قد أذيع سرا إذا أزحنا الستار عما يجرى الآن من تحقيقات سرية تكشف أسرار مخطط التدمير الذى جرى إعداده وتنفيذه منذ سنوات ولكنه تسارع فى الشهور الأخيرة لكى تدفع بالبلاد إلى المستنقع الذى عانت ولا تزال تعانيه دول اليمن وسوريا وليبيا. وقد اعتمد هذا المخطط على اثارة الفتن الطائفية والقبلية والجهوية بالإضافة إلى ضرب الاقتصاد السودانى والذى كان من نتائجه ان سعر الدولار ارتفع من نحو عشرة جنيهات سودانية ثم قفز تدريجيا خلال ثلاثة أشهر فقط إلى أكثر من سبعين جنيها فى ديسمبر الماضى ووقتها قامت المظاهرات بواسطة الشباب والمرأة والقوة الحبيسة فى النقابات المهنية والاتحادات والجامعات. وقد كشفت التحقيقات حتى الآن ضلوع أطراف أجنبية فى هذه المؤامرة بتهريب الاسلحة وكذلك الحرب النفسية وتشير الدلائل إلى دور خبيث تقوم به تركيا, مع الاشارة إلى ما تسربه من الأسلحة إلى العصابات المسلحة فى ليبيا وإلى تبنيها أبواق هذه الجماعات, كما أن هناك دلائل تشير إلى قطر التى تلعب على نفس هذه المحاور إضافة إلى التمويل وغسل الأموال. وأيضا اسرائيل التى كشف الجيش العربى السورى عن أسلحة وذخيرة فى مناطق من دمشق هربتها إلى المنظمات الارهابية التى ترفع شعار الاسلام. وذلك بالطبع بالتنسيق مع عناصر من داخل المجتمع السودانى سواء كانت تعلم تفاصيل المؤامرة أو تؤدى دورا فيها. والمهم إنه بعد التطوراتت فقد رحب المتظاهرون بتولى اللواء عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان المفتش العام للقوات المسلحة قائدا عاما لكى يعيد ترتيب الأمور, لما يعرفونه من استقلالية اللواء عبد الفتاح وعدم انتمائه لأى فصيل سياسى. والآن ومنذ تغيير القيادة والمحادثات تجرى بين المجلس العسكرى الانتقالى وبين الشعب ممثلا فى قوى الحرية والتغيير والقوى الحبيسة. ولكن, ومن خلال معلومات من داخل السودان, فإن ما نادينا به من قبل من استمرار المجلس العسكرى الانتقالى لفترة يمكن ان تصل لعامين أو ثلاثة وعلى شرط ان يشكل مؤتمرا وطنيا من القوى الحبيسة باختلافها لصياغة مستقبل السودان مركزا على تشكيل أحزاب سياسية بعيدة عن الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية أو السياسية والطائفية أو السياسية ورأس المال وإنما يكون الأساس هو المصلحة الوطنية السودانية وانتماءاتها العربية والافريقية واسهامها فى الدور الانسانى الدولى. واستكمالا فإنه يقف مع الإرادة الشعبية فى السودان وتوجهات المجلس الانتقالى كل من السعودية والامارات وقبلهما مصر التى لا يهمها سوى المصلحة السودانية والاستقرار فى وادى النيل وابعاد أى قوة خارجية تريد أن تعبث فى الوادى وتهدد نهر النيل وتؤثر سلبيا فى المسار الافريقى. لمزيد من مقالات محمود مراد