علي الرغم من الانتقادات الكثيرة التي تتعرض لها البارونة كاترين آشتون(53 عاما) الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية, إلا أن جذورها العائلية التي تعود إلي الطبقة العاملة البريطانية وخاصة في مجال تعدين الفحم, جعل منها حسب وصف المقربين فتاة مناضلة, وكانت أول من يتخرج من الجامعة في أسرتها وحصلت علي درجة بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة لندن عام1977, ومما لاشك فيه أن جذور آشتون البسيطة لم تكن تبشر بالتطورات السياسية المتلاحقة التي جرت في حياتها, وتألق نجمها بسرعة كبيرة في الحياة السياسية البريطانية كناشطة في مجال الرعاية الصحية وحقوق العمال, منها حصولها علي لقب' البارونة آشتون اوف افولاند' عام1999 بناء علي طلب حزب العمال البريطاني, مما أهلها لدخول مجلس اللوردات دون انتخاب. ثم وزيرة الدولة للتربية ووزيرة الدولة للشئون الدستورية والقضائية, واختيرت عام2005 كأفضل وزيرة, ثم نالت عام2006 لقب أفضل سياسية. والمحطة الفاصلة في حياتها العملية كانت حين عينها رئيس مجلس الوزراء البريطاني جوردون براون رئيسة لمجلس اللوردات عام2007 وهو المنصب الوزاري الذي تمكنت من خلاله من تمرير اتفاقية لشبونة تلك الاتفاقية التي جعلتها أول من يتولي منصب الممثل الأعلي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي. تلك الخبرة السياسية لم تشفع كثيرا لآشتون التي ظلت تلقي الكثير من الانتقادات, فقد وصفتها مجلة الإيكونوميست البريطانية بمجرد توليها المنصب, بأنها وجه سياسي غير معروف, ووصفت خبرتها السياسية ب'التافهة' خاصة في مجال السياسة الخارجية, ناهيك عن أنها لم تنتخب أبدا في أي منصب بل كانت جميع المناصب التي تولتها بالتعيين, إلا أن المجلة لم تستطع أن تغفل حالة التوافق التي تمكنت من خلقها داخل الاتحاد, وهي مهمة شبه مستحيلة, يرجعها البعض لكاريزما خاصة تتميز بها أما أصدقاؤها فيؤكدون أنها فتاة مناضلة ولديها قدرة ساحرة علي الإقناع وهذا هو سر نجاحها, هذا إضافة إلي الدعم الهائل الذي تلقاه من زوجها الكاتب الصحفي البارز بيتر كيلنر صاحب مركز لاستطلاعات الرأي والذي أنجبت منه ولدين. وكانت تعرضت للكثير من الانتقادات خلال الشهور الماضية داخل المجتمع الأوروبي, وقيل أنها تفتقر إلي المهارات القيادية خلال الاجتماعات الوزارية والمؤتمرات السياسية, وأنها بطيئة في الوصول إلي مناطق الأزمات, وكونها لا تتحدث أي لغة أجنبية أخري, وقد أغضبت تلك التعليقات آشتون التي اعتبرتها نتاج تمييز كامن ضد المرأة, وقد شكت للصحافة من عدم وجود موارد متاحة لها, مثل طائرة خاصة, تمكنها من الوصول لمكان الأزمة وقت وقوعها. في نهاية الأمر لا يستطيع احد أن ينكر أن البارونة آشتون, قد نجحت في جعل' الدبلوماسية الهادئة' شعارا لها.