تشهد الإسكندرية أزمة شديدة في توزيع الخبز "العيش" والذي كان يضرب به المثل كدلالة علي قلة الدخل "مش لاقيين العيش الحاف" وهتف له المتظاهرون قديما كدلالة علي الفقر والتقشف. رغيف العيش أصبح الحصول عليه صعبا جداً سوي بالواسطة أو الوقوف في الطوابير لساعات أو الدخول من الباب الخلفي الذي يشهد كما يقول كثيرون تهريب الدقيق في فترات معينة معظمها بعد الفجر. وكذلك بعد مواعيد العمل الرسمية عن طريق وضع جوال الدقيق المدعم داخل اجولة "شكاير" بيضاء ليظهر علي أنه دقيق حر يبيعونه لمحلات الحلويات ومخابز العيش الحر الذي يبلغ ب 25 قرشا للرغيف الصغير. و50 قرشاً للرغيف الكبير.. كما لجأ بعض الباعة الجائلين الي الاتفاق مع بعض الأفران يوميا يتم بموجبه دفع 50 جنيهاً للفرن نظير الحصول علي خبز بمبلغ 35 جنيها و15 جنيهاً تدخل جيب الفران أي بنسبة الثلث ويحصل الباعة علي الأرغفة علي فترات وبعد انتهاء عمل الأفران يبدأ البائع في بيع العيش في السوق السوداء مقابل 15 قرشا للرغيف الواحد. كما ظهرت الفلاحات القادمات من المحافظات المختلفة لتنافس الباعة الجائلين فهم يلجأون لنفس الحيلة ويميزهم بيع العيش ب 15 قرشاً و20 قرشاً للرغيف مع بعض الخضراوات والجبن. أما عن البوابين فهم أول من يقفون في الطوابير الصباحية لشراء كميات كبيرة من العيش لبيعها لسكان العمارات مقابل 25 قرشاً للرغيف. رصدت "المساء" الحالات المختلفة من تهريب الدقيق لبيعه بالسوق السوداء. في البداية يقول أحمد السيد أن كمية الدقيق التي يقوم بخبزها الفران لاتكفي سوي عدد قليل من الأهالي وتذهب غالبا الي أقارب أصحاب المخابز : حيث نقف بالساعات للحصول علي رغيف العيش ويوافقه الرأي محمد علي ويقول أن أزمة العيش لازالت موجودة حيث نقف بالساعات أمام الفرن ويمكن تجاهلنا ويقولون : الفرن شطب.. كما أن الرغيف غير جيد ولايصلح للاستهلاك ولكننا نضطر لشرائه لأن الرغيف الأبيض يباع ب 50 قرشاً وأحتاج 20 رغيفاً يومياً لأسرتي المكونة من 6 أفراد. ويشير نبيل حافظ من سكان العطارين الي أنه يشاهد الحيل الغريبة التي يلجأ لها أصحاب المخابز لتهريب الدقيق بعد صلاة الفجر عن طريق وضع جوال الدقيق المدعم في شكاير بيضاء وبيعه لمحلات العيش الحر.. كما يلجأون لتهريب الدقيق بعد ساعات العمل التي تنتهي عقب الظهر عن طريق وضع أجولة الدقيق داخل أقمشة لإخفاء معالم الجوال.. ويضيف أشاهد باعة جائلين يوميا يترددون علي المخابز بصفة مستمرة حاملين أقفاص عليها عيش وأحيانا أكياس بيضاء ويقومون ببيعها بعد انتهاء الخبز في الأفران مقابل 15 و20 قرشاً للرغيف. ويقول سيد محمد "فران" إن قرار إلغاء رخص المخابز البلدية التي تضبط بتهريب الدقيق للسوق السوداء وسحب الدقيق المخصص لها نهائيا ومنحها لمخبز آخر قرار صائب. وفي صالح المواطن البسيط لضمان وصول الدعم لمستحقيه والقضاء علي المخالفات.. وطالب بزيادة حصة الدقيق والإلتزام بعدالة التوزيع. ويقول أحمد عبدالفتاح مواطن أدفع 2 جنيه مقابل الحصول علي 20 "رغيف عيش" حتي أتفادي الوقوف في الطابور مع تقديم 4 سجائر وكوب شاي للفران.. أضاف أشاهد صاحب المخبز وهو يبيع "عيش" بمبالغ تصل الي 10 جنيهات للباعة الجائلين مقابل حصول صاحب المخبز علي 2 جنيه عمولة! ويضيف أحمد الجندي أننا لانعرف متي تنتهي مهزلة بيع الدقيق والسوق السوداء للعيش لبيعه بسعر 15 قرشاً للرغيف.. وظهور البائعات الفلاحات اللاتي يقمن ببيع رغيف العيش ب 15 و20 قرشاً بجانب الجبن والخضراوات. ويشير خميس بلال الي أن المخابز تقوم بغلق الأبواب قبل مواعيد العمل الرسمية مما يؤدي الي تزايد الزحام أمام المخابز.. وللأسف نشاهد أجولة الدقيق المهربة علنا الي المحلات الخاصة بتصنيع الحلويات. أضاف إن الفترة الصباحية للمخابز تكون للبوابين الذين يقفون أمام المخابز قبل ساعات العمل يحصلون علي كميات كبيرة من الخبز تصل الي 10 جنيهات لتوزيعها علي العقارات التي يحرسونها. ويقول أحد العاملين بأحد المخابز رفض ذكر إسمه أن صاحب المخبز يصر علي بيع الدقيق بالسوق السوداء وبيع الخبز المدعم بأسعار أعلي من المحددة ولا يلتزم بالوزن ولا بالأسعار المقررة للرغيف المدعم. ويلجأ لبيع الدقيق لتحقيق أرباح غير مشروعة علي حساب المستهلك. ويتساءل ناصر زكريا صاحب مخبز عن سبب قيام بعض المخابز بتسريب الدقيق وبيعه؟ ويجيب السبب هو الغرامات العالية التي تفرض علي اصحاب المخابز والتي تصل الي 7200 جنيه للمخبز ذي الحصة المخفضة و12000 جنيه للمخبز ذي الحصة الكبيرة. أضاف أن بعض مفتشي التموين يحصلون علي مبالغ مالية مقابل ترك صاحب المخبز يفعل ما يشاء. وأشار الي أنه كان يصلح ماسورة الجاز في أحد الأيام وقامت حملة من التموين بمداهمة المخبز وبتحرير محضر مخالفة بمبلغ 1800 جنيه دون حق.