهم وجدوا السوق انهي ما فيه من أطعمة وخضراوات. تقول مني السيد ربة منزل إن الجيزة معتادة كل عام في عيد الأضحي بالذات أن تختفي البائعون من كل الأسواق الموجودة في الجيزة بداية من سوق الأحد إلي سوق شارع الصناديلي إلي سوق ميدان الجيزة.. فلا نجد فيه أي نوع من الخضراوات.. ولا نجد أي بقال أو سوبر ماركت يعمل.. فالجيزة في العيد الكبير تتحول إلي مكان مهجور والأسواق تسكنها الأشباح. ويضيف إبراهيم السيد موظف إن أسواق الجيزة في العيد تتحول إلي مكان من عجائب الدنيا السبع فمن يوم الوقفة ترتفع الأسعار بشكل خرافي, فالطماطم مثلا تصل من3 إلي4 جنيهات, والفاصوليا الخضراء تصل إلي12 جنيها, والبامية تصل إلي7 جنيهات, كل الخضراوات تشتعل فيها نيران الغلاء وأنت مجبر أما أن تشتري بالأسعار التي ترتفع كل ساعة, وأما أنك سوف تعود إلي البيت خال بخفي حنين بلا طعام إلي بيتك, وهذا سوف يستمر معك طوال الأسبوع, حينما يعود البائعون بعد العيد.. وستجد نفسك بعيد العيد في نفس المشكلة, الأسعار المشتعلة لأن البائعين يعودون بالتدريج وتكون الخضراوات قليلة واسعارها مشتعلة, فالأسهل عليك أن تستجيب لجشع التجار خاصة في غياب الدولة. والحل من وجهة نظر أميمة السيد مدرسة ان تقوم الدولة بملء هذا الفراغ في اسواق الخضروات والفاكهة واللحوم في الجيزة في أيام العيد بأن تقوم بعمل أسواق تنقل في الجيزة أو أن تفعل الأسواق والمجمعات الاستهلاكية التي تحولت إلي أماكن مهجورة تدخلها لا تجد فيها سوي السكر والزيت والفول والشاي. فلا يعقل أن تترك الدولة أكثر من مليون نسمة بدون خضراوات ولا أطعمة طوال اسبوع العيد. الخبز يسرق أما المشكلة الأكبر في محافظة الجيزة في العيد فهي الخبز البلدي.. حيث تقوم معظم افران الخبز بغلق ابوابها أمام الجماهير تاركة الناس تلهث وراء رغيف واحد, وكانت البداية من أول يوم, حيث قامت الأفران الكبري في الجيزة بغلق ابوابها أمام الناس متعللة باسباب مختلفة. يقول حسن علي موظف إننا في كل عام يتم معاقبة أهالي الجيزة من قبل أصحاب الأفران أي أنهم يعملون ساعة واحدة أو ساعتين علي الأكثر ويغلقون الأفران ويتركون الناس أمامها مستغلين غياب الرقابة في العيد علي الأفران وان كل الهيئات الرقابية غير موجودة.. أو انهم يغلقون الأفران بتعليق ورقة علي باب الفرن بأن الفرن به بعض الاصلاحات وانه معطل طوال ايام العيد وعليك ان تذهب إلي محافظة أخري لتحصل علي عشرة أرغفة عيش لأولادك والا تتركهم يموتون جوعا طوال أسبوع العيد. وتؤكد هند مصطفي ربة منزل اتيت هنا أمس يوم الوقفة ووقفت ساعتين ولم أستطع أن أحصل علي الخبز.. واليوم هو الثاني علي التوالي الذي أتت فيه إلي الفرن ولا استطيع الحصول علي العيش فهذا هو الفرن الوحيد الذي يعمل في أيام العيد.. ماذا أفعل؟. فهناك سوق خفية لتجارة الخبز في محافظة الجيزة, حيث أن معظم الأفران تقوم بخبز نصف الكمية وأصحاب المواشي والفلاحين وعمال النظافة الذين يشترون العيش بضعف الثمن أي يشترون الرغيف ب10 قروش. وتؤكد ذلك عليه أبوالمعاطي ربة منزل.. انها تشاهد كل يوم في الأفران في شارع الصناديلي أمام مقهي الأهلي والزمالك فأنا لا أعرف اسم المخبز. وفي الفرن المواجه لشارع نهي بالجيزة العيش يباع لتجار المواشي بضعف الثمن, كما أن تهريب الدقيق يتم ليل نهار في أيام العيد, حيث تضعف الرقابة.. وكل عام نقوم بتقديم الشكاوي لكل المسئولين ولا أحد يرد علينا ولا أحد يقوم بعمل أي خطوة ويبدو أننا في هذا العيد سوف نظل بلا أكل أو عيش طيلة اسبوع العيد.